19- ليلة بوتو والفراشة

17.9K 1.6K 1.3K
                                    

كما وعدتكم، فصل جديد عند تحقق الشرط لذا انجوي 💗

_

"بحقك! أخبرني ماذا حصل بعدها"

تعالت ضحكاتي فيما أسير رفقته نعبر الأشجار، وزفر يقلب عينيه، ينطق "إن واصلتِ الضحك بهذه الطريقة البشعة، لن أتابع القصة"

"هيا، لقد قلتَ أنك تعلقت بالجرو بوتو وظننتُ أنه رفيقك أو شيء من هذه التراهات، تابع" ضربتُ كتفه أميل على ذراعه ورأيته يرمي لي نظرة جانبية من طرف عينيه، لوى شفاهه بعدها يتحدث فيما يطالع الطريق أمامه "لقد أحببته كثيرا، كان جروا ظريفا أبيض اللون ومملوء بالفراء"

"وما سبب تسميته بوتو؟" لكزتُ ذراعه بأصبعي وصوتي خرج به نبرة ماكرة، لكنه رغم ذلك لم ينزعج، إنما ارتسمت إبتسامة جانبية صغيرة على شفاهه يتحدث "رفيقي الخيالي كان يحمل هذا الإسم، وعندما جاء بوتو إلى المنزل أطلقتُ عليه نفس الإسم لأنني ظننتُ––"

قاطعته أنفجر بضحكتي "لأنك ظننت أن القدر أرسل لكَ رفيقك الروحي"

"صحيح" زفر بخفوت يهزّ رأسه بإستسلام، يضيف بعدها "كنتُ أخبره عن قصصي في المدرسة وانتظرت بفارغ الصبر أن يتحدث في يوم من الأيام ويتحول للبطل الخارق الذي كنتُ بإنتظاره، حتى أني––"

توقف يطلق قهقهة صغيرة بينما يضع العصا الحديدة خلف عنقه، ومد ذراعيه للأعلى يضعهما عليها من كل جانب، يتابع "أخبرتُ الجميع عن جروي الصغير الذي سيتحول لبطل خارق ويأخذني في مغامرة لإنقاذ العالم"

"كنتَ شخصا معتوها" علقتُ أبتسم بإستمتاع على هذا، أرى نظراته النارية الموجهة ناحيتي، يردف بصوت ضجِر "لماذا لم أدعكِ تختنقين تحت المياه ببساطة؟"

"لأنك بطل خارق، صحيح بوتو؟" غمزته أوجه لكمة خفيفة إلى معدته أجعل جسده ينحني قليلا للأمام، إبتسامة لاحت على شفتيه يخلع العصا ورفعها يوجهها ناحيتي "ماذا لو حطمتُ رأسكِ؟"

"وماذا حصل بعدها؟ أعني كيف إختفى بوتو؟ هل–––"

توقفت عن الحديث وتصلبتُ مكاني حالما سمعتُ الأصوات القادمة خلف الأشجار، مقلتاي ضاقتا أندفع ناحية هانتر، أتمسك بذراعه وأهتف بهلع "ما كان هذا؟ هل سمعتَ الصوت؟"

ظل واقفا مكانه يمرر عيونه في المكان، يحاول إيجاد أي أثر لكائن حي أو ما شابه، لكن الرؤية كانت صعبة مع هذا الكم من الأشجار والظلام الذي بدأ يعمّ المكان إثر إقتراب الليل.

"هل تعرف الطريق أم أننا تائهين؟ أرجوك لا تقل أننا تُهنا في الغابة" زممتُ شفاهي أرفع عيناي إليه بنظرة تحمل الرجاء، في حين هز رأسه ينطق بغير إكتراث "نحن على أطرافها فقط، إطمئني"

لا أعلم لماذا شعرتُ أننا في ورطة حقيقية.

كنتُ على وشك قول شيء ما لكني تراجعتُ أقرر تصديقه، أسمعه يضيف "هيا بنا، لنواصل السير"

سريع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن