الفصل الثامن : الذكريات

35 20 9
                                    

في مكان شديد الظلام تفتح سمر عينيها و هي تشعر بألم شديد أسفل ظهرها نتيجة السقطة
سمر و هي تكتم غيضها : تبا لذلك الأحمق
فأخذت تحرك أصابعها كعالم مجنون : فقط لو يسقط في يدي سأتلذذ بتعذيبه ، أجل هههههههه ( كانت ضحكة مجنونة )
فجأة تشعر بشيء يتحرك أمام قدمها ، فتنظر ناحيته بإنزعاج فتجمدت مكانها و بدأت تتعرق بشدة لقد كان عقرب أسود صغير الحجم و لكنه يظل عقرب ، فقامت بجر نفسها للخلف مبتعدة عنه بسرعة البرق فحتى هي لم تصدق السرعة التي تحركت بها ، تمسكت بالحائط التي كان خلفها بقوة و هي تراقب العقرب بخوف ، فشعرت و كأن هناك شيء يتحرك على الحائط بإتجاهها فحركت رأسها بصعوبة لترى حية تقترب منها فتفضت هاربة على قوائمها الأربعة لتتفاجىء بسرب من العناكب و العقاب يقترب منها فضاق بؤبؤ عينيها و زادت دقات قلبها و سرعة تنفسها فقد كانت محاطة من كل الإتجاهات فجأة نزل حبل رفيع من الحفرة التي سقطت منها فتمسكت به و هي تحاول الصعود و ما أن صعدت حتى أصبحت العناكب و العقارب أسفلها تماما ، فتنفست صعداء و ستمرت في الصعود بصعوبة بالغة و يزداد صعوبة الأمر مع كل تقدم نظرا لعدم وجود شيء تتشبث و تعرقها بسبب الحرارة و الجهد الذي تبذله و الذي يجعل الحبل ينزلق بين يديها ، فجأة شعرت بما زاد الطين بلة نعم إن الحبل سينقطع فزادت من سرعة صعودها فزاد نسبة تمزقه و أخيرا قد إقتربت من الحافة و لكن لم يتبقى من الحبل إلا خصلات من الخيط تمسك به و ما إن إبتسمت لوصولها للأعلى حتى تمزق الخيط المتبقي
و قبل أن تسقط سمر للأسفل تمسكت بحافة الحفرة بيد واحدة و بصعوبة وضعت يدها الثانية على الحافة ، كانت مشاعر سمر مختلطة في تلك اللحظة و لا تعلم ماذا تفعل فكل ما تعرفه هو أن عليها العيش ، حاول رفع نفس و لكن بدون فائدة فلو تخطأ و لو بحركة صغيرة سنتهي لها الأمر طعاما للعناكب و الثعابين ، "ماذا سأفعل" هذا ما كانت تفكر به في تلك اللحظة التي تجزم أنها كانت من أسوء لحظات حياتها ، بعد لحظات بدأت سمر تتعب و تتعرق مما جعل التمسك بالحافة أصعب و أصعب ، فجأة شعرت سمر بشيء ينظر إليها من الحافة فرفعت رأسها و هي تأمل أنها تتوهم و لكن شتان ما بين الحلم و الحقيقة فما أن رفعت رأسها حتى وقعت عيناها في عيون بنفسجية حادة تعود لشخص ملثم بقناع أسود ، فشعرت سمر بقشعيريرة تسري في كل أنحاء جسدها
سمر بصوت مرتجف : من ... ( ثم قامت ببلع ريقها ) من أنت
فبتسم ذلك الشخص ثم بدأ يضحك بطريقة مجنونة و هيستيرية ، و فجأة هدأ ضحكه و نظر في سمر و هو يميل رأسه بزاوية 120 درجة بنظرات قاتلة و مجنونة و إبتسامة صغيرة شريرة تزين وجهه ، فقترب أكثر من سمر فرفع قدمه فوق أصابعها تماما ، فضاق بؤبؤ عيني سمر و ظهر عليها الهلع أكثر و أكثر فأخذت تحرك رأسها يمينا يسار  بنظرات مملوءة بالترجي لكي لا يفعل ما يفكر فيه ، فأبعد الشخص قدمه و قد تغيرت ملامحه لملامح مملوءة بالحزن و الشفقة ، فجلس على قدم واحدة و مد يده لسمر فندهشت سمر من تصرفه و قد ظهر ذلك من إتساع عينيها فمدت يدها هي الأخرى ، فأمسك بيدها و رفعها بقوة و فرتفع رأسها بمقابلة رأسه و هو يبتسم بلطف
سمر بتوتر : هلا ... أحم أحم ... هلا أنزلتني
الشخص و هو لا يزال يبتسم بلطف : بالطبع
ثم بدأ بفلت يدها ببطيء و هي لا تزال في الحفرة
سمر بهلع : ما الذي تفعله
فوضعت يدها الأخرى على الحافة و قامت بدفش الشخص بيدها الأخرى ، فسقط الشخص على الأرض و سقط قناعه أما سمر فقد تمسكت بالحافة بيد واحدة ثم رفعت يدها الأخرى و بصعوبة إستطاعة الصعود ، فجلست على ركبتيها تعبة ، أما ذلك الشخص فقد وقف مرة أخرى على قدميه ، فرفعت سمر عينيها ناظرة إيه فضاق بؤبؤ عينيها من شدة الدهشة
سمر بإندهاش : روان
و ما إن سمعها روان حتى تيبس في مكانه
سمر بتلعثم : روان هل هذا أنت
فظهرت صور مشوشة أمام عيني روان كانت صور لطفل يتعرض للضرب ، فبدأ فمه بالإرتعاس و هو يحرك عينيه يمينا يسار ، ثم قام بإنزال رأسه قليلا و قد ظهرت لقطة مشوشة أخرى أمامه لقطة شخص يهشم رأس الشخص المقابل له بصحن الطعام الزجاجي ، فرفع رأسه و أعاده للخلف و هو يثني كتفيه للخلف هي الأخرى ثم قام بثني رقبته يمينا ويسارا و قد كان عيناي تشع غضبا ، إقتربت سمر منه بهدوء أثر الصدمة
سمر بهدوء : روا...روان ، روان
فظهرت ذكرى في رأس روان ( إمرأة تقترب من طفل و هي تبتسم بشر " روان حبيبي تعال لعند أمك بتلعب معك قليلا " قالت ذلك بصوت حنون عكس إبتسامتها التي تظهرها
الطفل و هو يبكي بصمت و هو يحرك رأسه يمينا يسار بالنفي و بصوت متلعثم : أمي أرجوك لا تضربيني
الأم بإبتسامة مجنونة : بالطبع لن أضربك عزيزي تعال لأمك فقط
الطفل بإرتعاش و الدموع تغزو عينيه : أمي أرجوكي
فثنت الأم ضهرها بهدوء و هي تقف أمام إنها و فجأة باغتته بكف قوي أسقطه أرضا
الطفل و هو يصرخ بألم : أمييي أرجوكي ... لا تضربيني هذا مؤلم جدا أميييي
فأمسكت والدته الحزام و هي تبتسم فنهالت عليه ضاربة
و الطفل يصرخ بأعلى صوته
الأم و هي تضحك : أجل أصرخ أصرخ بصوت أعلى
فختلطت الذكريات في رأس روان و قد كانت اللقطات الأخيرة هي صوت أمه تناديه ثم لقطة ضرب الشخص للشخص الآخر و هشم رأسه
فختلط صوت أمه بصوت سمر و قد أصبحت سمر أمامه فلكمها على فجأة بقوة كبيرة و هو يصرخ " أسكتي "
سقطت سمر على الأرض ، و روان ممسكا برأسه بهلع و عينيه تتحرك في كل مكان
روان بصوت مرتجف : أسكتي
فجلس على ركبتيه غالقا أذنينه بيديه .

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن