1- لقاء

3.2K 77 11
                                    

تسللت أشعة الشمس إلى غرفتها ، جعلتها تتقلب في سريرها .. ماهي إلا ثوان حتى فتحت عينيها خشبية اللون و ابتسامة على ثغرها سرعان ماختفت لتنتفض من السرير مدركة تأخرها عن الجامعة.

ارتدت مايا جينز ازرق و قميص ابيض بسيط .. تاركة شعرها الأسود الحريري مسدولا .. مع بعض اللمسات الخفيفة .. مظهرها البسيط لم يخفي جمالها الفريد و قوامها الرشيق .. حملت حقيبتها وخرجت من منزلها ..

دخلت المقهى أسفل العمارة التي تقيم فيها .. اشترت كوب قهوة وشطيرة جبن لتتناولها في الطريق ثم توجت نحو جامعة ميلانو للتصميم ...

☆☆☆☆☆☆☆



في قصر عائلة مارتينيلي جلس ليوناردو رفقة عائلته لتناول فطور الصباح .. و قد ترأس الطاولة والده اليكساندر بجانبه الأيمن جلس ليوناردو و شقيقه ماتيو يقابلهم زوجة والدهم صوفيا و شقيقتهم ايزابيلا ..

كان ليوناردو يناقش الأعمال مع والده و هو رجل في الستين من عمره يبدو عليه الوقار رغم شعره الذي غزاه الشيب التجاعيد الذي ملأت وجهه .. نظرته قادرة على بث الرعب في قلوب العديد من الرجال رغم تقاعده من قيادة المافيا اثر إصابة بليغة تعرض لها قبل أربع سنوات ..

تسلم ليوناردو الأعمال منذ سن  25 من العمر اي قبل أربع سنوات الا انه نجح في السيطرة على كامل إيطاليا وقمع تمرد بعض العصابات مع التحالف مع كل من المافيا ألمانية و البلجيكية و الفرنسية ..

قطع تركيزهم صوت صوفيا قائلة :" لقد حددت لك موعدا مع ابنة صديقتي .. ماريا .. أنت تعرفها ليوناردو هي مناسبة جدا لك "

" قومي بالغائه اذا " كان ذلك صوت ليوناردو هادئا ليلتفت الى والده الذي اردف " صوفيا .. اجلي هذا الموضوع لوقت لاحق "

نظرت صوفيا تومئ لزوجها .. فهي رغم كونها زوجة والدهم إلا انها تحب الأطفال وتريد رؤية سعادتهم ..

وقف من مكانه مخاطبا شقيقته " ازابيلا .. هيا ساوصلك في طريقي .. "

كان طول الطريق هادئا ليكسر الصمت صوت ايزابيلا " لا اريد وجود حراسا بعد اليوم " ليحرك راسه نفيا لتضيف " الجميع يخاف مني .. ليس لي أصدقاء "
نظر لها قائلا " هذا أفضل"

عبست تقول " أنت لديك ريكاردو صديقك و تريدني أن أبقي وحيدة "
ابتسم يقف أمام الجامعة قائلا "تلك الطريقة الوحيدة لحمايتك"
نزلت ايزابيلا غاضبة من السيارة تدخل دون الالتفات لاخاها ..

شغل السيارة منطلقا ليلمح هاتف ازابيلا على المقعد .. ليتأفأف عائدا إلى الجامعة .. فالهاتف يجب أن يبقى معها لتحديد موقعها و الحرص على سلامتها ..

كان يمشي في الرواق يتحدث في هاتفه يناقش إحدى الصفقات كونه تأخر عن العمل .. ليصطدم بشيء سرعان ما أدرك انها فتاة .. توقف عن الحديث يطالعها تجمع تصاميمها التي سقطت و تعيد شعرها الأسود إلى الخلف ..

ما أن انتهت لتستقيم قائلة بنبرتها الايطالية " لماذا لا تفتح عيناك جيدا عند المشي .. لم تساعدني حتى في جمع الأوراق.. يجب أن تعتذر على ال ... "

صمتت ما أن رأت وجهه الوسيم .. تأملت ملامح وجهه الحادة شعره الأسود و بشرته السمراء ... عيناه .. عيناه زرقاء داكنة تشبه أعماق البحار .

ليوناردو أيضا تجمد في مكانه بعد كلامها .. فلم يتجرأ أحد على الحديث معه بهذه النبرة او رفع رأسه و النظر في عيناه ... أما هذه الجميلة .. انها هي ..

قطع تفكيره صوت ريكاردو من الهاتف قائلا " من التي تجرأت على الحديث معك هكذا ... هل هي جميلة .. ليو ..." اغلق الخط في وجهه دون أن يبعد نظره عنها مقتربا منها بنظرته الغريبة ... مما جعلها ترتد للخلف ... لاحظ ذلك فتوقف قائلا " هذه التصاميم ... هل هي لك ؟" ..

استغربت سؤاله ليفهم من ملامحها فاضاف مقدما بطاقة عمله " اعملي لدي " .. تصنمت مكانها تقرأ ما بيدها .. رئيس مجلس الادارة لشركة مارتينيللي للتصميم و الموضة .. اكبر شركة تصميم في إيطاليا.. بل في أوروبا .. اللعنة مالذي يحدث ..

خرجت من صدمتها على صوته " غدا الساعة العاشرة .. يمكنك القدوم لبدء العمل" .. ثم التفت مغادرا لوجهته ..

لحظة مالذي قاله .. بقيت متصنمة في مكانها تستوعب ما حدث .. ثم سرعان ما عادت ملامح الغضب على وجهها متمتمة " الحقير لم يعتذر حتى .. لن أعمل لدى شخص متكبر مثله "

اكملت مايا يومها في الجامعة شاردة تفكر في هذا الوسيم الحقير الذي عرض عليها عملا دون أن يسمع اسمها حتى .. رغم كونها من أفضل الطلاب في الجامعة .. ولكنها لم تفكر في العمل في أفضل شركة في إيطاليا...

عادت إلى المنزل و استلقت على سريرها لتسحب هاتفها للبحث عن ليوناردو مارتينيلي كل ما وجدته كان معلومات عن شركاته المتعددة من التصميم إلى البرمجة و غيرها من المجالات ..

لكن ما جذب اهتمامها كانت صوره مع النساء .. الحقير لم يسلم منه احد ... عارضات .. ممثلات .. رمت هاتفها منزعجة و سرعان ما تمتمت " انه زير نساء .. ما دخلي أنا انها حياته ... ليفعل ما يشاء" .. اتصلت بصديقتها دانيا تروي لها ما حدث معها .. فشجعتها على الذهاب .. فرصة كهذه لا تأتي سوى مرة في الحياة ...

أنهى ليوناردو عمله مغادرا للمنزل .. دخل منزله ليسأل عن والده ليخبروه انه في مكتبه .. دخل المكتب ليجد والده منحنيا على مكتبه يدرس بعض الوثائق .. فرغم تقاعده الا انه يهتم ببعض الصفقات من المنزل .. جلس ليوناردو أمام والده قائلا

" لقد وجدتها "


⭐️🌟⭐️🌟⭐️🌟

نهاية الفصل

☆☆☆☆☆☆☆

☆☆☆☆☆

☆☆☆

⭐️☆ ☆⭐️

كيف وجدتم الشخصيات ؟

من التي وجدها ليوناردو ؟

أرجو التصويت بالضغط على النجمة في الأسفل أو ترك تعليق ....


نجمة العالم المظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن