فصل خاص | اللحظة الإستثنائية

15.8K 1.3K 742
                                    

جوني

"غادر"

صراخ أبي تردد بنبرة مهددة ينظر إليّ بعيون محمرّة من شدة الغضب، تعابيره منقبضة تدلّ على شدة سخطه في اللحظة الحالية، ووقفتُ أنا هناك أمامه في ردهة المنزل أزمّ شفاهي أحاول ألا أردّ عليه بالمقابل، أحاول السيطرة على غضبي.

أعتصر قبضتاي وأشعرُ بقلبي ينقبض، زوبعة إعصارية في معدتي، وحرارتي مرتفعة.

"ألا تفهم؟ قلتُ غادر!" هتف مرة أخرى، واندفع ناحيتي يدفع صدري يجعلني أعود خطوات للخلف، يتابع "لا تعُد مطلقا"

"لقد فعلتُ ذلك لأجلك واللعنة! لقد أهانك أمام الجميع" انفجرتُ أخيرا أرفع ذراعي في الهواء وألوّح بها بغضب، أرى عيونه تتسع للحظات فحسب، قبل أن تستعر النيران في نظراته، ينطلق ناحيتي وذراعه ارتفعت على وشك توجيه صفعة إلى وجهي، لكن هذه المرة أمي تدخلت تقف حائلا بيني وبينه.

"هذا يكفي مارتن!" هي هتفت بحدة تزم شفاهها، وعيونها وجهت نظرات حادة إليه، تتابع "هو لم يقصد، لقد أراد أن يردّ إهانتهم لكَ، جون لم يفعل أي شيء خاطئ"

"لا دخل له، كان عليه إستشارتي" أبي أصرّ بحدة، ولم أكن قادرا على السكوت في تلك اللحظة، ووجدتُ نفسب أهتف بصوت أكثر إرتفاعا من خاصته "لستُ طفلا لأستشيرك، قلتُ أني فعلتُ ذلك لأجلك أيها الوغد العنيد! أنتَ السبب فيما وصلنا إليه، لولا ألعاب القمار خاصتك لما كنا نخوض هذا النقاش"

"جوني هذا يكفي" أمي إلتفتت تضع يديها على صدري وتدفعني للوراء، فيما عيوني كانت مثبتة على والدي، أرى نظراته المليئة بالخيبة، الغضب والعار.

شعرتُ بقلبي ينقبض وصدري يضيق. ليس أبي، لم أكن أرغب بالتفوه بتلك الكلمات مطلقا، لكنها كانت الحقيقة التي تؤلمني أنا ووالداي.

حقيقة أن أبي مقامر أضاع كل أموال العائلة في اللاشيء.

والآن بعدما غرقنا في الديون أصبح أصحاب تلك الأموال يقومون بإهانته أمام أصحاب البذلات الذين كان منهم يوما ما ولم يعد.

لم أكن لأستطيع إلتزام حين تعلق الأمر به، هو الشخص الذي أكنّ له كل الإحترام وصاحب الفضل فيما أنا عليه الآن. لم أكن لأستطيع منع نفسي من الإستعانة برفاق الشوارع خاصتي والتعدي على أحدهم.

كلا، لم أستطع أبدا.

"غادر" هسهس الكلمات بهمس حاد، يتابع ويضغط على كل حرف ببطئ شديد "الآن!"

إبتلعتُ أرى النظرة في عينيه، كانت قاطعة لا جِدال فيها، وزممتُ شفاهي أبادله بنظرة تحدّي.

"إهدئا ودعونا نحلّ الأمور مثل البالغين يا رفاق" أمي تحدثت في محاولة لتطليف الجوّ، وكنتُ على وشك الخضوع لها لولا هتاف أبي "ألا تفهم؟ قلتُ غادر، لم يعد مرحبا بكَ هنا مجددا"

سريع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن