45- إعتراف

634 30 6
                                    

الآن وهي تنظر له تشعر بالغباء لأنها لم تتذكره .. هي لم تنسى تلك القبلة لأنها لم تجرب شيئا بذلك الشغف بحياتها .. لقد قبلت العديد من الرجال لكن ذلك الرجل الذي جعل قلبها ينبض بدقائق لم تستطع نسيانه ..

والآن وهو ينظر لها بنفس نظراته تلك الليلة علمت أنه لم يقبلها بسبب الإلهام الغبي .. لقد أراد تقبيلها وفعل ..
وتلك الحقيقة جعلت قلبها ينبض كتلك الليلة بالضبط ..

سحبت الهواء لرئتيها لأن ما عرفته الليلة كان ثقيلا .. لقد تعرفا قبل زواجهم .. و أرادها حقا قبل أن يتزوجا .. يعني هو لم يفعل لأنه واجب .. لم يهتم بها لأنها زوجته وذلك واجبه .. بل لأنه معجب بها ..

لم تستطع سوى شرب القليل من البراندي ثم نطقت "تبا لكما"
ضحك روني عاليا قبل أن يقول "لا تخبريني أنك لم تتعرفي عليه؟"

ولأنها لم تجبه تنظر للحائط و هي تعيد كل السيناريو برأسها كي لا تفلت شيئا سمعت روني يضيف بسخرية "لا أصدق .. برؤية كيف ظللتي تأتين للمقهى مرارا و تكرارا لرؤيته لا أصدق أنك نسيته"

نظرت له سريعا لتقول بانكار "لا أنا لم آت لرؤيته .. أنت تعلم أنني أحب قهوتك عادة"

رفع روني حاجبه لها ثم قال بجدية "طوال ثلاث سنوات لم تشربي القهوة ليلا سوى مرتين .. و منذ تلك الليلة كنت تأتين كل ما يكون المقهى مغلقا والأضواء خافتة .. أنا قناص لا أفلت التفاصيل"

صمتت لأنها أدركت أنها لا يمكنها الإنكار أكثر .. ولأنها أرادت تجاوز تعليقات روني عنها سألت بجدية "إذا هل حاول أحد قتلي طيلة إقامتي هنا ؟"

"أحد ! لقد كانت حياتي رائعة في حضورك .. كنت أحضى بالمتعة على الأقل مرة في الشهر" أجاب روني بحسرة وهو يشتاق لتلك الأيام ..

بينما استيللا دهشت لأنها اعتقدت أنها كانت آمنة .. لكن العكس تماما لأنها على الأقل تعرضت ل 12 محاولة في السنة .. ابتلعت ريقها تشعر بالندم لأنها اخبرت ليوناردو أن يتركها لأنها بسبب زواجها منه تعرضت لمحاولتي قتل ..

لكن روني انتظر هذه الليلة بصبر لسنوات لذلك نطق باستمتاع وهو ينظر لليوناردو "من برأيك أراد الصلح مع اسبانيا ، قبل سنتين؟"

ولأنه ركز على 'قبل سنتين' نظرت له استيللا باستفسار لكن عينيها توسعت حين فهمت قصده .. اللعنة لماذا يواصل مفاجأتها الليلة؟ هل يريد إخراج قلبها من داخلها؟

المفاوضات للسلام مع اسبانيا  بدأت قبل سنتين .. و قابلته هي لأول مرة قبل سنتين .. لايمكن أن يكون كل ذلك صدفة أليس كذلك؟

نظرت لليوناردو الذي نظر لروني بنظرات قاتلة ولم يلتفت إلا حين سألته "هل أنت من اقترحت الصلح؟"
"أجل" أجابها سريعا دون تردد ..

"هل فعلت ذلك بعد لقائنا؟"
"أجل "
"ألم نلتقي قبل تلك الليلة"
"لا"

قلبها كان ينبض بقوة أكبر مع كل جواب و حرف ينطقه .. هي لم تصدق أنه فعل ذلك من أجلها .. لا تصدق أنه لم يتزوجها بسبب صفقة لعينة .. لذلك ابتلعت ريقها تضع كأس الشراب من يدها لأنها لن تستطيع حمله و ادارت جسدها له لتسأل أهم سؤالا "هل أنا السبب؟"

نجمة العالم المظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن