23- أفكار، مشاعر وحقيقة

17.1K 1.5K 1.2K
                                    

هانتر

عيوني كانت متعلقة بالسقف وأفكاري ضربت جدران جمجمتي بقوة؛ كنتُ أشعر بثقل جسد كلوفر التي تتوسد خصري وتحيط ذراعها حولي كأني سأهرب في أية لحظة.

أي شخص عاقل ينام بهذه الطريقة المعكوسة فوق خصر أحدهم؟

لا أصدق أني تحملتُ وجودها الليلة، هذه الفتاة تركل مثل الأبقار الهائجة.

أطلقت تنهيدة أبتسم بخفة ومددتُ يدي إلى الطاولة القريبة من السرير ألتقط هاتفي وفتحته أجد أن الساعة تشير إلى الثالثة صباحا؛ وحتى هذه اللحظة لا أستطيع النوم.

هناك شيء ما بداخلي يرغب ببقائي مستيقظا. لن أكذب على نفسي وسأعترف أني خائف من أن تفوتني الحياة حينما أعود للنوم.

يجب عليّ أن أشعر بكل لحظة.

تنفست بعمق أملئ رئتاي بالهواء؛ وبهدوء زفرته، مع شعور أني أطلق السمّ من هذه الرئة المريضة.

معدتي انقبضت للفكرة ومباشرة طردتها أعود بذكرياتي إلى الماضي، عندما كنتُ طفلا يحبّ جمع لعب السيارات، أول سباق شهدته مع أبي وأيام هروبي من المدرسة للتسابق.

عيوني إرتمت على كلوفر النائمة أتذكر أني كنتُ مثيرا للمشاكل مثلها.

الفرق الوحيد بيني وبينها أن الأساتذة النساء كنّ يحببني، لذلك قلّما وقعتُ في المشاكل.

شخرة صغيرة هربت منها تجعلني أركز عليها عندما إنعقد حاجباي فجأة أرى خطّ اللعاب الذي يسيل من فمها المفتوح وينزل إلى قميصي.

اللعنة!

لويتُ شفاهي وجعدتُ أنفي أدفع بصدري للأعلى ومددتُ يدي إلى ذقنها لأغلق فمها، وهي مباشرة إلتفت للجهة الأخرى تضع يدها على فخذي وتجعل رعشة تسري على طول جسدي بكامله.

سحقا! لا تلمسيني بهذه الطريقة، وأبقي يدك بعيدة عن فخذي.

إبتلعت أشعر بإنقباض معدتي، قبل أن أبتعد بهدوء عنها، ورأسها سقط على السرير أسمعها تتمتم بصوت ناعس "تلك السيارة لي توباييس"

من توباييس؟

انعقد حاجباي أكرر السؤال في ذهني عندما سمعتُ شخيرها مرة أخرى وراقبتها تلتف حول نفسها؛ في تلك اللحظة لم أستطِع منع ضحكتي من التسرب مني.

مالذي عليّ توقعه من فتاة مثلها على أية حال؟

كورت قبضتي أضعها أمام فمي لمنع صوتي من التسرب كي لا أوقظها ويدي الأخرى امتدت إلى معدتي أضعها هناك حينما إستشعرت ملمس اللعاب فجأة.

"آه تبا!" رميتُ كلماتي بصوت مرتفع وانكمشت ملامحي على ذلك بقرف، لكن قبل أن أدرك، جاءني صوتها حين رفعت رأسها فجأة "ماذا هناك؟"

رمشتُ أطالعها؛ الغرفة لم تكن مُنارة لكن أضواء الشارع الهادئ في الخارج سمحت لي برؤية ما في داخل الغرفة، حتى لو لم يكن واضحا.

سريع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن