القطعة الحادية والثلاثون

18.5K 485 50
                                    

القطعة الحادية والثلاثون

=====

_الجو برد عليكِ هنا يا ستي .

تهتف بها ياقوت بجزع وقد صعدت الدرج المؤدي إلى السطح لتفاجأ بثمر هناك جالسة على الأرض وقد أمسكت مسبحتها ..

فتلتفت الأخيرة نحوها بابتسامة راضية ناسبت قولها:

_الدفا دفا القلوب يا بنت قلبي ..تعالي .

تقولها وهي تفتح لها ذراعيها فتضحك ياقوت ضحكة رائقة لم تعرفها منذ زمن بعيد لتهرع إليها فتتوسد حجرها مستلقية على الأرض ثم تنظر للقمر الذي استدار كاملاً في وضع البدر قائلة :

_معاكِ حق يا ستنا ..الدفا دفا القلوب فعلاً .

ترمقها ثمر بنظرة متفحصة ثم تزيح غطاء رأسها الذي تعمدت به ياقوت إخفاء أذنيها لتسطع لمعة الياقوت الأحمر في هذه الظلمة فتغمغم ثمر بغموض ماكر:

_رجعتِ لبستيه !

ترفع إليها ياقوت عينين مغشيتين بعاطفتها ثم تسبل جفنيها بخجل يكفيها الرد ..

من ذا الذي يحتاج للكلام في حضرة ثمر التي تكشف عيناها خفايا القلوب؟!

تماماً كما فعلت الآن وهي تمسد على شعر ياقوت لتقول بيقين خبير:

_من يوم ما شفته في ودنك أول مرة وأنا قلت ده صوت قلبك اللي دق ليه ..عشان كده لما شفتك قالعاه قلت ابن الأكابر عمل حاجة وجعتك قوي ..بس لقيته جاي على ملا وشه يطلبك مني ..قلت أقرص ودنه عشان ما يكررهاش ..لكن الظاهر إنه راضاكِ ..عمل إيه ؟!

تنهدت ياقوت بحرارة وهي تشعر بوخز الذنب من إخفائها بعض الحقيقة لكنها استمعت لنصيحة إسلام فتخيرت كلماتها بحذر:

_قابل سامر !

_كنت عارفة إنه هيعملها ..النظرة اللي كانت في عينه يومها قالت إنه هيهد الدنيا لحد ما يوصللك ..المهم طمنيني ..آذي الجدع؟!

تسألها بقلق لتبتسم ياقوت وهي تهز رأسها نفياً مجيبة :

_لا ! هو بس قالله إنه هو عايز يخطبني وإني تقريباٌ موافقة ..وبعدها كلم إسلام وطلب إيدي منه .

ضاقت عينا ثمر بتفحص مع سؤالها:

_وأخوكِ قالله إيه ؟!

عادت ياقوت تمط شفتيها وهي تتلو لها نصاً ما قاله إسلام لتلتمع عينا ثمر بترقب ..

_وهو وافق؟!

أومأت ياقوت برأسها إيجاباً لترفع ثمر عينيها للسماء للحظات شعرت بها ياقوت كدهر خاصة مع قول ثمر بعدها:

_أهه ده كان امتحانه التاني .

_ونجح فيه يا ستي؟!

تسألها بوجل لتصمت ثمر بعدها قليلاً قبل أن ترد بشرود :

سينابون .. ج 1 .. ج 2 .. للكاتبة نرمين نحمد اللهWhere stories live. Discover now