24- إقتناص الفرص والنهوض

16.5K 1.5K 1.2K
                                    

لم أرى هانتر منذ أيام.

أطلقتُ تنهيدة ثقيلة بينما أتابع حركة الغيوم في السماء من حيث كنتُ أستلقي، عيوني شاردة وشعور بالضيق كان يملؤني، كأن العالم كلّه لم يعُد يسعني ولم يعد كافيا لي.

'يختبئ الطائر الصغير في عشّه

يحسب أحلامه ويغلق عينيه بأمان

برد الشتاء لا يخيف الطائر الصغير

الأمطار تغني لأجل الطائر الصغير

والطائر الصغير يختبئ في عشّه

ينام بسلام، ينام بسلام'

تمتمت ألحان القصيدة بصوت منخفض، واهتزت أوراق الشجرة في ساحة المدرسة أراها تراقص الرياح، أبتسم وبنعومة خففتُ صوتي أعيد غناء كلمات الأغنية من جديد، أكرر المقطع الذي أحبّه.

'برد الشتاء لا يخيف الطائر الصغير، برد الشتاء لا يخيف الطائر الصغير'

لا أحد فعليا يعلم عن علاقتي بالغناء والقصائد، أنا شخص يحبّ الغناء والألحان الجميلة الهادئة لكني أفضّل إبقاء ذلك طيّ الكتمان، ربما لأنه يبدو سخيفا نوعا ما أن أغني أمام أحدهم.

لا أستطيع تخيل نفسي أغني أمام جوني أو هانتر، وأتأثر بالكلمات أيضا عن طائر صغير؟

يا للهول، هذا محرج.

لكن صدقا، هذه القصيدة كانت من المفضلات لديّ، كانت تغنيها لي أمي دائما في طفولتي وأخبرتني أن أحدهم علّمها إياها في الماضي، أيام شبابها.

أحبّ حقا هذه القصيدة، هي تحمل كل ذكريات الأيام الجميلة من طفولتي، وأتمنى ألاّ أنساها مطلقا في يوم ما.

'يختبئ الطائر الصغير في عشه'

واصلتُ الغناء أستدعي صوت والدتي وهي تغنيه لي، عيوني أغمضتهما أنسى كل شيء حولي.

أنا أعلم أن لا أحد سيراني بما أن الجميع في كافيتيريا الثانوية يتناولون وجبات غداءهم وآخرون في الحجز، بينما البقية في نواديهم الخاصة يقومون بالأنشطة التي يحبونها.

لا يوجد في حديقة الساحة سوى أنا وغريب الأطوار ذو النظارات والحبوب دِيكي يقرأ كتب أغاثا كريستي ويتحدث بمفرده بينما يحلّل القضية بصوت مرتفع.

لا بأس بِدِيكي لأنه لا يهتم مطلقا حتى لو قطعتُ وريدي أمامه، وبالمقابل، لا أحد يهتم بِديكي أيضا، لذا نعم، سأغني كما أشاء.

الشيء التالي الذي شعرتُ به بينما عيوني مغمضة هو وقوف أحد ما أمامي يغطي الضوء بجسده، مما جعلني أفتح عيناي بسرعة أرى جنجر تقف أمامي بإبتسامة دافئة على شفاهها، هي أمالت رأسها لي تضحك بخفة "الطائر الصغير؟"

يا إلهي! ها نحن ذا.

استقمتُ بسرعة أعتدل في جلستني ونظرتُ إليها بإحراج أهزّ رأسي عدة مرات "هذا لا شيء"

سريع Where stories live. Discover now