Pt42 (الأخير)

3.9K 180 169
                                    

موسمُ الحُزنِ قد إنتهى أخيراً، الخريفُ قد إقتربَ من نهايتِه.. القُلوبُ التي تحطَمت تكفَلتْ الأيامُ بإعادة جبرِ جراحِها، كان الوقتُ كفيلاً للنسيان، كانَ العوضُ مُعجزة،.. ماتزالُ ذكرى من ودَّعَ حياتَهُ بألَم حيةً في قلبِ أحدِهم.. رغمَ أن دموعه جَفَت، رغمَ أنه وجدَ ملاذه في أحظانِ مَن بادَلهُ الحُب أخيراً.. إلا أنه حتماً لن ينسى مَن أبكى عيناهُ يوماً..


لقد بدأَت حكايةُ هوسوك عندما أمسكَ بيدِ أحدِهم، عندما نظرَ للحُزنِ الذي يسكُنُ عينا شخصٍ غريب.. لقد إستَمعَ لَه، لقد تعمَّق في مَعرِفَتِه، وقد تمادى في تَصرُّفه، وقد إستمرَ بِالمُضيِّ قُدُماً رغمَ خوفِه، لينتهي به الأمرُ نائماً في أحظانٍ دافئة.. تلكَ الاحظان هي لذاتِ الشخص الذي ارتعدَ منهُ رُعباً يوماً.. هو ذاتُ الشخص الذي قَلَبَ عالَمَهُ كُلَّه، لكنهُ حتماً ليسَ نادماً على مَعرِفَتِهِ بعدَ الآن، بل هو مُمتنٌ لتلكَ الصُدفة.. مُمتنٌ لتلكَ الجُرأة التي قادتُه لأحظانِ الشاحِب.. فهو في النهاية قد نجح في لمسِ أعماقِ قلبِهِ، قلبُهُ الذي غَلبتهُ الظُلمة والوحدة لوقتٍ طويل..


لقد فَشِل هوسوك في تقديم العونِ لِصديقهِ كاي فعزيزتُهُ سولي قد ماتت بالفعل، لقد كان الموتُ في النهاية مواساتَهُ الوحيدة،.. ورغمَ عَجزه عن مُساعدةِ الشخص الذي احتاجَهُ بيأس، إلا أنه منذُ لحظة دخولِه هذا المنزل المليء بالأسرار المؤلِمه، إستطاع تقديمَ عونٍ كبير لثلاثِ فتيةٍ عانوا بصمت، وقَدَّمَ عوناً لشخصٍ وحيد قضى صِراعاً طويلاً مع ألَمه لوحدِه، بَل وقَدّمَ عوناً لذِاتِه أيضاً..


لقد كان هوسوك واقفاً على الشُرفة يُراقبُ الظُلمة المُمتدة وأمواجَ البحرِ الهادئة.. تأتيه نسماتٌ باردة.. يُغطي جَسَدهُ بِمعطفٍ مصنوعٍ مِن الفرو الناعِم.. يتذكرُ أولَ يومٍ له في هذا المنزل..

المنظرُ في الخارج جميلٌ ويبعثُ على الهدوء.. الغرفةُ التي يسكُنها مِن أجمل الغُرفِ في المنزل، تُطلُّ على أجملِ المناظِر.. والتي اصبَحَت غُرفتهُ هو ويونقي.. يشتركان في النومِ على سريرٍ واحِد كُلَّ ليلة.. تماماً كزوجان سعيدان.



" هوسوك-شي.. مالذي تفعلهُ خارجاً.. الجو بارِد، قد تُصابُ بالمَرَض"

سمعَ هوسوك صوتَ النداء الذي أتاهُ من داخلِ الغُرفة.. صوتُ مَن مَلَكَ قَلبَهُ وأسَرَ دواخِلَه.. يونقي الذي إنتهى للتو مِن أخذِ حمامٍ دافِئ، ينظرُ لهوسوك بعينين مليئتين بالاهتمام، عيناهُ الجذابتين اللتان يُغطي خُصَلُ شعره الداكنة نصفها، وكالعادة شعرهُ غيرُ مُجففٍ بشكلٍ جيد.. قطراتُ الماء تقطرُ من نهايات خُصلاتِ شعرِه..

هوسوك نظرَ الى عزيزه وهو يتذمرُ تحتَ أنفاسِه مِن تصرفاته المُهملة، والتي لا يبدو أنها ستتغير أبداً.. لقد أخذَ خطواتَهُ داخِلَ الغُرفة متوجهاً نحو الاكبر، يتناولُ المِنشفة مِن على كتفي الشاحِب العريضين ليقومَ بتجفيف شعره له..


من تكون يامَن مَلكتَ قلبي؟ Y.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن