الفصل الثاني

65 31 5
                                    

فتحت عينها يهدوء و هي تشعر بالإنزعاج ، لتنصدم بالرمال تتكدس فوق جسدها ، رفعت رأسها بسرعة للأمام ، لكي لا يصل الرمل لمناخير أنفها ثم حاولت تحريك قدمها و لكنها لم تعد تشعر بهم من ثقل الرمال ، أخذت تدير عينيها في الأرجاء فقد كانت داخل صندوق زجاجي ضخم يحيط بها فضاء مظلم للغاية ، رفعت رأسها الأعلى فإنصدمت بوجود فتحة تسمح بمرور الرمال ، فأنزلت رأسها في ذعر فقد بدأت تستوعب حجم المصيبة التي هي فيها الآن
من ناحية أخرى كانت الشمس قد إقتربت من الغروب و الأم واقفة أمام باب المنزل تنتظر عودة طفلتها التي تأخرت على غير عادتها فلطالم كانت إبنة متفهمة لقلق والدتها عليها خصوصا بعد وفاة والدها و الذي سبب صدمة لكل أفراد العائلة ، كانت الأم تأخذ ذهابا و إيابا و هي تنظر لساعتها بقلق ، حتى لمحت شخصا آتيا من بعيد فلتمست أملا من أن تكون إبنتها و إرتسمت إبتسامة صغيرة على شفتيها ، لتختفي تلك الإبتسامة شيء فشيء و تتبدل لقلق عندما تبين أن القادم هو سالي صديقة إبنتها في الثانوية
الأم بصوت حنون يظهر منه القلق : سالي ألم تأتي معك إبنتي سمر اليوم
سالي بإستغراب : سمر ؟ ، لا يا خالة فسمر لم تأتي للثانوية اليوم
الأم و كل من الصدمة و الخوف ظاهرين عليها : ماذا قلتي ؟!
لتسقط مغما عليها فتسارعت سالي في الإمساك بها
سالي بقلق : يا خالة ... إستيقظي يا خالة ماذا حدث لك ؟
كان الحي فارغا و لم تعرف ماذا تفعل فمنزل سمر يقع بعيدا عن الناس لحبهم للهدوء و هذا ما أكسبهم طبعا هادئ و لطيف و لكن في نفس الوقت كان الأمر خطيرا لعدم تواجد الناس بجوارهم لمساعدتهم في حال وقعوا في مشكلة ما ، كالتي هم فيها الآن ، فجأة إتسعت حدقتي عيني سالي و أمسكت هاتفها و أخذت تضغط الأرقام بسرعة
سالي بقلق : ألو ، حيدر
حيدر بإنزعاج : ماذا تريدين ؟ ، تعلمين أني أعمل ؟
لطالم كان حيدر شخص حنون و لكنه الآن مجبور على العمل لساعات ليستطيع تسديد ديون والده الذي خسر كل أمواله في القمار كما عليه جمع المال يكفيهم للقمة العيش و هذا ما جعله قاسي أغلب الوقت و الجميع يخاف منه ما عدا شخص وحيد و هو أخته الصغرى سالي
سالي بقلق : حيدر ... تعال بسرعة لمنزل صديقتي سمر
و ما إن سمع إسم سمر حتى وقف في الحال ، كيف لا و سمر حلم طفولته
حيدر بقلق : ماذا حدث لسمر ؟ ... أقصد هل حدث شيء
سالي : تعال بسرعة ليس لدي الوقت لأشرح كثيرا فوالدة سمر قد أغمي عليها في الطريق و لا أستطيع إدخالها للمنزل لوحدي
حيدر بسرعة و قلق : إنتظرني أنا قادم
حيدر في نفسه : علي أن أذهب لابد أن سمر قلقة على والدتها
فخرج مسرعا من المحل ، فرتطم بمالكه
المالك بغضب : إنتبه لخطواتك كدت أن توقعني
حيدر بإرتباك : أنا آسف و لكن علي الذهاب بسرعة
المالك : و هل أذنت لك بالذهاب
حيدر : لقد حدث أمر طارىء في المنزل و علي الذهاب ، أعدك أني سأعمل عمل مضاعفا غدا ، فهلا أذنت لي بالذهاب
المالك : إسمعني يا حيدر ، أنا أتفهم وضعك لهذا سمحت لك بالعمل عندي و لكن أن تترك عمله في منصفه فهذا شيء لا أسمح به و لكني سأسكت هذه المرة فقط و لكن إن تكرر الأمر فسأطردك
حيدر : شكرا لك
فغادر مسرعا و من ناحية أخرى كانت سالي تنتظر أخاها حيدر ليساعدها في حمل والدة سمر للمنزل ، و بعد دقائق من الإنتظار لمحت أخاها حيدر و هو قادم من بعيد فلوحت له و ما إن رأى حالة والدة سمر حتى أسرع في الركضه
حيدر بقلق : سالي ما الذي حدث
سالي : ساعدني في حملها أولا
فحملها بين ذراعيه بدون الحاجة لمساعدة أحد فقد كان ضخم البنية على خلاف أخته سالي التي كانت ضعيفة
البنية حتى أن حجابها يبدو فضفاض جدا عليها .

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) Where stories live. Discover now