21- صباح مربك

731 27 1
                                    

ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهها حين أدركت أنه تركها تغادر إيطاليا فقط ليثبت لها أنه سيجدها في أي مكان في العالم لا إيطاليا فقط. لذا قررت اللعب بأعصابه قليلا فذلك أكثر شيء تجيد فعله معه لتتساءل و هي تراقب زخات المطر في الخارج و هي تتراقص لتعزف سنفونية خاصة بهم "ليوناردو هل زرت روسيا من قبل؟"

التفت لها لعله يجد شيئا في ملامحها يفسر به سبب طرحها مثل هذا السؤال عليه لكنه وجدها تنظر للجانب الآخر من الطريق فأعاد تركيزه للأمام مجيبا بسؤالا آخر "لماذا تسألين ؟ .. مالذي تسعين إليه ؟"
رغم محاولته الحفاظ على هدوءه إلا أن انفعاله ظهر في نبرته الصارمة يمنعها من التحدث عن هذا البلد و أن تحذفه من قاموسها ..

ابتسمت هي حين استشعرت انفعاله لتلتفت له متساءلة بصراحة دون لف و دوران "ماذا لو إخترت روسيا ؟ "
ما أن أنهت سؤالها حتى ارتدت للأمام بسبب ضغطة على المكابح بقوة ليوقف السيارة فتبعته سيارات الحماية تحاوطهم  .. نظر لها بزرقاويتاه التي اسودت بسبب الظلام حولهما يدرك تماما ما تريد معرفته، تتحداه ان كان سيأتي ليعديها مثل ما فعل الآن إن اختارت روسيا بدل مصر، الدولة التي ليس له سلطة بها .. نظرت لعيناه وتقسم أنها رأت الجحيم في عينيه .. ارتجفت و شعرت بالقشعريرة تمر على جسدها حين اقترب منها قليلا مجيبا "صدقيني، لن تريدي معرفة ما سأفعله بك حينها"

و لكونها ذكية تعلم متى تنسحب حين تشعر بالخطر، التفتت للنافذة بجانبها و ادرك هو استسلامها ليعيد تشغيل السيارة ثانية ..
دقائق حتى صدر صوته هادئا "أخبرت العائلة أنك ذهبت لباريس لاجتماع لذا تصرفي حسب ذلك .. عائلتك أيضا لا زا..." لازالوا هنا .. هذا ما أراد قوله قبل أن يقاطعه صوت إطلاق النار من خلفهم جعله يزيد السرعة بينما ينظر المرآة الجانبية ليرى رجاله في اشتباك مع سيارات رباعية الدفع .. التفت لها ليجدها تراقب ما يحدث بالمرأة الجانبية فاردف محاولا بث الطمأنينة بها "لا تخافي الزجاج مضاد للرصاص " أنهى كلامه يسحب الهاتف ليتصل برجاله يسمعها تجيبه بتحد "لست خائفة لكن ستنقلب السيارة إذا أطلقوا على العجلات"

لم يجبها بل واصل الاستماع لفابيان الذي يخبره عن عدد الرجال الذين يلاحقونهم .. خمس سيارات ، عشرون رجلا مع بنادق كلاشنكوف متطورة الصنع ..
أغلق الإتصال يضبط السيارة على القيادة الذاتية لأنه و لحسن الحظ بسبب المطر فالطريق خال سوى من بعض السيارات .. أخرج بندقية مفككة من تحت الكرسي مع بعض المدسات .. لم يستغرق الأمر سوى بعض ثواني ليملأ مسدساته وقد قرر ترك البندقية لأن تركيبها يستغرق وقتا بينما تراقبه بصمت قطعته هي "يمكنني مساعدتك "

"لا داعي .. لا تتحركي من مكانك و لا تفتحي النافذة" أمر يفتح النافذة ليطلق أول طلقة فأصاب أحد الرجال فسقط بالطرق مع بندقيته ثم طلقة أخرى لعجلة احدى السيارات مما جعلها ترتد عن الطريق ..  ثم طلقات أخرى لرجال آخرين .. عاد لمكانه عند انتهاء الرصاصات بالمسدس و لم يبقى سوى ثلاث سيارات بينما خسر بعض من رجاله .. تولى القيادة ينظر للمرآة ليلاحظ ظهور سيارات أخرى مما جعله يلعن بقوة يفكر كيف سيتخلص منهم دون أن تتأذى ..  خرج من أفكاره على البندقية تمتد نحوه فنظر لها لتردف "شعرت بالملل لذا قمت بتركيبها "..

نجمة العالم المظلم Where stories live. Discover now