30- رابط يجمعنا

18.8K 1.9K 3.4K
                                    

شرط الفصل:

• 3000 تعليق.

• 1200 تصويت (نجمة)

جهزوا أنفسكم وإستمتعوا

_

"أبي، هل من الممكن أن أصبح أسرع منكَ في يوم من الأيام؟"

تمتمتُ بخفوت، تخرج الكلمات مني بإنسيابية بينما كنتُ أستلقي على الأرض المعشبة لحديقة منزلنا الخلفية، جسدي ممدد بجانب خاصته، وذراعي مثنية يتوسدها رأسي.

تابعتُ "لقد أصبحتُ في العاشرة وأشعر أني لم أحقق أي شيء حتى الآن"

ضحكة صغيرة هربت منه قبل أن يلفّ وجهه ناحيتي، الإبتسامة كانت على شفتيه حين رفع حاجبه ينطق "تحقيق شيء ما يعني هزيمتي في قاموسكَ؟"

رمشتُ مرتين أحاول إيجاد إجابة حين سمعته يضيف "أمامك أمد طويل، أثق أنك ستصبح أسرع متسابق عرفتُه في حياتي"

الكلمات رنّت في أذناي مثل طبل قويّ، مثل لحن صاخب وحفظتُ كل منها جيدا مثل إسمي تماما، أسرع متسابق. ركزتُ على تلك الكلمات.

إبتسمتُ بخفة أومئ له "راقبني"

"أذهلني إذا" غمزني يرفع قبضته ويضرب معدتي يجعلني أنكمش على نفسي، في حين ضحك هو "لقد فقدت الكثير من الوزن"

"دايتو يجبرني على الركض يوميا" لويتُ شفاهي بإنزعاج بمجرد تذكري للجهد الذي يجعلني أبذله مع سيتشو لأجل اللياقة البدنية.

اللعنة! هذا الرجل لا يجب أن يكون مدربا مطلقا، إنه آلة تعذيب.

"هذا دايتو هيرو تاكاهاشي" أبي حرّك كتفيه ودفع بجدعه للأعلى كي يتخذ وضعية الجلوس، ثنى ساقيه ووضع يديه على ركبتيه بينما إرتفع رأسه للأعلى يواجه السماء. كنتُ ما أزال مستلقي على الأرض وعيوني تعلقت بخاصته أرى الإبتسامة الهادئة على شفتيه، نظراته تحمل الكثير من السلام، ذلك النوع الذي يشبه التنهيدة بعد الحرب وأعتقد أني أعرف فيما يفكر الآن.

"في النهاية هانتر، أنتَ وُلدتَ لتكون سريعا وتكون أيضا جزءا مني" تحدث بهدوء، وإتخذ لحظات من الصمت، قبل أن يضيف "بين النجوم، تلمع من بعيد وتحرق الطريق، هكذا أنت، وأثق أني سأراك كذلك في يوم من الأيام"

إنتقلت نظراتي نحو السماء أراقب هدوءها تلك الليلة وصفاءها، تلمع فيها النجوم مثل أحجار حرّة، ومرّ في ذهني كل الأرواح التي يفتقدها أبي، تراقبنا الآن وتستمع لكلماتنا.

"لن أخذلك" نطقت ما تزال عيوني متعلقة بواحدة من النجوم من الجهة الشمالية، إبتسامة صغيرة تشكلت على شفاهي أضيف بهمس "سأهزمك في مضمار ويست"

"لن أتساهل معك" لف عنقه ناحيتي يغمزني وإبتسمت أندفع بجدعي للأعلى، أجلس بجانبه وأثني ساقاي معا، رأسي إرتخى على كتفه، وأغمضتُ عيناي لبضع دقائق أستشعر هذا الهدوء والهواء المنعش في هذه الليلة الصيفية، أحسست بذراعه تلفّ كتفاي وجذبني نحو صدره يبتسم وينطق بنفس الهدوء الذي طالما إعتدته منه "عليكَ أن تسبقني دائما بخطوة، وحتى تفعل ذلك يجب أن تكون ذكيا"

سريع Where stories live. Discover now