38- تسلق الجبل

809 32 3
                                    

مدريد، إسبانيا ...

"هل أنت جادة ؟" سأل رافييل و هو يجلس مع إيليان بنفس الطاولة التي جلسا بها بالأمس لا يصدق أن الشخص الذي تحدث معه بالأمس هو ليوناردو مارتينيللي .. أغنى رجل أعمال بإيطاليا و أوروبا وهو زوج أخت التي تجلس أمامه الآن بابتسامة متعجرفة ..
ثم أعادت شعرها للخلف بتكبر لتقول "أجل إنه صهري .. و سأنتقل للعيش معهم غدا"

إبتسامته إختفت يرمش سريعا و قد اختفى حماسه .. هل قالت ستنتقل أم أنه فقد السمع ؟ و متى ؟ غدا ؟ .. وهي ضحكت على ردة فعله لتضيف بسخرية "من يراك يعتقد أننا أصدقاء طفولة .. بربك لقد تعرفنا بالأمس"
هو لم يسمع ما قالته لأن عقله توقف حين قالت غدا ..

يعني لا يملك سوى ساعات قليلة معها .. نظر للكتاب أمامه بصمت لثوان قبل أن يقول "ألا يمكنك البقاء؟"
إستغربت سؤاله في البداية لكنها أجابت دون اكتراث "لا أستطيع .. أشعر بالوحدة هنا"

نظر لها لثوان بصمت لا يعلم ما يحدث معها ويتمنى لو اقترب منها من قبل .. فعلى الأقل لن تشعر بالوحدة .. تنهد يقول بسخرية يغير الحديث "هل تخليتي عن المركز الأول ؟"
"كيف علمت ذلك ؟"

"أنا الأول لسبب ما "
ابتسمت لذلك لتقول "لا تعلم ما قد يحدث في المستقبل"
أنهت كلامها لتستقيم مضيفة "سأذهب حان وقت إختباري .. وداعا"

ما ان وصلت لنهاية الرف سحبها من يدها بقوة لترتد على الرف خلفها .. و اقترب منها ليحاصرها بينه و بين رف الكتب تحت نظرتها المندهشة .. لم تستطع أن تتحرك لأنها لم تفهم مالذي يفعله ..

وهو صدمها حين رفع يده ليمرر أنامله برقة على وجنتها قبل أن يمسك عنقها بقوة ليقربها منه .. حركته تلك جعلتها تسأل بتلعثم "مالذي .. مالذي تفعله؟"

"أنا آسف" نطق بها بهمس أمام شفتيها قبل أن يقبلها .. و لأنه أعتقد أنها لن تنظر بوجهه بعد هذه القبلة .. أراد تقبيلها بالطريقة التي يريدها .. أرادها أن تكون القبلة الأولى و الأخيرة .. لذا قضم شفتيها لتفتح فمها بتأوه إبتلعه هو حين أدخل لسانه لثغرها كي يمرر على كل إنش به ..

كانت قبلة شغوفة و سريعة جعلتها تفقد عقلها لثوان و تكور يديها في قبضة بجانبيها .. لذا حين ابتعد عنها سحبت الهواء لرئتها بسرعة تنظر لسوداويتاه حين قال وهو بهذا القرب "يمكنك توديعي الآن"

نطق بذلك وهو يعود خطوتين للخلف بينما فتحت هي فمها لتقول شيئا لكنها تراجعت تدير ظهرها له لتركض لقاعة الإختبار بقلب ينبض بسرعة داخلها ...



ميلانو، إيطاليا ...

أخذت كتابا من الكتب التي أرسلتها لها ايزابيلا مع الثياب لتدعي القراءة.. هي لن تستطيع القراءة ولكنها ستلهي نفسها قبل أن يأتي .. و متأكدة أنه سيعود لها ..

بينما هو في الأسفل يتحدث مع والدها بالهاتف بعد أن وضع صحنه في آلة الغسيل كما أخبرته و قام بتشغيلها لتنظف الأواني .. مسد جبينه بأصابعه لأن والدها للآن لم يوافق على طلبه و يرفض أن يترك إبنته تغادر فقال ليوناردو بهدوء "لديها عطلة بالفعل .. دعها تقضي هذه الفترة مع أختها كي تنسى الأمر"

نجمة العالم المظلم Where stories live. Discover now