نجمة العالم المظلم

22- حقيقة مؤلمة

يقول جلال الدين الرومي: ” لا يمكن تفسير الحب، فهو يفسر كل شيء”

مقولة استوقفت استيللا لتتمعن فيها و هي تقرأ إحدى الكتب ريثما يعود إلى المنزل بعد أن اجرت بعض الإتصالات المتصلة بالعمل بعد أن تسامرت لبعض الوقت مع أختها و والدتها التي ظلت تنظر لها وتبتسم بخبث بسبب ارتداء قميص ليوناردو .. وضعت الكتاب على طاولة السرير عند سماعها طرق خفيف على الباب لتأذن للقادم بالدخول فدلفت ايزابيلا متسائلة "هل أعادك أخي ؟"
رمشت بغير فهم لم تتصور أنها تعلم بمحاولة هروبها فأضافت ايزابيلا "رأيتك صباحا تتسللين من الفيلا .. اعتقدت أنك وقعت بحبه بالفعل "

قلبت عينيها لأن الجميع يدرك مشاعرها لتتسائل بداخلها إن كان هو أيضا يعلم .. طردت أفكارها التي تأخذها إليه كل مرة تدعو ايزابيلا أن تجلس أمامها على السرير لتسأل "هل جئت لتسخري مني إذا؟"
"بالطبع لا "نفت سريعا ثم أضافت "الحقيقة لم أستطع النوم و رأيت غرفتك منيرة و بما أن أخي لم يعد بعد قررت أن آتي لنتحدث قليلا عوض أن أجن من التفكير"
رفعت استيللا حاجبيها تنتبه أخيرا لعيني ايزابيلا المتورمة و أنفها المحمر .. تمعنت النظر لها لتشيح الأخرى وجهها عنها لادراكها ما تفوهت به لكن استيللا لن تتركها تذهب " هل بكيتي ؟"

حركت رأسها سريعا لليمين و الشمال نافية فأضافت الأخرى مؤكدة "بلى عينيك محمرة و متورمة"
"دخل الشامبو بعيني أثناء الاستحمام لذلك .." بررت فقاطعتها "هل تريديني أن أصدق أن أميرة مارتينيللي تستعمل شامبو مضر للعينين "
قلبت ايزابيلا عينيها بسبب كلمة أميرة التي سمعتها لثاني مرة هذا اليوم مما ذكرها بالشخص الذي حاول نسيانه .. فالجميع يعتقد أنها محظوظة كونها الابنة الوحيدة لأثرى العائلات .. أخرجها من شرودها يد استيللا التي أمسكت يدها لتقول بهدوء "حسنا لن أضغط عليك .. لكنني سأكون بجانبك دائما .. لا تنسي ذلك"

أحيانا نحتاج شخصا يطبطب علينا و يخبرنا أنه معنا رغم عيوبنا و أخطاءنا ومشاكلنا و أنه لن يتركنا مهما حدث .. لذا كلمات استيللا البسيطة جعلت ايزابيلا تنفجر بالبكاء فرغم حب عائلتها لها لطالما احتاجت والدتها في مثل هذه المواضيع .. تفاجأت استيللا لتستقيم تقترب منها سريعا لتعانقها بينما تربت على ظهرها تهمس لها بهدوء "بيلا حبيبتي اهدئي .. سيمر الأمر "
دقائق مرت حتى انتهت من البكاء لترفع رأسها قائلة بنبرة مرتعشة بسبب البكاء "أنا .. أنا أحبه"

رمشت استيللا بغير فهم فهي لم ترى ايزابيلا مع أي رجل من قبل لكنها تجاهلت أسئلتها تمسح وجنتيها من الدموع المتبقية لتردف ممازحة "سيقتله ليوناردو أان علم أنه جعلكي تبكين"
"سيقتله في كل الحالات لأننا مارسنا الجنس" قالت بسخرية فتوسعت عينا استيللا بغير تصديق لتسأل "إذا ما المشكلة"

تنهدت ايزابيلا مجيبة "المشكلة أنني كنت ثملة ليلتها و لا أذكر ماحدث وكل ما قاله صباحا هل نمت جيدا .. عوض أن يقبلني أو يعترف بحبه "
"هل أنت الآن حزينة لأنك لا تتذكرين ما حدث أو لأنه لم يعترف بحبه لك؟"