41- ذكرى

720 33 3
                                    

سخرت فما يفعله غباء سيجعله يمرض بينما تجاهلها هو يواصل سحب الدخان لرئتيه فاقتربت أكثر تسحب الكأس و زجاجة النبيذ منه ثم وضعتها بابعد مكان بالغرفة وعادت له لتقول "يكفي .. اذهب للنوم"

"أتعتقدين أنك يمكنك ترويض شخصا مثلي؟" قال بسخرية فأجابت بنفس السخرية "أجل .. توقف عن التدخين أنت تؤذي نفسك"

"أتعتقدين أن سيجارة قد تؤثر علي .. الوحوش لا تشعر" استفزها لتضرب يده بقوة تسقط السيجارة منها ثم دعست عليها لتطفئها و جلست على إحدى قدميه لتقول "لا تقل ذلك عن نفسك"

"تلك الحقيقة " أجابها بسخرية فسحبت رأسه لتضعه على صدرها تحضنه بينما لف يديه خلف ظهرها يقربها منه و يغرس رأسه بصدرها أكثر ليقول بنبرة خافتة "غدا عيد ميلادها"

استغرقها الأمر دقائق لتعلم أنه يتحدث عن أمه فقبلت رأسه لتقول "أتريد أن نزور قبرها غدا؟"
حرك رأسه نفيا فمررت يدها على خصلاته لتقول "سنأخذ لها الزهور و ستحبها.. لا توجد امرأة لا تحب الزهور"

نفى مجددا قائلا "لن تريد رؤيتي"
دمعت عينيها بإدراك لتسأل "هل زرت قبرها من قبل؟"
نفى برأسه مجددا لتسقط هي دموعها لتلطخ وجنتيها فمسحتها سريعا كي تقول "أريد التعرف عليها .. دعنا نذهب " لم تستطع منع صوتها من الارتعاش بسبب بكائها ..

"لا لن ن.." توقف حين أدرك ارتعاش صوتها فرفع رأسه ليجد دموعها تلطخ وجهها و هي تقضم شفتها بقوة كي لا تشهق ..
رفع يديه حينها ليقول "اللعنة لماذا تبكين ؟ سنذهب إذا أردت فقط توقفي عن البكاء "

تعالت شهقاتها فمسح دموعها مجددا ليقول "حسنا سأعالج الجرح .. هيا سأفعل ما تريدين لماذا تبكين؟"
حركت رأسها نفيا ثم  عانقته تغرس رأسها بعنقه تواصل البكاء ..

تبكي من أجل كل لحظة أخبر بها نفسه أنه وحش .. من أجل كل يوم قضاه يحلم بحب والدته حتى توفيت .. من أجل الطفل الذي أهتم باخوته رغم كونه بالعاشرة .. من أجل كل يوم ترك جراحه مفتوحة ليذكر نفسه أنه لا يستحق سوى الألم  ..

ابتعدت حين توقفت عن البكاء لتقول وهي تجفف دموعها "سأنادي كاترين"

.
.
.
.

"ألا يجب أن يذهب للمشفى "
قلب ليوناردو عينيه بسبب زوجته التي سألت كاترين هذا السؤال لثالث مرة بينما ابتسمت كاترين لتقول وهي تخيط الجرح "إذا لم يحرك ذراعه ستشفى في غضون أيام"

تنفست استيللا براحة لتقول "كاترين شكرا لك"
أومأت لها كاترين بصمت قبل أن تودعهم مغادرة ..
نظرا لبعض بصمت قطعته هي حين أمرته "اذهب للنوم"

'حقا' رأت الكلمة لملامحه فحركت ملامحها موافقة تخبره أنه يجب أن يفعل ..
جلست على جهتها من السرير ثم سحبت الكتب لتختار كتابا كي تقرأه .. لكنها توقفت حين سمعت صوته "إذا تخترق الرصاصة صدري ربما حينها لن ألمسك"

نجمة العالم المظلم Where stories live. Discover now