20- تفاوض

913 29 0
                                    

القاهرة ، مصر ...

أعلن الطيار نزولها في مطار القاهرة في مصر .. لطالما رغبت بزيارة مصر .. كان يجذبها تاريخها العظيم .. لذلك قررت قضاء يومها في التجول قبل إقلاع طائرتها القادمة .. نزلت من الطائرة تمشي بالممر بابتسامة خفيفة على وجهها .. ابتسامة سرعان ماختفت حين وقف أمامها شخصا كان يجلس بجانبها في الطائرة يقول بالايطالية "سيدتي .. يجب أن تأتي معي"

تصنمت لثوان ثم أجابت بنبرة هادئة " أعتقد أن أخطأتني بشخص آخر " تجاوزته تمشي لكنه تبعها يكرر "سيدتي من الأفضل أن .."
"أغرب عن وجهي" صرخت تبتعد عنه، إذا أراد عودتها يجب أن يأتي بنفسه لا يرسل كلابه خلفها .. وقف أمامها شخصا آخر يقدم لها هاتفا و بالطبع علمت من الشخص المتصل .. وضعت الهاتف في أذنها فسمعت صوته الغاضب يقول " إذا لم تأتي .. سأفجر تلك الطائرة"

ألتفت إلى الطائرة تتأمل المسافرين ينزلون منها و العاملين .. رمت الهاتف بقوة على الأرض ليتفتت لعدة أجزاء .. اعتقدت أنه سيمنعها من مغادرة ايطاليا .. لكنه تركها تغادر فقط ليثبت لها أنه سيجدها في أي مكان بالعالم .. شعرت بالغضب من احساسها بالارتياح لأنه هنا من أجلها ولم يتركها كما اعتقدت.

لقد أرادت الهروب من مشاعرها ، أرادت إنكارها وعدم الاعتراف بما يخالجها لكن محاولتها باءت بالفشل .. تبعت الرجل لتلمحه واقفا مع عدة رجال أمام طائرته . نبض قلبها بقوة كادت تخترق صدرها . وقفت أمامه فتركها وصعد الطائرة .. تنفست ببطء لعدة مرات قبل أن تبعته تصعد الطائرة .. كان جالسا في نفس مكان جلوسه بالأمس يقوم بتوقيع بعض الوثائق بعد مراجعتها ..
وضعت حقيبتها و جلست أمامه تنتظر أن ينفجر بوجهها لكنه لم ينطق بشيء يواصل عمله و كأنها غير موجودة .. استجمعت شجاعتها تقول " أنا .." واصل توريق وثائقه دون النظر لها فابتلعت كلماتها خوفا .. لماذا يخيفها عندما يغضب ؟ ..

سحبت الهواء لرئتيها تبصق ما بداخلها بانفعال "ليوناردو لا أريد العودة " لم يجب فأضافت " من الأفضل أن أذهب "
لم يصدر منه شيء فقط مزيدا من الصمت و الهدوء المخيف .. هدوءه يرعبها ..لماذا لا يتكلم ؟ .. حافظت على هدوءها تقول بنبرة منخفظة " ليوناردو أنا أتحدث معك .. لا تتجاهلني "
مسحت وجهها بيديها تردف بانفعال " هل جننت .. لماذا لا تريدني أن أذهب؟ .. اللعنة يمكنك الزواج بأي فتاة تختارها "

ضرب الطاولة بيده مما جعلها تنتفض لينطق أخيرا و هو ينظر لعينيها " لكنني اخترتك أنت لذا ستبقين .. احذفي تلك الكلمة من قاموسك"

أخترتك ، كلمة جعلت قلبها يتوقف عن الخفقان للحظة قبل أن يعود للضخ بقوة لذا تنفست بعمق لتقول بعد أن نظرت له "أنت و أبي تتماشيان جيدا لذا لا تحتاجني بعد الآن"
أشارت له أن زواجهما كان صفقة عمل بينه و بين والدها وقد نجحا بالعمل معا لذا لا حاجة لها بعد الآن ..
" بلى أحتاجك" نطق بهدوء يخفي عواصف غضبه لاعتقادها أنه تزوجها بسبب العمل فقط ، حسنا ذلك طبيعي لانه لم يخبرها بعكسه .. ثم وضع ملفاته فوق الطاولة يوليها اهتمامه ..

نجمة العالم المظلم Where stories live. Discover now