9- رعب وتحدّي

18.8K 1.4K 1.1K
                                    

"اه تبا!"

قلتُها بصوت مرتفع مستنجد أرفع رأسي وأطالع سقف المرحاض، شعرتُ بالحموضة في حلقي ومرة أخرى ارتفع عشاء البارحة يجعل خدّاي ينتفخان ومن ثمّ خفضتُ رأسي أستفرغ ما في جوفي وأشعر بالألم في معدتي، جبيني تعرّق قليلا وضغطت على أصابعي أشدّ عليها وأحاول تخطي هذه اللعنة التي ألمّت بي.

من المفترض أني الآن أقوم بتناول وجبة غدائي وليس هنا داخل---المراحيض و--تبا!

وقفتُ بعد انتهائي أمسح فمي وخرجت أقف أمام المرآة وأطالع انعكاسي الدائخ، ملتُ إلى المغسلة أفتح صنبور المياه وأرش على وجهي أطرد التعب.

"عليّ اللعنة إن تناولتُ دجاج جدّي مرة أخرى" تمتمت أمرر أصابعي على وجهي أمسحه، ألقي نظرة أخيرة على شكلي الفوضوي قبل أن أدير ظهري أتقدم لأغادر الحمامات.

أعني من يحب طبق الدجاج الذي يعدّه جدي لأجل جدّتي؟

لا أعلم حتى لما تناولت منه الكثير في العشاء بالأمس.

كنتُ أسير في الرواق أفكر في الأحداث الأخيرة التي حصلت، أبي وتورطه في تلك المشكلة، زممتُ شفاهي بمجرد أن خطرت الفكرة في عقلي أحاول طردها بعيدا عني.

الجميع لديهم مشاكل عائلية، هذا شيء عادي كلوفر. لكن أمي هي من أفكر به، ورغم مضيّ أسبوع حتى الآن إلا أنها تغيرت كثيرا، من حيث تصرفاتها وطريقة غذاءها، أصبحت شاردة وتُجري الكثير من المكالمات مع أشخاص لا أعرفهم حتى.

ما هذا الذي يحصل معها؟ أنا وجنجر حاولنا كثيرا طوال الأيام الماضية إبهاجها، سواء عن طريق القيادة والثناء على مهاراتها في السرعة، التسوق، الذهاب لمحلات التجميل والحلاقة -رغم اني أكره ذلك-
اللعنة! حتى أني سهرتُ حتى الثالثة صباحا أدرس لأحصل على علامة جيدة في التقييم الخاص بالأحياء، فقط لأفرحها بذلك.

لكن لا شيء أفلح معها، وهذا يجعلني أشعر بالخيبة وأني لا أملك أي حيلة في الأمر.

"كلوفر!" الصوت جعلني أتوقف مكاني، أطلق تنهيدة وأتذمر داخليا.

هل هذا وقتُكِ أوديت؟

إلتفتّ أراها تقترب مني راكضة في الرواق، تسحب إليوت من معصمه وتجعل المسكين يركض معها رغما عنه؛ حقيبتها التي كانت ترتديها في كتف واحد تتأرجح مع حركتها، فيما ساقيها يظهران من التنورة القصيرة الوردية التي ترتديها، جذعها كان مغطى بقميص أبيض ذا عنق وطويل الأكمام يلتصق بجسدها ويظهر منحنياتها.

أجل إنها أوديت بيرد يا رفاق! مرحى!

"كنا نبحث عنكِ انا وإليو" تحدثت بحماس بمجرد وصولها إليّ ورفعتُ حاجبي أنظر إليه، هل قالت إليو؟

هو حرك رأسه بقلّة حيلة، تخبرني نظراته بأنه لا يستطيع إحراجها أو رفض ما تفعله.

إبتسمتُ داخليا على الأمر، هي حقا لا تعلم مالذي ستسببه لاحقا لسيتشو.

سريع Where stories live. Discover now