37- تحت السطح

18.8K 1.5K 799
                                    

"أحسنتِ جنجر" هتفتُ أقفز من مقعدي على مدرجات المشاهدة وأنا أرى أختي تقفز عاليا وتسجّل هدفا.

إلتفت حولها فتيات الفريق وإبتسمت هي تمرر أصابعها على طول شعرها المربوط على شكل ذيل الحصان، رفعت أنظارها ناحيتي تطالعني بعيون متلألئة ولم أتردد في التصفيق لها بينما أشرب من قارورة المشروب الغازي، رفعتُ إبهامي لها بمعنى جيد وأومأت لي قبل أن تعود للتركيز على اللعب.

"إجلسي، إلهي! كم أنتِ مزعجة." زفر سيتشو بجانبي في حين ضحكتُ أعود للجلوس على مقعدي، وضعتُ ساقا فوق الأخرى وإنتبهتُ للتو أني لطخت بنطالي ببقع المشروب، خاصة أن لون الجينز كان أزرقا فاتحا.

لم أهتم كثيرا.

"أنتَ من أراد الإلتصاق بي طلبا للمساعدة لذا تحمّلني، بالإضافة---" توقفتُ ألتفتُ ناحيته ونظرتُ إلى كعكة الفراولة في يده، إنحنيتُ آخذ قضمة منها قبل أن أضيف "لم تخبرني حتى الآن ما هي مسألتك العالقة"

تنهد بقلة حيلة يخفض بصره للأسفل، اختفت نظراته خلف رموشه، قبل أن يصدر تنهيدة أخرى، اوه! بدى منزعجا جدا.

"هل ستتناولها؟" أشرتُ بأصبعي للكعكة في حين رمقني بنظرة حادة لكنه مع ذلك مدّها لي يجعل إبتسامتي تتسع، سرعان ما أخذتها في فمي أتحدث مجددا "لماذا لم تذهب إلى هانتر؟"

"هانتر ليس فتاة كلوفر! ألا تفهمين؟" حرّك رأسه يمرر أصابعه على رأسه الذي بدأ يتملئ، ورمشتُ حينها أفهم الأمر.

"اه! إذا للأمر علاقة مع أوديت، لكنها أخبرتني أنكما حللتما الأمر وأنها---"

"أعلم، تلك ليست المشكلة"

كنتُ على وشك الحديث حينما هتف الحشد حولي ولففتُ عنقي للملعب أرى الفريق المنافس قد سجّل لفريق أختي مما جعلني ألوي شفاهي بإنزعاج، تمتمتُ بإمتعاض "كل هذا بسبب تذمرك سيتش! ٱنظر الآن"

أصدر سيتشو تنهيدة بسيطة يفرك ما بين حاجبيه، شكله جعلني أبتسم قليلا، لوّحتُ إلى جنجر التي هزت رأسي تستمد تحفيزها مني وعادت للمتابعة. كما عهدتها دائما، أختي قوية، مصممة حين يتعلق الأمر بالشيء الذي تحبه.

"أخبرني ألبرتو، ما مشكلتك؟" ضربتُ كتفه بقوة جعلته يتأوه، إرتفع بصره ناحيتي وغمزته "أعني لقد جئت إلى الثانوية لأجل مشاهدة المباراة معي بعدما رفض الجميع مرافقتي، هيا لأردّ لكَ الجميل"

"هه!" ضحك بخفة، بصره تنحّى للأسفل ينظر إلى يده، وتبعته أرى وشم الصقر على ظهر كفّه، كان يمرر أصابعه عليه بخفة، أصدر تنهيدة صغيرة يضيف "أشعر بالضيق حقا"

الجو المازح إختفى فجأة، رأيتُ نظراته التي ازدادت جدية ونظر إليّ بعدها "سأسافر لليابان قريبا، أريد طريقة لأخبر بها أوديت"

"هذا فقط؟ سفرك لليابان؟ هل تمزح؟" كتفتُ ذراعاي أرفع حاجبي له، وزفر هو بقوة "أنتِ لا تفهمين، أنا لستُ ذاهبا لجولة أرتاح فيها، لا يمكنني أن أعرف حتى متى سأعود، إنها---أمور عائلية"

سريع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن