الثانِي و الثلاثُون .

21.1K 1.7K 473
                                    

[ هَل سأظِلُ نجمتكَ ، إذا مَا أريتُكَ جانبِي المظلم ؟ ]

" الذنبُ ذنبُك أنت ! "
قالها جونغكوك و هو على وشكِ الانفجار .

" بل ذنبك لولاكَ لما نويتُ شرب القهوة "
صرخَ بها تايهيونغ و هُو ينظر يمينًا و شمالاً من داخل سيارة الأجرَة .

" إصمُت فقط ، دعنِي أتصرّف "
قالها جونغكوك ثمَّ وصفَ للسائقِ مكانًا يقتصده .

أسند جونغ كوك ظهرهُ على مقعدِ السيارة ، ثم حدقَ بمعلمهِ مُتنهدًا .
" كيف لكَ أن تبحثُ عن مقهى مفتوح في الحادية عشر مساءً ؟ ، أأنتَ غبي "

" لا تتلفَظ ، يكفيكَ أننِي أكبر منك "

" أنت فقط تتهربُ من فعلتك "
فضلّ تايهيونغ الصمتَ حينما شعرَ بأن الحديثَ
سيطول دونَ فائدة ، فأتبعهُ جونغكوك حتى غشى الهدوءُ على الجو .

" لو أننِي ذهبتُ للقمَر ، هل سألتقي بكِ
لو أننِي أخبرتُكِ أننِي أشتقتُ إليكِ هل ستأتينَ إليّ
من دونكِ أنا وحيدٌ للغايةِ على هذا الطريِق
أرجوكِ لا تبكِي الليلةَ فأنَا أيضًا وحيد "
دندَن تايهيونغ بِأغنيةٍ ما ، ثم نظرَ إلى جونغ كوك مطولاً

" ما أغنيتُك جونغكوك ؟ "
قالها تايهيونغ بعدمَا تعدّل من جلستِه و قابل جونغ كوك بوجهه .

" أغنيتِي ؟ "

" لِكُلٍ مِنَا أغنية تصفُنَا بشكلٍ جذري ، فنرددهَا دومًا على ألسنتنا ، ما هي الأغنية التي تصفُك ؟ "

حدَق جونغكوك مليًا في وجهِ أستاذهِ مُفكرًا .
" ليسَت لدّي "

" ألن تحاوِلَ البحثَ عن واحدَة ؟ "

" لا شئ يشبهنِي ، لا يمكننِي إيجادِي في سطرٍ أو نص "

هزَ تايهيونغ رأسهُ متفهمًا ، ثم عاود الجلوس بوضعيتهِ السابقَة ، أما جونغكوك فأخذ يحدقُ بالأفقِ برأسٍ ملئٍ بالأفكَار .

" أهربُ بعيدًا عندمَا تكونُ الأمور على ما يُرام
إننِي لم أستوعبِ أبدًا الطريقة التِي نظرَت بها إليّ
و لم أجد لنظرتِكَ شبيهُ عند غيركْ ، لكن على ما يبدُو
أننِي فطرتُ قلبك ، جهلِي بالأمور كان السببُ في ذلِك
فشلتُ في رؤيةِ مشاعركْ ، و مزقتُ مشاعركَ لأشلاء

أوليسَت تشبهنِي ؟ "

" لا أعلمْ ، لربما جونغكوك "
تلكَ الجملة البسيطة كانت جواب تايهيونغ ،
و عادَ الصمت مرةً أخرى بينهما .

" أنتَ تذكرنِي بي كثيرًا ، كلُ ما بكَ يشبهنِي بشكلٍ ما جونغكوك ، أعدُكَ أن تكونَ أفضل بكثير ، بعد زمنٍ قصير "
حديثُ تايهيونغ كان يميل إلى الجدّية ، و جونغكوك أرادَ التهرب من الحديث ، لذا فكرَ في سخريةٍ ما لكي يهرب .

" أصابعكَ طويلة كأرجُل قنديل البحر "

صفعَ تايهيونغ رأسهُ بعد سماع تعليق جونغكوك الساخر ثم  تنهد و هز رأسهُ .

مُعلِم الأحيَاء| تَايكُوك .Where stories live. Discover now