19- هروب

1.2K 42 3
                                    

همت للتحدث لكنه اقترب أكثر يمرر ابهامه على شفتها السفلية يضيف "ضعي هذا في عقلك .. أنت ملكي للأبد و أنا لا أتخلى عما أملك .. أبدا"

شعرت بالجفاف في حلقها فابتلعت بسرعة تبعد نظرها عنه .. إنه يعلم .. يعلم أنها ستغادر .. و إلا لماذا يقول ذلك .. لكن ذلك مستحيل .. لو علم فعلا كان سيمنعها ، سيصرخ بها أو سيحبسها بالمنزل لن يكون هادئا هكذا.  رمت بشكوكها جانبا تبتعد عنه لتدخل الغرفة دون النظر له .

استيقظت في الصباح الباكر فلم تجده.. جهزت نفسها و غادرت مبكرا للشركة لانهاء الأعمال ثم ستذهب إلى روما .. دانيا و ريكاردو قررا الزواج في المدينة التي جمعتهم .. انهت أعمالها تتجه للطائرة الخاصة لنقلها لروما .. دخلت الطائرة فوجدت ليوناردو جالس على أحد الكراسي يحدث شخصا ما على الحاسوب باللغة الإنجليزية .. تجاهلته تدخل للغرفة الموجودة وراءه تغير ثيابها إلى أخرى مريحة أكثر .. ارتدت جينز أزرق و قميص أبيض مع حذاء بنفس اللون و تركت شعرها الأسود منسدلا  .. خرجت تحمل لوحها ترسل بعض الوثائق للشركة .. جلست تقابله تواصل ما تفعل دون رفع عينيها له .. تشعر بنظراته عليها لكنها تحاول أن تتجاهل تأثيرها عليها .. أنهى مكالمته و جلس يتأملها أمامه .. دقائق حتى رفعت بصرها نحوه تتساءل " ألن تقلع الطائرة ؟"

" يمكنك سؤال الطيار " قال يخفض بصره يواصل عمله يستفزها بسبب تجاهلها له ..
رفعت حاجبها تتصنع الهدوء " أليست طائرتك .. أخبرهم أن يتحركوا لقد تأخرنا "

ابتسم دون النظر لها ابتسامة جعلت حصونها تسقط أمامه .. تعطي حياتها مقابل ابتسامة منه .. رفع بصره نحوها فوجدها تتأمله لتضيف " لماذا لا تقول شيء ؟"

" سنتأخر قليلا .. تعرض الطيار لحادث لذا ننتظر قدوم شخصا آخر" قال يعود للعمل فانفعلت تردف " لماذا؟ اللعنة لماذا لم تخبرني بالأمر منذ البداية .. لقد ألغيت اجتماعا مهم "

" لم أعلم أنك ستذهبين معي .. حافظي على نبرتك عند التحدث معي " قال ببرود دون النظر لها فزاد غضبها .. اللعنة على ريكاردو .. لا بد أنه هو من خطط لجمعهما ستريه عندما تقابله .. لحظة .. لماذا يتحدث معها هكذا كأنه غاضب منها .. هي من يجب أن تغضب مما فعله .. تمنت أن تترك له الطائرة و تغادر لكنها لن تستطيع الوصول للحفل عندها .. لن تجد طائرة .. والسيارة لن تصل في الوقت .. لذا ستبقى .. و بالتأكيد لن يسمح لها بالمغادرة .. تنهدت تضع اللوح الإلكتروني من يدها تسأله " لماذا أنت غاضب ؟"

" لست غاضب " قال بهدوء جعلها تبتسم بسخرية " لا تنكر .. تبدو غاضب "

رفع عينيه لها لتدرك أنها سبب غضبه .. ماذا؟  لم تفعل شيء لماذا هو غاضب منها .. استأنف يحافظ على برودة أعصابه " شخص ما أخطأ .. أفكر كيف أعاقبه" شرب من كأس الماء أمامه دون إشاحة بصره عنها .. ارتبكت تحاول فهم مقصده .. حاولت تهدئة انفاسها فربما ليست هي سبب غضبه لكن نظراته التي تخترقها تؤكد لها أنه يتحدث عنها .. هي لم تخطأ بعد .. ستفعل قريبا .. نظرت له تردف " ربما يجدر بك فهم وجهة نظره و سبب خطأه وتنبيهه قبل اللجوء للعقاب"

نجمة العالم المظلم Where stories live. Discover now