فصل خاص | الإنخفاض والإرتفاع

18.5K 1.5K 3.2K
                                    

بعد أسبوع آخر.

أوديت

"أراكم قريبا يا رفاق"

لوّحت للجماعة أقوم بتوديعهم وفعلوا هم المثل معي قبل أن ألتفت أسير حيث كانت سيارتي مركونة، سحبتُ مفاتيحي من جيبي وهذه الجهة من المضمار كانت هادئة في هذا الوقت من الليل بحيث لم أكن أسمع سوى صوت كعب حذائي على الأرض.

تنفستُ بهدوء أستشعر السكينة في هذا الوقت، جذبتُ سترتي الجلدية الوردية أدفن نفسي بها بسبب البرودة وإبتسمتُ على الشعور؛ عيوني كانت للأمام أطالع الطريق حين وقع بصري على سيتشو يسير وحيدا.

كان يرتدي سترة سوداء بسحاب يغطي بقلنسوتها رأسه ويديه في جيوبها، بنطال أسود وحذاء كونفرس.

حاجبي اِرتفع أراقبه يأخذ مساره إلى خلف المدرجات وبدى حزينا جدا.

لقد تغير كثيرا في الأيام الماضية ولم أتحدث إليه منذ آخر سباق جماعي الذي فاز به دايتو. والده.

"مالذي يفعله سيتشو بمفرده هنا دون سيارة؟" همست تحت أنفاسي ينعقد حاجباي معا بغير فهم حين وجدتُ أقدامي تقودني ناحيته أتبعه.

رميتُ المفاتيح أعيدها لجيبي وركضتُ ألحق به، أصل لنهاية المدرجات الأخيرة وألتفت عند آخر حدّ لها، أرى الطريق ممهدة أمامي لكن لا أثر له.

أين ذهب؟

أدرت رأسي في المكان أمسحه حين إلتقطه بصري يتجه إلى المنزل الرمادي.

المنزل الرمادي كان أشبه ببيت الشجرة لكنه لم يكن على شجرة إنما على عمود إسمنتي مرتفع قمنا ببناءه منذ سنوات في المضمار لكي نبيت فيه إذا أردنا البقاء في المضمار.

لم يعد أي أحد يذهب إليه منذ عدة أشهر.

كان المكان جميلا ومريحا رغم أنه منزل صغير جدا به غرفة واحدة فقط وشرفة بإطلالة على المضمار بسبب إرتفاع العمود.

أسميناه بالمنزل الرمادي لأن لون طلاءه كان كذلك.

تقدمتُ للأمام أتبعه حين رأيته يتسلق السلالم للأعلى ومن ثم إختفى بداخله.

إبتلعت أشعر بدقّاتي تتسارع قليلا، شيء ما بداخلي طلب مني أن أعود أدراجي لكني أصررت على التقدم واللحاق به.

لأنه حسب علمي فإن سيتشو هو أكثر شخص يكره البقاء وحيدا في المنزل الرمادي، لماذا الآن يذهب إليه بمفرده؟

هل هو بخير؟

خطواتي قادتني للوقوف أمام السلالم، وأخذتُ نفسا أملئ به رئتاي في اللحظة التي رفعتُ فيها ذراعاي للأعلى أبدأ التسلق؛ لم يكن الأمر صعبا لكنها كانت تتأرجح وكانت دائما هذه مشكلتي مع المنزل الرمادي.

إبتلعت أتجاهل النظر للأسفل وأصررتُ على دفع جسدي للأعلى حتى بلغتُ النهاية ومن ثم تعلقت ذراعاي بالأرضية أضغط على أسناني وأبذل جهدي لأرفع نفسي، ساقي العارية بسبب التنورة القصيرة تأرجحت في الهواء قليلا ومن ثم دفعتها للأعلى أثبتها على الأرضية قبل أن أدير جسدي الذي بات أثقل وزنا مؤخرا ووقعتُ أخيرا على الأرض أتنفس بقوة، أشعر بالدماء التي تجمعت في وجهي تعود للجريان في باقي جسدي.

سريع Where stories live. Discover now