32- سافلة

18.4K 1.8K 2.7K
                                    

شرط الفصل:

1500 تصويت

2000 تعليق

إستمتعوا 💜✨

الصّمت كان يغطي حديثنا بينما أجلس قبالة أمي وتفصل بيننا طاولة وضع عليها النادل كوبيّ ماء.

أعينها كانت على هاتفها تقرأ شيئا بنهم، تبدو كأنها تبتلع الحروف ولم يكن أمامي سوى التحديق بها والشعور بذلك التوتر الغريب الذي يطغى عليّ.

اللعنة! أنا لا أفهم أي شيء.

"أليس لديكِ شيء تقولينه كلوفر؟" فاجأتني بسؤالها الذي قطع الصمت ورمشتُ أشعر بإنضغاط صدري، أعيني تعلقت بها أراها ترفع بصرها من الشاشة وتحوّله ناحيتي، عيونها كانت تحمل نظرات غريبة، مشبعة بعدم الرضا. لا أعلم لماذا.

إبتلعت أبتسم بتوتر "هل لديكِ أنتِ؟"

"ألم تشتاقي لوالدتكِ؟" إرتفع حاجبها ومع ذلك كانت قد ظهرت على شفتيها إبتسامة صغيرة، تابعت "مضت مدّة من دوني"

بالطبع إشتقت لها، ما هذا السؤال الغريب؟

لكني أحسستُ أن هناك–––لا أعلم، جدار يفصل بيني وبينها.

"مالذي حصل أمي؟" رميتُ السؤال الأهم، ويداي كانتا في أحضاني حيث قمتُ بتكويرهما على شكل قبضتين مشدودتين حتى إبيضت مفاصلي، إبتلعت وتابعت "ما كل هذا الذي حصل؟"

تذكرتُ آخر مرة بيننا، كنا في شجار وفجأة تم إجترارها للخارج.

تحركت عيون أمي في المكان متجاهلة سؤالي، ونطقت مجددا "أرى أنكِ تأقلمتِ بسرعة، لا يوجد أبدا كلمات إشتياق"

إخرسي! من قال هذا؟ أنتِ حقا لا تعلمين أي شيء عن شعوري حينها.

أردتُ إخبارها بكل هذا دفعة واحدة لكن إنقباض جسدي منعني من ذلك. كانت الكلمات مؤلمة لسبب ما.

إكتفيتُ بالتحديق بها وهي إبتسمت لي بإنكسار "إشتقتُ إليكما، أنت وجنجر"

لمعت أعينها أكثر "لما لم تأتيا لزيارتي؟"

شعرتُ بحلقي يجفّ على سؤالها ذلك، والإجابة كانت حقا أنا لا أعرف. لا أعرف لماذا لم أذهب إليها، لا أعرف لماذا لا أفكر بالأمور المنطقية، لا أستطيع فهم تصرفاتي.

أنا واللعنة لا أفهم مالذي أقوم به.

أردتُ إخبارها أن هناك الكثير من الأمور التي حصلت، وأني لا أتذكر حقا كيف تسارعت هذه الأحداث، ولا أرغب حتى بهذه المشاعر التي باتت تتغلب عليّ مؤخرا.

أردتُ أن أعتذر إليها وأقول كل ما يثقل صدري ثم أعانقها ولا بأس إن بكيتُ، لكن علاقتنا لم تكن كذلك، أنا لا أستطيع فعل هذا أمامها، أشعر دائما بذلك الفاصل اللامرئي الذي يجعلنا نتنافر، وهذا يؤلمني.

سريع Where stories live. Discover now