‏le silence de la mer ...〰️

2.7K 55 2
                                    


في تلك الليلة ، عم الهدوء الذي لم يشوبهُ شائبة ذلك المصدوم بالذي عرفهْ !
بقي يمشي و يمشي والخيبة الممزوجة بالصدمة تملئ محياه ! انظاره شاردة فاقداً للونه حزيناً وحاقداً !
الالم الذي اعتلاه كان اكبر من يستطيع تجاهلهْ !
مر الوقت بشرود في تلك الليلة الدامسة الهدوء المظلم لم يخدش هدوئها سوا نباح بعض الكلاب و خطوات الباريسي نحو المقر الالماني ..... حيث بعد مُدة من الشرود اللاوَعيي علم اخيراً وجهتهُ و وجد نفسه امام المقر يحمل الدليل بيدهْ و الوجه شاحب بعجز الذي سرعان ما تحول الى جموح حاقد بعد ان تذكر الذي رآه وكم كان مؤلماً .....فدخل !
وقف عند جندي قريب ع الباب و نطق : اريد رؤية الجنرال ، لدي خبر مهم !!!
ال 10 صباحاً ............. فتحت لوسيل عينها بخفوت فوجدت نفسها نائمة وبجانبها صديقتها الحامل ، شردت للحظات فقاطع ذلك الشرود دخول الممرضة :صباح الخير ، عمتكِ استيقظت وتطلب رؤيتك !
حملت لوسيل نفسها بعد ان اومأت للممرضة و خرجت من الغرفة ، توجهت نحو غرفة عمتها ، رفعت شعرها للاعلى كعكة متناثرة و ربطتها بأهمال ثم دخلت .
نظرت لعيني عمتها التي كانت تمزق الباب بخفوت فأتت ع ذكراها ذلك النقاش العقيم الذي خاضتهُ قبل هذه الحادثة المشؤمة .... تحجرت الصهباء عند الباب للحظات إلا ان عمتها اشارت لها لتأتي بجانبها فتفعل لوسيل ذلك وتجلس عند حافة السرير ، تنفست لوسيل بأظطراب هامة بالنطق لكن يقاطعها هو سحب عمتها لها وضمها لحضنها فأستغربت لوسيل من ذلك حتى انها لم تبادلها بل عقدت حاجبيها بدلاً من ذلك !
ابتعدت العمة قليلاً ثم قبلت لوسيل من جببنها ناطقة : خشيت ان اموت وان لا اراكِ مرةً اخرى .
لوسيل ببرود : جيد انكِ بخير
العمة : اسفة ع مافعلته لكن لم اتحمل ...صدقيني لم اتحمل ما قلتهِ عني ! تلك النظرات و الخزي و العار الذي سيلحق بي بسببكِ ، لوسيل اتقبل كل شئ لكن ان تخوني بلدكِ و تري الامر حباً لعيناً لا يمكنني تقبلهْ ..لا ..لااا ...لااااا
قالت الاخيرة بهستيرية سُرعان ما تحولت الى صراخ وضرب لوجهها بينما هلعت الصهباء و خرجت تنادي للمساعدة !
ركضت اليها ايڤ وضمتها بينما الممرضة دخلت الغرفة والعمة تصرخ : اقتل نفسي ... هل سمعتني ؟! هذهِ المرة نجوت لا اعدكِ بالمرة القادمة ازرع السكين وسط عيني امامكِ بنفس اليوم الذي تقرري به ان تذهبي لجحيمك ايتها الخائنة اللعينة و .........اُغلق الباب اخيراً ع تلك المجنونة بينما لوسيل انفجرت بالبكاء بيد صديقتها في الخارج .
بعد لحظات معدودة من النحيب توجهت نحو هاتف المشفى واتصلت بهْ ........ اجاب ب نعم
لوسيل : يجب ان ارك ، بعد نصف ساعة عند البحيرة .
في مكانٍ ما ................. المقر الالماني .
في مكتب الجنرال جلس ماسون ع ذلك الكرسي ذو الجلد الطبيعي امام الجنرال ، يمسك الدفتر يعتصره بيده مُبتلعاً ريقهُ بصعوبة جالساً بتوتر !
الجنرال : ماء ؟
ماسون : ها ...لا ، لا اريد شئ
قالها وصوت انفاسهِ المظطربة غزا الغرفة .
الجنرال بأستهزاء : لا احمل سيفاً ينحر عنقك يمكنكَ التنفس براحة .
ماسون : ماهي عقوبة صمت البحر ؟
الجنرال :لماذا ؟ هل تعرفه ؟
ماسون :اجبني
الجنرال : الاعدام بلا محاكمة
ماسون بعين دامعة : انا اعرف من يكون ...او من تكون !
الجنرال بصدمة : تكون ؟ هل هي امرأة ؟
ماسون : اجل ، ان صمت البحر انثى و اسمها لوسيل باسيلي !!
الجنرال : تلك الفرنسية ايضاً !! هه هل لديكَ دليل ع كلامك ؟
ماسون : هذا هو ! لكن قبل اعطاءهُ لك عليك ان تعدني بأنها لن ترى النور مرةً اخرى و سيبقى اسمي سر !!
الجنرال : هه ، لك ذلك ايها الغلام
عند البحيرة ......................
تقدم فريد نحو فاتنتهُ التي كانت واقفة عند الحافة ليضمها من الخلف بلا سابق انذار مُقبلاً كتفها الظاهر وعيناه مغمضتان :اووه اشتقت لكِ جداً
اغمضت عينها بألم ثم نطقت : لن استطيع ان اكون معكْ !
فتح فريد عينهُ و تركها فوراً مُستفهماً وهو ينظر اليها : ماذا ؟
لوسيل : كما سمعت .... عمتي انتحرت وهددتني في حال علم الناس بعلاقتي معك تقتل نفسها ! وانا لا استطيع العيش بمثل هذا الذنب !
فريد : وانا ؟ و نحن ؟ ماذا سيحل بنا ؟ متى ستبقين تضحين بنفسك لاجلهم ؟ متى ستضحين لاجلنا ؟
قالها بحزن والالم اعترى وجههْ لتبعد بصرها عنه كون ملامحهُ انغرست بروحها فوراً !
لوسيل : لا استطيع ...اسفة
قالتها بروح خائبة ليعقد حاجبهُ وبلا سابق انذار يصفعها بقوة حتى اوشكت ع السقوط فسحبها فوراً ويقبلها بجنون و مرض غير مُبالي بشئ عدا اخماد غضبهُ منها بها ! اجل كان يغضب منها ويهدأ بها !
قبلها بهوس كبير و مرض غير آبه لشئ عدا شياطينه التي لم تعد حبيسة... اغضبته لدرجة النخاع !
كانت تحاول ابعاده ، لا تود الاستسلام لهُ لكن لا فائدة يمسكها بقوة مجنونة ويحبسها بين اضلعهُ !
نطقت بهمهة : اود التنفس ...سأختنق
ليبتعد عنها ويتنفسان بأظطراب كل منهما يبتلع زفير الآخر !
صر ع اسنانه وامسكها من فكها بقوة مجنونة و دفعها ع جذع الشجرة ناطقاً بجنون : انها المرة المليون التي اترك بها كل شئ لاجلك ...اليوم هددت والدي بقتلهْ وقتل الجيش الذي يحاول اخذكِ مني بينما انتي هنا واللعنة تخبرني بأنكِ لا يمكن ان تكوني معي !
لوسيل وهي تحاول ابعاده : انك..تؤلمني !
صر اسنانه ضاغطاً ع فكها ناطقاً بصرامة : وانا ؟ هل انا حجر برايكِ ولا اتألم ؟
لوسيل بعيون دامعة : اتركني
قالتها و دموعها انهمرت ع وجهها بألم كبير حتى انها بللت يد الغاضب الممسك بها !
نظر لعينيها فذاب الجليد داخلهُ ليتركها فوراً و يستدير ممسكاً بطرف مقلتيه بتعب بينما هي تنفست بأظطراب وتحركت عدة خطوات بطيئة مُبتعدةً عنه !
فريد بتعب صارم : هذهِ المرة ...اذا ذهبتي فأني لن اعود لابحث عنكِ مجدداً !!
قالها بصرامة بينما داخلهُ كان يتألم بشدة ! لم يستدر ، لم ينظر اليها حتى ! لانه يعلم جيداً حلما تمتزج عينيه بخاصتها ينتهي العالم وتتوقف الازمان ولا يعود يعي شيئاً غيرها !
يصبح ضعيفاً غير قادر ع مسك نفسه بطريقة يمقتها جداً !
اغمضت لوسيل عينها بحزن وتألم كبير لتستدير و تمشي غير قادرة ع النظر للخلف بينما انفجرت بالبكاء الهستيري
بكت بكل ما تمتلك من قوة و عجز ، نار و جليد ، مشاعر وتبلد ، جنون و رغبة مفرطة في الاختفاء و التلاشي الغير منطقي !
بكت بطريقة لا يمكن حتى للسماء بعرضها النزول و احتضانها لمواستها ع ايقاف ما تشعر بهِ من خواء !
بينما النازي خلفها فقد كل ذرة منطق بعقلهُ وبحركة خاطفة اخرج سلاحهُ و غرسهُ بحافة رأسهُ بينما يده ترتعش من الغضب والاحساس الجحيمي الذي يعتليه الآن و بهذهِ اللحظة !!
اغمض عينهُ ثم تنفس بأفراط بعدها خفض سلاحهُ وصرخ صرخة مدوية ضارباً جذع الشجرة المعمرة بجانبهُ عازماً ع جعلها تندم ع كل ما تفعلهُ بهِ وتدفعهُ لفعلهِ وتخليها المُستمر !
مر الوقت ...... خرج ماسون من المقر بوجه خائب و كأنه لم يكن بوعيهْ !
شرد للحظات حتى مرت ع خاطرهُ ذكريات متقطعة منها عيني لوسيل و ابتسامتها بعدها طُعنت هذهِ الذكرى بصوت الجنرال عندما اخبرهُ انه بالكثير لغد تكون صمت البحر قد اُعتلقت !
تنفس بأظطراب و رهبة غير طبيعية مشى بعدم اتزان فوصل حافة جدار امامهُ وقف عندها لينفجر بالبكاء الهستيري حتى ان خيط لعابهُ نزل بفتور من فمهْ ، فقط اتزانه و هبط ع الارضية ضم ركبتيه لجثتهْ ووجهُ يرتعش متلعثماً بشهقات مُتقطعة : اننن ...انا ، فقط ..فقط احببتكِ لمْ ، ارد شيئاً غغ...غير ان تحبيني !!
في منزل العمة ............ دخلت لوسيل غرفتها بعدم اتزان ! توجهت نحو دولاب ثيابها ، ارتدت اول شئ امامها ....👇

fleur gelée ...⭕️Where stories live. Discover now