29- شكرا

18K 2K 3.4K
                                    

شرط الفصل:

* 1300 تصويت (نجمة)

* 3000 تعليق دون حروف مكررة أو كلمات خارجة عن نطاق الرواية أو إيموجيات لملئهم فقط.

إستمتعوا ♡︎

_

هانتر

صوت الطرق على الباب جعلني أرفع بصري من شاشة الهاتف بينما أجفف الجزء العلوي من جسدي بعد الحمام الدافئ الذي أخذته، بهدوء نطقتُ "تفضل"

رأيتُ القفل يُدار ومن ثم فُتح ليظهر أبي أمامي، إبتسامة صغيرة هادئة كانت على شفتيه فيما يتقدم للداخل بعدما أغلق الباب، قلبي غاص عميقا بهدوء مثل شعور قوة يملؤني بمجرد أن رأيته، ووضع يديه في جيوب بنطاله يتحرك ناحيتي "تبدو في حالة لا بأس بها"

الكلمات جعلتني أبتسم، أهز رأسي وأنطق "لستُ أفضل منك"

"لا أعتقد ذلك، الإبن دائما يتفوق على والده بنظري" رفع حاجبه ما يزال محافظا على نفس الإبتسامة في حين فلتت ضحكتي مني وتقدمت إلى خزانتي أجذب سترة رياضية قطنية سوداء، أقوم بإزلاق يداي في الأكمام ومن ثم رأسي قبل إرتداءها، تابع أبي يرمي لي القبعة الشتوية التي إلتقطتها "أريدك أن تعلم شيئا"

شعرتُ به بين ثنايا كلماته وتوقفت عن الحركة أرمش وأنظر إليه، أراه يعقد ذراعيه على صدره ويتقدم ناحيتي بهدوء حتى وصل إليّ، وقف أمامي وعيونه تعلّقت بخاصتي؛ كنتُ أرى في نظراته شيئا أكثر من مجرد علاقة تربط إبنا بوالده، كان يحمل في ملامحه جزءا مني.

أم أني أنا الجزء؟ وهو كُلّي.

"في لحظات كهذه عليك أن تتمسك بنفسك وبمن يحبّك، أكثر من أي وقت مضى، تعلم"

"لستُ متأكدا" إبتسمت بخفة أبعد عيوني عنه بصعوبة ونظرت بإتجاه النافذة أتابع "الأمر ليس سهلا أبي"

"وهل أنت شخص سهل؟" تقدم مني أكثر لكني فقط خفضتُ نظراتي، لا أستطيع مطلقا مواجهته وأنا في هذه الحالة، أن أرى تلك النظرات في عيونه، فهذا شيء يحطمني.

"لم أعد أعلم بعد الآن، الأمر مختلف حين تقترب اللحظة أبي"

إمتدت ذاته يضعها على كتفي ويقبض عليّ "هانتر، لقد تحملت العلاج وما زلت واقفا أمامي حتى هذه اللحظة، الورم ليس كبيرا، الأمر يعتمد على العملية وأخبرتك أني أحرص على أن تتم الأمور بشكل صحيح، ثق بي"

"أنا أثق بكَ أبي، الأمر فقط--"

لم أعلم ما عليّ قوله، كنتُ أشعر بالضعف أمامه، أشعر بأني لم أعد هانتر القديم وأن هناك شيء تغير بداخلي حوّلني إلى هذا الشخص الذي لم أعتد عليه، أريد أن أخبر أبي بكلّ هذا لكنه يعلم.

سريع Where stories live. Discover now