القطعة التاسعة

16.7K 526 83
                                    

القطعة التاسعة

======

جميلٌ جداً ثوب "الضحية"!

خفيفة هي خطايانا عندما نلقيها على غيرنا...

مريحٌ هو ثوب الشفقة عندما يستر عورة فشلنا...

زهيدٌ هو الحب عندما نقايضه ب"راحة بال"!

هشة...رقيقة...واهنة...

هكذا شكلت أنت صنمي في محرابك ...

فكيف لي أن أكسره؟!

"رانيا"

***********

"هُرَيرتي " الناعمة ...

من أغرقتها تدليلاً حتى نسَت أن لها هذه "المخالب"!

أغمضي عينيكِ ...تهجيّْ اسمي وتذكري ...من أكون ...

حرف بعد حرف بعد حرف...

عام بعد عام بعد عام...

أجل يا "مخملية" الفراء ...يا "ناعمة" الأظافر...

أنا "العمر" الماضي والآتي...

اغضبي...اصرخي...ثوري...

لكن تذكري...

عندما تعصف الريح في وادينا...

فليس ل"برد" قلبك إلا "دفء" أحضاني.

"أشرف"

***********

_ريما!

هتفت بها رانيا تناديها أمام باب مدرسة الأولى التي هرعت إليها لتضمها بقوة ...

فاحتضنتها رانيا بحنان لتهتف بها :

_ماما نشوى،مشغولة النهاردة في المصنع ...هاخدك عندنا البيت .

_خالو أشرف جالي النهارده !

هتفت بها ريما وهي تنزع حقيبتها عن كتفها لتهتف رانيا بلهفة فرحة :

_بجد ؟! أشرف كان هنا ؟! فين ؟! فين ؟!

قالتها وهي تتلفت حولها بتحفز لكن الصغيرة هتفت وهي تفتح حقيبتها :

_مشي ...وسابلك ده .

قالتها وهي تناولها ورقة كبيرة مكتوبة بخط يده الذي تعرفه ...

(كان ممكن أبعتلك رسالة ع الفون بس قلت أكتبها بخطي عشان تطمني إني كويس ...كنت محتاج أبعد عشان أفكر في اللي جاي ...عشان ألاقي نفسي تاني ...انتِ كمان محتاجة تلاقي نفسك بعيد عني ...بعيد عن الجرح اللي كل واحد فينا جرحه للتاني....بعيد عن السور العالي اللي بنيته حواليكي وكنت فاكر إني بحميكي وراه لكن للأسف وقت الجد اكتشفت إني كنت غلطان ...أنا خلاص لقيت طريقي بتمنى انتِ كمان تلاقي طريقك...ويمكن لو طلعنا محظوظين يتقابلوا الطريقين في الآخر)

لم تنتبه لسيل دموعها الذي أغرق وجنتيها وهي تعيد قراءة رسالته التي بدت لها كرسالة وداع إلا عندما هزت ريما كتفها لتهتف بإشفاق :

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن