السادِس عشَر .

29.1K 2K 1K
                                    

على مائدةِ الطعَام جلسَ تايهِيُونغ معَ بُشرَى، صوتُ تصادمِ الملاعقِ بالأطباق مَلئ المكَان، الجوُ كانَ داجًا فالمُعتاد أن يملئ صوتُ سخريةُ يونقِي مائدةُ الطعام.

"بُشرَى هل تعرفينَ جُونغكوك؟"
تايهِيُونغ خاطَب.

رفعَت بُشرى أنظارهَا عن الطعام، و حدقَت بوجهِ أبيهَا بغير فِهم، "الطالبُ الذِي يدرسُ معنَا في ذات الفَصل؟"

"نعَم هُو"

"أعرفهُ لكنهُ ليسَ قريبًا مِني، لكِن لما تسأل؟"

تايهِيونغ أرادَ الإحتجَاج لكنهُ عجَز، " لاَ شئ، فقَط كنتُ أتسآئلُ عن سببِ غرابتِه، أعنِي هو إنطوائي جدًا، و مُنغلقٌ جدًا"

ترسمَت إبتسامةٌ ساخرَه على شفتَا بُشرَى
"يونغِي ليسَ بأقلِ منه أبِي"

همهمَ تايهيونغ و أكمَل طعامَه، فقَد فقهَ أن الكلامَ عن الآخِر مع بُشرى غيرُ مجدِي.

و فجأه خرجَ يونغِي من الغُرفَه، و كان يرتدِي الزَي المدرسِي، جلسَ بجانبِ تايهِيُونغ و ترسَ في فاههِ بعضٌ من الخبز المُحمَص.

"ألاَ تريدُ التغيب، لمنحِ ذاتكَ بعضٌ بمَا الراحَه؟"
قالها تايهيُونغ، ليتلقَى نظرةٌ قاسيَه من يُونقِي.

...

تنهدَ بمَلل، ثمَ زفر أنفاسُه
"لمَا هوَ مُتغيَب، حتى أنهُ لم يخبرنِي بهذَا"

مشَى نحوَ فصلهِ و دخَله، كان الفصلُ خاويًا بإستثناءِ واحِدًا، و كانَ شعرهُ الفحمِي يُوضحُ كونهُ يونغِي، يونغِي كانَ يسندِ رأسهُ على الطاولَه.

جيمِين دخلَ الفصلَ بصمت، فهوَ لازالَ يخافُ من الآخِر منذُ آخرِ مرةٍ صفعهُ فيهَا.

جلسَ بمكانهِ وأخذَ يحدقُ في ظهرِ الآخر بهدوءٍ تَام.

لاحظَ أن الآخرَ يشهَق، فلَم يستطعْ الإصرَارُ على موقفِه أكثَر، تقدمَ نحوَهُ بخطواتٍ بطيئَه
"يُونغِي"
نبسَ بهَا وهوَ يقترِب.
"هَل أنتَ بخير؟"

لمسَ ظهرهِ ليفاجَأ بونغِي الذي إنتصبَ بمكانهِ، أغلقَ عيناهُ بقوَه فبظنهِ أنهُ سيصفعهُ كالمرَه الأخيرَه.
ما كانَ أسوءُ من ذلِك هو إحتضانُ يونقِي له بقوَه، وسعَ جيمين عيناهُ حتى كادَ أن يخرجَا من محجريهمَا!

صوتُ شهقات يونغِي العاليَه، و بُكاءهِ المريِر، و أنفاسُ جيمين المُتوترَه هو جُل ما يُذكر.

دقيقَه، وخرجَ جيمين من صدمتِه، حينهَا أحسَ بضآلةِ حجمهِ أمامَ يونغِي، و أحسَ أيضًا بقوةِ إحتضانهِ لهُ، و كأنهُ بإحتضانهِ يُخرجُ ما بهِ.

مُعلِم الأحيَاء| تَايكُوك .Where stories live. Discover now