Pt12

3.4K 174 105
                                    

مرَّ أكثر من أسبوع ولا أثرَ لهوسوك في اي مكان، في الحرم الجامعي إفتقده العديد من الطلاب والأساتذة وشعروا بالقلق عليه ولاسيما كاي الذي يعرف تماماً أينَ ذهب وما يمكن ان يكون قد حلَّ به إلا أنه ملتزمٌ للصمت خائفٌ بشدة من ان يخبر أحداً، محتفظاً بِسره مع نفسه حارماً فرصة نجاة الاكبر الوحيدة التي يمكن ان تكون على يده، لكن ليس بيده حيلة فالخوف يتمالكه بقوُّة.

...

"جوني، الديك فكرة عن سبب اختفاء هوسوك، إنني قلق عليه بشدة"

"لا اعلم، لربما ازعج يونقي فقام بإرساله لجامعة أخرى"

"ماذا! لكنهما كانا منسجمين معاً، لقد بديا كصديقين مقربين"

"لا افهمك جيني، الستَ انتَ من اراد تحذيره في البداية من الاقتراب منه! لماذا تراجعت عن ذلك، لو انك استمريتَ بتحذيره لاستمع لك وما اضطر لترك الجامعة "

" اردتُ تحذيره لانه كان جاهلاً بطبيعة يونقي، لكن بعد ان رأيتهما منسجمين مع بعضهما لم أرى اي مشكلة في تقربه منه"

" انتَ فقط لا تعلم شيئاً "

" ومالذي تعرفه انت! انت أيضاً غيرتَ موقفك بعد ان كنتَ غير مهتمٍ بتقربه منه اصبحتَ تلومني على عدم ايقافي له"

" دعنا نغير الموضوع، هوسوك ليس طفلاً لكي يحتاج من يرشده ومن يبحث عنه، ان كان متغيباً عن الجامعة لانه انتقل منها بالفعل فما المشكلة في ذلك، هو لم يمضي الكثير من الوقت هنا، سوف ينسجم في أي مكان يذهب له فتوقف عن القلق عليه "






......................................................................



" شكراً لك"

تحدثَ صاحب الخصلات الزهرية لصاحب الشعر المجعد الذي يعتني به بلطف..

" لا داعي للشكر، آمل فقط أنكَ بخير "

" وكيف لي ان اكون بخير.. على أية حال، لم اتعرف على اسمك بعد "

" اه اسف لذلك، ادعى تايهيونغ، ينادونني تاي تاي"

"لطيف~"

" شكراً لك"

"ااء تاي تاي.. اينَ هو السيد يونقي؟ "

" لقد خرج منذ مدة.. إنه مشغول كثيراً هذه الأيام "

"إذن.. منذ متى وانتم أسيرون لديه؟ "

" انا أقدَمهم هنا.. لقد كنتُ لديه منذ حوالي خمس سنوات، جيمين أتى بعدي بحوالي خمس شهور، وكوك منذ ثلاث سنين"

" خمس سنوات! ذلك مؤلم، البقاء لخدمته وخدمة رغباته المختلة طوال هذه المدة، لابد ان ذلك مؤلمٌ حقاً "

" وماذا عساي افعل، ليس لدينا ما نفعله سوى ان نتعامل معه بحذر و نحاول تجنب غضبه كي لا نزداد بؤساً وتعاسة "




......................................................................




" مالذي تفعله جيمين؟ "

" استعد "

"تستعد لماذا؟ "

" للذهاب لغرفته، فقد طلبني الليلة "

"ااه.. لكن هذا غريب، هو لم يقم بمعاقبتي رغم فعلتي تلك "

ابتسم جيمين بلطف شديد للاصغر، هو لايعلم انه سيتلقى العقوبة الليلة بدلاً عنه..

وضعَ كلتا يداه على وجنتي الاصغر اللطيفة يبتسم له ابتسامةً دافئة ملأت وجهه الفاتن جاعلتاً من كلتا عيناه تتقوسان بلطفٍ شديد ليبعث الدفئ لقلبِ الصغير..

" لا بد أنه يُحبك ولا يود إيذائك"

"لابد انكَ تمزح، هو لا يحب أحدا سوى نفسه"

" حسناً مهما كانَت اسبابه فمن الجيد انه عفى عنك أليس كذلك؟"

" أجل انت محق"




....

10:00 مساءاً..

مايزال هوسوك محتجزاً في أحد الغرف منذ حوالي اسبوع، لا يدخل عليه سوى تاي لإعطاءه الطعام والماء، هو سأم من بقاءه هناك وكيف له أن لا يسأم بإنتهاءه هنا بعد كل ما مرَّ به، مُحتجزاً في منزل من حطمَّ قلبه وروحَه في غرفةٍ مظلمة كل ما يحيطه هو حزنه وخذلانه حتى أنه لم يرى يونقي منذ تلك الليلة  هو على الاقل حقق غايته في معرفة الحقيقة لكنه دفع الثمن باهضاً جداً..

تمرُّ دقائق وساعات لا يواجهه سوى انكساره، لا يرى سوى ألوان حزنه واكتئابه، حلَّ مُنتصفُ الليل وبدأت جفونه المُتعبة بالانغلاق مُعلنةً الرغبة الشديدة في النوم بعمقٍ وهدوء هارباً من واقعٍ مرير يتمنى نوماً لا يستيقظ بعده..


اذناه تلتقط أصواتِ صرخاتٍ خافتةً بعيدة، يُقطب حاجبيه ويتقلبُ في سريره غيرَ مرتاحٍ في نومه، بعدَ ان حصلَ أخيراً على نوم هادئ، اصواتُ صرخاتٍ بعيدة تلامس مسامعه مُعكرةً صفو نومه حتى فتحَ عيناه أخيراً معلناً عن يقضته..

الصوتُ المتعذب المتخلل مسامعه لم ينقطع، فركَ عيناه ليفتحهما وسطَ الظلام الذي يغطي المكان قطَّبَ حاجبيه يحاول استيعاب ما حوله، صوتٌ بدا فاتناً ناعماً للغاية، بدا عليه الألم الشديد وله ان يتخيل ما يَمرُّ به صاحبه..

"ذلك المختل يونقي! مالذي يفعله بالفتى في هذه الساعة، أي نوعٍ من الجحيم يعيشه هؤلاء المساكين برفقته"

اصواتُ الصرخات مزقت قلبه حُزناً وشفقةً على حاله، يتمنى بشدة لو أن بإمكانه مدُّ يد العون..

"لماذا لا يقومون بالهرب منه وحسب! مالذي يجعلهم يستمرون في العيش مع وحشٍ مثله! اتمنى لو بإمكاني الخروج من هنا، كنت سأحرص على إخراجهم كذلك وجعلهم يحظون بحياةٍ طبيعية بعيداً عن هذا الجحيم اللعين"






من تكون يامَن مَلكتَ قلبي؟ Y.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن