رماد ....〰️

3.6K 70 10
                                    


ضرب هذا الخبر اذنها ، سحبت نفساً قوياً من السيجارة ثم رمتها و رفعت بصرها بنظرات غامرة بالجمود والجلمود الصخري وكأن ثلج فرنسا كُله تجمع فوق قلبها !
تجاهلت نظرات عمتها وغادرت المنزل متوجهة نحو منزل صديقتها !!
مشت ع طول الطريق ببرود مرير تحولت ارنبتها لحمراء لامعة بينما خدها اخذ مجراً زهرياً ذو نمشات طفيفة ، دعست ع روحها ع ما تشعر به حيث ان هذا النازي المحتل سيدفع الثمن !
وصلت المنزل ، دخلت بقيت تنظر بالارجاء تبحث عن شئ ! كأن يكون صوتاً مثلاً يصرخ بها ينادي ع ذلك الصدح الطفيف من الامل داخلها بأن ذو العيون الكستنائية ليس كما تضن ! لم يفعلها ! لكن هه الضوضاء التي هنا ، التحفية المرمية بأهمال ع الارض قطعة قماش ممزقة من ثياب ايڤي النحيلة مرمية عند الحافة !
ابتلعت ريقها ثم اقتربت من تلك القطعة فقاطعها صوت جد ايڤي الذي خرج من الغرفة المجاورة متحدثاً :كنت نائماً واضعاً السدادات بأذني لكن صوت الضوضاء كان قوياً ، استغرقت لحظات معدودة فوصلت للباب فتحته ، علمت بأن شئ حصل علمت بأن احداً يفعل شيئاً خطيراً سمعت صوت بسطال نازي ع الارضية ...كان نازياً يا ابنتي ...كان نازياً قذراً .
هذا ما قالهُ فأغلقت لوسيل عينها بألم !!
الحرية ....الحرية ليست مجرد كلمة من ستة حروف انما هي ان يكون المرأ حراً بكل شيئ تفكيره رأيه كلامه طريقة نطقهُ للحروف !
هذه اشياء حسية بسيطة فما بالك بحرية الحفاظ ع الجسد ، حق ان يكون للمرأة حريتها في تسليمها جسدها لشخص ام الرفض !
الذي يتجاوز هذا الحق عليه بالاعدام الطاغي فكما طغى بجسد احداهن اجباراً فالواجب الطغي بروحهُ !
الحياة كارما يا اصدقاء
الحياة كما تزرع تحصد فأنتبهو لما تزرعون !
ولدنا احراراً وسنموت احرار !
و ..................etc
كان هذا الخطاب القاسي الذي نشره صمت البحر واحضره ماسون بنفسه بعدما وجدهُ في المكان المعتاد قد سبب ضجة في انحاء فرنسا وليس بوسي فحسب ، وصل الامر انهم ارسلو عقيداً المانياً من الاقوياء والقريبين ع هتلر ليضمن امساكهم بهذا الاديب المُستهتر كما سموه حتى يوقفوه كونه يشكل خطراً عليهم !!
مر يومين و ايڤونا ع حالها بينما لوسيل اشعلت الفتيلة النارية بخطاب صمت البحر واحضرت جيشاً من النساء محتجات امام المقر الالماني ، ارتدين جميعهم ثوب ابيض ناصع عليه كتابة بلون احمر ( جسدي ملك لي وحدي ) صممته لوسيل لهن في المشغل وسهرت عليه ليلتان ع التوالي !
عسكري دخل لمكتب فريد : سيدي ان الاحتجاج يتزايد ماذا سنفعل ؟
فريديناند :سنتتظر امرالعقيد الجديد انه في المكتب العام .
اغلق العسكري الباب ، فتح فريد الدُرج بجانبهُ واخرج نسخة من خطاب صمت البحر المثير للجدل نظر لعبارة "ولدنا احرار وسنموت احرار " .
تحسسها بعمق ثم اغمض عينه متذكراً حوارهُ مع صديقهُ البارحة ليلاً .................flash back
جلس فريد مع راسيل عند سكة القطار المهجورة تلك ، كانا عند مقطورة متسخة مليئة بالتراب ، مفتوحة من احدى جهاتها ، جلسا يدخنان لحد الافراط بهدوء مميت وبرود مُرعِد حتى قطع ذلك الهدوء هو خدشهُ بواسطة صوت راسيل متحدثاً :هل رأيت خطاب صمت البحر الاخير ؟!
فريد ببرود وهو ينفث دخانه :نعم
راسيل :ولدنا احرار ..وسنموت احرار
ابتسم فريد ع نبرة راسيل الحزينة المنبوذة بتكتم ثم تنهد :ماذا حصل هذه المرة ؟
راسيل ببرود مصطنع:نفس الامر ككل مرة ، اللتقيت بوالدي حيث اتى كمرسال من تيمان مارشال في بيلجم ( بلجيكا) وطلب رؤيتي !
فريد: لقد توقعت ... ماذا اراد ؟
راسيل :نفس الكلام المعتاد
كم انت غبي ، اردتك ان تكون فخراً لي يالك من احمق اي ابن يفعل فعلتك ؟ عمرك بالثلاثين ولا زلت لم تصبح ضابطاً وانك اصبحت ملازماً بفضل صديقك فريديناند كونه ابن الجنرال و ........لم يكمل كلامه بسبب امساك فريد لكتفهُ متنهداً :اغلق فمك ..وانسى امر هذا العجوز الداعر .
راسيل:كان من الممكن ان اقتلها ...كان صوتها عالياً ، متعجرفة ،شتمتني ودفعتني! اااهخخ ضربتُ رأسها بالارضية كنتُ استطيع قتلها لكني لم افعل ! هه كانت عيناها بريئتان جداً لاول مرة يا فريد لم ارى امي في امرأة !!!!
flash end .................
خرج فريد من مكتبه وتوجه نحو غرفة الاجتماعات حيث ارسلو بطلبهِ دخل ، اللقى التحية العسكرية فوجد العقيد الجديد الذي ارسل حديثاً للمساعدة خصوصاً بعد موت جوش واللقاء اللوم ع الفرنسيين في بوسي !
العقيد الجديد :مرحباً ..انا العقيد سيباس لانغاريا
فريد:مرحباً ..الضابط فريديناند ستابرو آدالار
العقيد:اعلم ...فوالدك صديق لي منذ زمن ههه انني اراك بمنصب الجنرال بعد والدك المسن .
فريد:اعمل ع ذلك
العقيد:جيد ....اذاً مارأيك بأخراج فرقة عسكرية وقمع الاحتجاج في الخارج ؟!
فريد:امرك
قالها ثم خرج واخذ فرقة عسكرية وخرج بعد ان امرهم بأن يكونو محترمين معهن !
خرجو وبدأو بعملية ايقافهن لكن بأحترام إلا انهن كُن قاسيات يجادلن بعلو صوتهم بينما تترأسهن مُلثمة بلثام احمر والتي كان صوتها عالياً مبحوحاً مميزاً تصرخ بعلو حنجرتها الرقيقة الكلام يخرج من حنجرتها قاسياً متورماً حزيناً !
فريديناند:رجاً يا سيدات ..لا تدعنا نقوم بشئ آخر لا يعجبكن
المُلثمة :ماذا سيفعل نازي محتل ومنتهك لجسد النساء مثلك ؟!
قالتها بعد ان دخلت بين حشود النساء و زرقاوتيها تخترق رصاصات النازي امامها حيث وقفت امامه بتحدي والشرار يتطاير منها طيراناً!!
بادلها فريد بنظرة قوية عميقة ثم اقترب منها فسحب اللثام من وجهها بقوة حتى انه خدش خدها الناعم بخشونة كفه ! لم تهتز شعرة منها نظرت له بحقد فبادلها ،  بقيا للحظات حتى نطق :كفى ...وإلا سأعتقلكِ
قالها فمدت يدها فوراً وبلا سابق انذار ونظراتها القوية تخترق جمجمته !
فريد بهمس:لاتفعلي
قالها فرفعت بصرها له رامقةً اياه بعمق رخيم بينما هو عقد حاجبيه بغضب واخرج الاصفاد وكبلها ثم ادخلها للمقر وفي الخارج يتم قمع حركة الاحتجاج وتفكيكها بتشدد !
دخل عسكري لغرفة العقيد الجديد فأخبره بأعتقال سيدة فرنسية كون هذا الشئ غير مسموح حسب بعض المعاهدات إلا انه ضحك بصخب واطلق النار ع العسكري ببرود ...!
بعد ساعات ............ في منزل العمة
العمة :تاخرت كثيراً ...اين هي هذه الفتاة ؟
قالتها وهي تدور بقلق بينما مادلين تهدأها حتى دخلت اليهم ايليت تتمختر بمشيتها متحدثة :امي العزيزة ..تدور بقلق في انحاء الغرفة ، تُتمتم ببعض الشتائم بين انفاسها حتى لا يسمعها الرب كونها متقدة الديانة ، مادلين بجانبها تهدأها بعد ان اعطتها السيجارة رقم هههه لا اعلم ! لا اعلم هذا
لكني اعلم جيداً سبب حالتكِ هذه !
لوسيل ....!!!
من غيرها يستطيع ان يختبر خوفك وقلقكِ ؟
-لا احد
ههه اجل لا احد ..حتى ابنتكِ
احب ان ابث لكِ البشرى السارة مدام انجلييه باسيلي بأني رأيت ابنة اخيك التي تحبينها حد الجنون تركب سيارة الضابط النازي فريديناند وتذهب معه ڤووووووووو !!
-صدمه !!!
اجل الصدمة فقط حلت ع وجه العمة ومادلين !
ايليت بصخب :هههه صُدمتي ؟
مسكينة ، ماذا ضننتي ؟
ان لوسيل ستبقى القديسة التي تحبيها بعد ان عرفت ان ابنك اللعين قد تزوج !؟
لالالالا ههههه ...انظروا الى وج......لم تكمل عبارتها بسبب تقدم امها بغضب هامة بصفعها لكن الباب يُطرق بصخب فتركض مادلين وتفتحهُ فيكون بيريت وعائلته مع ماسون الذي تحدث الباريسي فوراً :لقد تم اللقاء القبض ع لوسيل !!!!!!!
العمة بصدمة : ماذا ؟؟؟؟
في المقر .........داخل المخفر
جلست بخفوت داخل تلك الزنزانة الباردة كانت تضم بعضها البعض حتى تدفئ جسدها ! حل الليل والظلام كان حالكاً لايدخل الضوء اليها سوا من القمر في الخارج !
كانت تُتمتم بعبارات غير مفهومة لتشعر بتلك الاقدام تقترب منها ، لم تكن طريقة ضرب هذه الاقدام جديدة عليها ...اجل تعرفها جيداً !
وقف فريد عند القضبان لم يظهر منه سوا لمعان شاراتهُ مع الحرير الاحمر لرمز علمهم بالقرب من كتفهِ بينما وجههُ لم يكن ظاهراً !!
ساد الصمت بينهما ..كانت تعرف بوجودهِ لكنها بقيت ع جلستها هادئة ساكنة وكانها جثة !
بعد لحظات مريرة من الصمت اقترب من القضبان فأمسك احداها ليظهر جزء من وجههُ ولمعان عينه !
فريد بعمق : لن تجعليني ادفع الثمن بهذه الطريقة كمت وعدتني !!
-صمت
فريد: انك تؤذين نفسك لن يكون خروجكِ سهلاً
-صمت ...لاشئ سوا الصمت
فريد بعد لحظات :ارحمي روحكِ لوسيل !
-صمت... بل لم ترمش حتى
فريد:خذي لقد خدشت وجهك بالخطأ
قالها و رمى اليها منديلاً من خلف البقضان ثم هم بالرحيل متنهداً :سأساعدك بما استطيع !
قال ذلك فتغضب منه وتستقيم بجنون نحو القضبان تضربها بقوة يدها متحدثة :هل منديلك سيُعيد عافية صديقتي ام مساعدتك ؟
نظر لها بعمق مريض كيف لها ان تكون جميلة بمثل هذه اللحظة ؟ كم اود ان اتلمس هذه الانامل الزجاجية النحيفة المُمسكة بهذه القضبان القاسية !
هذا ما دار بعقلهُ وهو ينظر لها فصرخت به :اجبني !!
فريد بعد صمت :عليكِ البقاء هادئة وإلا قامو بأحالتكِ للمحكمة بتهمة سوء السلوك .
قال ذلك فأشتعلت غضباً واخرجت يدها مُمسكةً بياقة سترتهُ الالمانية البحتة متحدثة بأنفجار :سأجعلك تندم ...سأجعلك تندم
قالت الاخيرة بأنهيار كون جسدها اللعين ضعف فور رفعهُ ليده وامساك يدها الصغيرة !!
سحبت يدها بقوة وعينها تتلألأ من الدموع إلا انه امسكها بقوة وسحبها لعند شفتيه وقبل يدها بعمق مريض ، قوة وخيمة و هوس مجنون حاولت سحب يدها إلا ان قوتها قد شُلت بسبب انفاسه الساخنة تضرب يدها ورطوبة جوف شفتيه كانتا جحيماً لعيناً لها
لوسيل:اتركني ...ماذا تفعل؟
-تجاهل
سحبت يدها بقوة خائرة ليعاود سحبها من جديد ويدخل اصابعها الثلاثة الوسطية بجوفهُ يمتصهن بنهم وعينه تخترقها لتنهار قواها فتسقط ارضاً ليجثي فوراً لاجلها
لوسيل بهمس مريض:اتركني
لم يجب بل امتص اصابعها بنهم بطيئ بينما عينه تخترق عينها وكأنه يحاور جسدها بسخونة جوفهُ ، وكأنه يخاطب الضعف الذي يسببهُ لها والفجوة النامية بين جثتيهما !!
ارخت رأسها ع القضبان بضعف بينما هو اخرج اصابعها وارخى رأسهُ حتى تلامس جانب من جبينه مع جبينها انفاسهما كانت حارقة سريعة مظطربة وكئيبة !
فريد بخفوت :انا اسف
قالها واستقام فوراً قبل ان يأاي لعين ويراهما معا ً !!
لوسيل :سيبقى الرماد رماداً حتى لو كان المُحترق زهرة !!
هذا ما قالته بهمس مؤلم واستقامت ببرود مُعطيةً ظهرها لهُ .
ال7 صباحاً ....................
وقف بيريت مع ماسون عند باب المقر النازي وبجانبهم العمة ، لونا واطفالها ،ايليت ومادلين
بيريت :نحن ننتظر امر الدخول منذ ساعة ياهذا .......هذا ما قاله لذلك الجندي الذي دخل وتجاهل كلامهم كونهم واقفين منذ السادسة ينتظرون السماح لهم بالدخول لكن الجميع يتجاهلهم !!
عند سكة القطار ............دخل فريديناند لصديقهُ النائم بعمق
ندههُ بصوت عميق :هييي ....هيا استيقظ
راسيل بنعاس :هممم ..ماذا ؟
فريد:اغلق الباب خلفي ..سأغادر
راسيل:اين ؟
فريد :هل نسيت العمل ايها الاخرق
راسيل:اوه حسناً حسناً ضابط فريد
بعد مُدة .......... وصلت سيارة عسكرية غامقة الاخضرار يقودها جندي وخلفهُ فريديناند جالس يقرأ صحيفة بيدهُ ، توقفت السيارة نزل السائق فتح لفريد الذي مشى خطواته بتكبر خالعاً النظارة التي تغطي عينيه بلونها الازرق الفاتح هم بدخول المقر لكن يوقفهُ صوت بيريت وماسون :هييي انت....توقف
سمع ذلك فتوقف واستدار ناضراً لهم ، رفع حاجبهُ متصنع عدم معرفة مرادهم : ماذا ؟!
بيريت:اخرج لوسيل
ماسون:اطلق صراحها وإلا ....
فريد ببرود: وإلا ماذا ؟
العمة:اين اخذت ابنة اخي ايها النازي اللعين؟
ماسون :اخذ ماذا ؟
ايليت :ان لوسيل قد ذهبت معهُ البارحة ركبت في سيارتهُ الرب وحده يعلم اين ذهبت معهُ !
قالت ذلك بخبث وهي ترمق النازي بنظرات شهوة افعوانية خبيثة وابتسمت !
صُدمت لونا من الكلام بينما فريد نظر لهم ببرود و دخل ، ركض خلفه بيريت وسحبه من الخلف بهمجية ليستدير فريد ويلكمهُ بقوة حتى سقط ارضاً وتفجر انف بيريت بالدماء فركضو اليه ، بدأت العمة بشتم الالمان ويوم قدومهم بينما ماسون توجه بغل لاحقاً فريد الهام بالدخول فأوقفهُ صوت يعرفهُ جيداً :توقف !!
استدارو جميعاً فوجودها ضالتهم الصهباء تقف خلفهم بجمود ووجهها شاحب مُحمر الوجنات!
لوسيل:توقعت انكم هنا ..فقد ذهبت للمنزل ولم اجدكم !
لقد اُطلق سراحي قبل ساعتين !!
العمة :اين كنتي ؟ لمَ يُلقى القبض عليكِ؟ ماذا كنتي تفعلين مع النازي في سيارته؟
لوسيل:تعالو معي !!!
قالت ذلك ومشت وهم خلفها متجاهلة صوت عمتها التي تستفسر منها بمجموعة اسئلة متتالية وصوت بيريت المتسائل وماسون الفضولي والجميع !!
اخذو سيارة وتوجهوا نحو المشفى !
ابتلع ماسون ريقهُ كونه يعلم ماذا يفعلون هنا ! بينما الباقين نظرو بتعجب!
شك بيريت بالامر لكنه استفهم :ماذا نفعل هنا ؟؟
لوسيل:تعالو معي
قالتها فنزلت ومشو خلفها حتى وصلو لغرفة صغيرة في نهاية الممر ، وضعت يدها ع المقبض ، تنفست بأختناق ثم تنهدت :هذا ما كنت افعلهُ مع النازي يا عمتي العزيزة !!!
هذا آخر ما قالته قبل ان تفتح الباب وينظروا بصدمة لجثة ايڤونا المُمّدة ع السرير بلا حراك !!

fleur gelée ...⭕️Where stories live. Discover now