القطعة الثانية عشرة

18.7K 522 99
                                    

القطعة الثانية عشرة

=========

_إيه المفاجأة الحلوة دي؟!

همس بها بصوته الذي يمزج حنانه بمرحه وعيناه تلتقيان بعينيها فور استيقاظها على فراشه ..

فتوردت وجنتاها بخجل وقد انعقد لسانها عن الرد..

بينما انحنى هو عليها لتطبع شفتاه هدية رقيقة على عنقها مع همسه:

_اللي يلاقي حاجة في سريره تبقى بتاعته ...كده خلاص مش هتخرجي من هنا تاني.

احترق وجهها بحرارة عاطفته وهي لا تدري كيف تشرح له سبب وجودها هنا...

وبالتحديد بعد ليلة الأمس الغريبة!!

لكنه رفع رأسه أخيراً ليزيح شعرها عن وجهها ملتقطاً نظراتها الخجول بعينيه العابثتين هامساً:

_أنا عايز كل يوم صباح من ده...بس قوليلي الأول...نمت هنا ليه؟!

عضت شفتها السفلى بقوة مسبلة جفنيها وهي تستند على راحتيها لتنهض من رقادها ...

قبل أن تفتح عينيها لتدور في الغرفة حولها تستكشفها...

كم تبدو لها غريبة الآن عن تلك التي هربت إليها بالأمس من كوابيس ذكرياتها!

_كنتِ خايفة ؟!

قالها بإشفاق وهو يقوم بدوره ليستند إلى ظهر الفراش جوارها فارتجفت شفتاها وهي تومئ برأسها دون رد ...

هنا شعر بالغضب من نفسه إذ تركها ليلتها الماضية وحدها بعدما صارحته به ...

لقد فكر في قضاء الليل معها ساهراً رغم تيقنه من استسلامها للنوم لكنه لم يستطع !

رؤيته لها نائمة بتلك الدموع المتجمدة على وجنتيها كانت تستثيره بجنون ...

تحيي بداخله ثورات وثورات من مشاعر متناقضة كانت تجتاحه بلا رحمة...

أجل ...كان يريد أن يوقظها...يلتقط من بين شفتيها التفاصيل...كل التفاصيل ...يجمع كل الخيوط برأسه كما يُفترض برجل بطبيعته!

لكنه في نفس الوقت كان يريدها أن تنام...أن تنسى...

أن تفقد ذاكرتها فلا تعود تعرف من دنياها إلا أيامها معه ...هو فقط!

فيالتناقض!

وبين الشعورين قضى ساعة من الوقت ممزقاً قبل أن يقرر

الانسحاب من المعركة كلها إلى -غرفته الآمنة- دون أن ينسى أن يبقي لها الكشاف الكهربي مضاءً تحسباً لعودة انقطاع التيار...

وهاهو ذا يستيقظ صباحاً ليجدها نائمة جواره !

لا...لم يكن من الحماقة ليفهم أن تصرفها هذا لا يغير شيئاً من حقيقة وضعها و"عقدتها"...

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن