الفصل الرابع عشر :

30 19 0
                                    

مشهد آخر ( قبل بضع دقائق ) :
جلس مروان بمقابلة منير ، الذي كان ينظر في مروان بعين ناعسة و إبتسامة
منير بهدوء : إذا تكلم
مروان بإبتسامة : حول ماذا بالضبط
منير بهدوء و هو يضح يده على خده بحيث كان يتكأ برأسه عليها : لماذا أصبحت ممثل
مروان و قد ضاق بؤبؤ عينيه و قد مرت ذكرى مشوشة من أمامه ( طفل ذو شعر أبيض بملامح غير واضحة و هو متحمس و يشير ناحية التلفاز : أخي أريد توقيع هذا الممثل
طفل صغير أمامه و هو يبتسم بغرور : لماذا أطلب توقيعي أنا لأني سأصبح أفضل و أشهر منه
الطفل الصغير بإبتسامة : لا أريد
الطفل الآخر  باتستغراب : هاه ، أتقصد أني لن أصبح ممثل مشهور
الطفل بإتسامة بريئة : لم أقل شيء
الطفل الآخر و قد وقف هو يشير بإصبعه ناحية أخيه بإغتضاض : ستمر الايام و سترى أني سأصبح أفضل منه و عندها لا تأتي و تطلب توقيعي
ظل الطفل ينظر في أخيه بإندهاش ثم إنفجر بالضحك ببرائة مما جعل أخاه يحمر خجلا )
منير بهدوء : هممم ، هل سؤالي صعب لهذه الدرجة للتأخر في الرد
مروان و قد إستيقظ من شروده : لااا ، أعتذر ( فقام بوضع يده خلف رقبته ) لقد تذكرت شيء قديم ليس إلا ، ( ثم نظر في منير بإبتسامة و ثقة : ما جعلني أصبح ممثل هو حبي للتمثيل أولا ، و أيضا ...
منير و هو ينظر لمروان بعيونه الناعسة و هدوء و بإبتسامة غريبة : بسبب وعدك لشخص
مروان بإرتباك : ماذا ....
ظل منير لا يزال ينظر في مروان ، ثم رفع رأسه عن يده و حمل قطعة من الشوكولاتة السوداء التي كان أمامه
منير و هو ينظر في مروان بنصف عين : لذيذة لكنها تسبب التسوس
مروان بإستغراب : هاه...
منير و هو يريه قطعة الشوكولاتة : الشوكولاتة ، رغم أنها لذيذة للمذاق لكنها تسبب التسوس ، هكذا هي بعض الأشياء في حياة الإنسان لها جانب جميل كما لها جانب سيء
مروان في نفسه بإستغراب : ما الذي يقوله مجددا
منير و قد توقف عن الكلام و نظر في مروان و ركز نظراته على عينيه : ما الذي يقوله مجددا هذا ما تفكر
فتغيرت ملامح مروان للصدمة ممزوجة بالإستغراب ، و لكنه سرعان ما عاد لطبيعته و إبتسم : لا أفهم ما تقصده بكلامك
منير و هو يدير رأسه ناحية النافذة : و لن تفهم ، على الأقل حاليا ، فمن عادة البشر أنهم لا يفهمون الأشياء إلا بعد فوات الأوان ، لا يتعلمون الدروس إلا بعد أن يتلقوا صفعة قوية من الحياة
مروان في نفسه بخوف : في البداية كان مريب و الآن أصبح مخيف أريد الذهاب من هذا المكان
منير بإندهاش : لقد توقف المطر ، و ظهر قوس المطر
مروان باتستغراب : ماذا
منير بهدوء : غريب ، كيف يمكن أن يظهر هذا اللون الجميل بعد كل تلك الأمطار الغزيرة ، كيف يمكن أن يظهر شيء يدل على الحياة بعد أن مر عليها شيء يبشر بنهاية الحياة
مروان بهدوء : لماذا ألا تظن أن المطر رزق
فإتفت منير له بهدوء : هو كذلك فعلا ، و لكن المطر الذي لدينا يسبب فيضانات لهذا فهو على الأغلب هو عقاب و ليس رزق
منير بهدوء : و لكن ....
منير و هو شارد الذهن واضع يده على زجاج النافذة : في هذا البلد لا وجود للعدالة رغم وجودها ، في هذا البلد الشعب فقراء رغم أنهم أثرياء ، في هذا البلد قليلا من يؤدي الصلاة في وقتها و أغلبهم يأمرونك بالصلاة ، في هذا البلد لا يوجد شيء بالشكل الذي يجب أن يكون عليه رغم أن الأمر يبدو طبيعي
فلتفت ناحية مروان فوضع يديه على الكرسي : على كل أخبرني لماذا تظن أنك تستحق دور البطولة
فنصدم مروان من السؤال الذي لم يكن متوقع ، فجلس منير على كرسيه و وضع رأسه على المكتب : أخبرني عندما تتوصل إلى الجواب
مروان بهدوء و ثقة : لأنه لا يوجد شخص أفضل مني في التمثيل
فرفع منير رأسه بإندهاش ، فنظر مروان فيه بتحدي و فجأة أسقط منير رأسه على المكتب : أنت واثق جدا بنفسك ، و لكن هذا جيد
مروان بهدوء و ثقة : و لكن ألم يكن الغرض من هذه المقابلة هو لمناقشة العمل و ليس ....
منير بهدوء و هو ينظر في مروان بعيونه الناعسة : أنا أعلم ، و لا تقلق بهذا الخصوص لأنك ستأخذ المبلغ الذي تريده
مروان بهدوء و جدية : ليس هذا ما قصدته
منير بهدوء و هو يشير بنظراته الناعسة باتجاه الطاولة : العقد أمامك إقرأه و وقع عليه ، و أخبرني بما لم يعجبك
مروان بإبتسامة : حسنا
مروان في نفس و هو مغتاض : كان العقد هنا طوال الوقت و مع ذلك تركتني أسمع لكلامك الغريب
قام مروان بحمل العقد و قرائته بهدوء
مروان في نفسه : المبلغ جيد بالفعل كما أن مدة التمثيل لن تأخذ مني فترة طويلة ، دعني أرى المستحقات التي يجب علي دفعها ما إن إستقلت
فتغير و ظهرت على ملامحه الصدمة
مروان في نفسه بإبتسامة مرة كمن تعرض لطعنة للتو : كان يجب أن أعرف أن المبلغ لن يكون بسيطا
فنظر مروان ناحية منير الذي كان ينظر له بهدوء
مروان في نفسه : و لكن مدة تصوير الفيلم قصيرة في نفس الوقت فلا شيء يدفعني للإستقالة ، كما أني أستطيع تحمل هذا الشخص ( فنظر لمنير بنصف عين ) لفترة
منير بهدوء : أشعر و كأنك فكرت في نسبة إستقالتك
فتغير وجه مروان للصدمة
مروان بإرتباك : كيف عرفت
منير بإتسامة و هدوء : كان مجرد شعور لكنك أثبته لي الآن
مروان بإبتسامة مشرقة : سيد فريد أتريدني حقا أن أوقع العقد
منير بإبتسامة : بالطبع
مروان في نفسه و هو مغتاض : إذا لماذا تحاول إقناعي بكلامك هذا بالعكس
مروان في نفسه بهدوء : على كل هذا عرض لن يتكرر ، كما أن شركة f a ستدفعني للأعلى في مسيرتي المهنية ، علي ألا أتردد
مروان بجدية و هو ينظر ناحية منير : القلم
منير و هو يشير ناحية علبة الأقلام بعينيه : إحمله أنه لأنه بعيد عني
فنظر ناحية الأقلام فوجدها على بد سنتمترات فقط من يد منير
فتنهد و أخذ القلم و وقع على العقد بهدوء ، فظل منير ينظر له بإبتسامة
منير و هو يرفع حاجبه : هل أنت أعسر
مروان بإستغراب : نعم ، هل هناك مشكلة في ذلك
مروان في نفسه : كيف لاحظ ذلك
منير في نفسه : هل أستطيع إخباره أني أريد أخذ صورة ليده ، و لكن ألن يبدو الأمر غريبا...... على كل هو يظنني كذلك بالفعل
منير بإبتسامة : هل أستطيع أخذ صورة ليدك
فسعل مروان بقوة
مروان في نفسه : ما الذي يقوله هذا المجنون
منير و هو يشير بيده ناحية أحد آلات تقديم الماء الموجود في المكتب : بإمكانك شرب الماء من هناك
مروان في نفسه : هل هو كسول لهذه الدرجة ماذا لو كنت أموت ، كان سيقول لي إتصل أنت بالإسعاف لأن جيب بعيد عن يدي و لا أستطيع حمله
كان مروان يسعل بشدة ، لدرجة إحمرار وجه و إدماع عينيه
منير في نفسه بهدوء : لا حقااا يبدو أني سأضطر للوقوف
فأمسك بالمكتب و حاول الوقوف
منير في نفسه : من المستحيل أن أستطيع الوقوف قدماي المسكينتان مخدرتان من شدة التعب و تحتاجان للراحة
كان منير يخطي خطواته ببطيء ناحية الآلة ، و بعد لحظات وصل إليها أخيرا و رغم أنها بضع سنتميترات إلا أن منير قد شعر أنه قد قطع الصحراء
منير و قد جلب الماء لمروان : تفضل إشرب
منير في نفسه : الله ياخذك ، إنكسرت قدماي من السير
فأخذ مروان و تجرع بعض جرعات من الماء و فجأة سقط منير مغما عليه ، فقام مروان ببزق ما كان يشربه من الماء و بدأ يسعل بقوة ، فقترب من منير و هو لا يزال يسعل ليرى ما إن كان يتفس و ما إن إقترب مني حتى سمع صوت الشخير ، فوقع على قدمه من هول الصدمة
مروان في نفسه : تبا لك ، هل تريد قتلي ، كدت أفعلها في سروالي

مشهد آخر بالعودة للحاضر :
مروان بهدوء : كنت سأموت من شدة الخوف عندما أغمي عليه فجأة و لكن إتضح أنه قد نام
أديل بهدوء : و ماذا حدث بعدها
مروان بهدوء و حذر : بعد لحظات إستقيظ فغاردت مسرعا
أديل بهدوء : هل تظنه مجنون لأن الذي كلمته على الهاتف غير هذا الشخص
مروان و هو يشير بإصبعه ناحية أديل : تماما الذي كلمته كان لديه بعض الهيبة في صوته ، محتال و في نفس الوقت تستطيع أن تحتال عليه
أديل و هو يشير بإصبعه هو الآخر : و ركزلي على هذه النقطة ، فالبرغم من أن الشخص الذي رأيناه في المكتب كسول جدا و غريب أطوال إلا أنه حذق جدا يلاخظ الأمور بسهولة و يصعب خداعه على خلاف من كلمناه
مروان بهدوء : تماما
أديل و هو يربع يديه : إنه غريب أطوار حقا
ثم نظر في مروان بإبتسامة : لقد ظننتك مخنث في البداية و لكنك أعجبتني يا صاح ( قال ذلك و هو يضرب ساعد مروان بخفة ) ، فلنصبح أصدقاء ( قال ذلك و هو يمد يده ناحية مروان )
فرفع مروان كتفيه بإبتسامة : لا أمانع
فقام بمصافحة أديل
فقترب خبير المكياج من كل من مروان و أديل : أتنما من ستؤدون دور البطولة صحيح
فهز كل من مروان و إديل رأسيهما
الخبير : إذا تعاليا معي لوضع المكياج
مشهد آخر :
في نهاية اليوم ، خرج كل من مروان و أديل من الشركة
أديل بإبتسامة : مروان فلنذهب معا
مروان بهدوء : حسنا ، و لكن سيارتي عند الميكانيكي
أديل بإنزعاج : و أنا أيضا ، ماذا نفعل الآن
مروان بهدوء و إبتسامة : ستأتي أختي الكبرى لإيصالي
أديل بإبتسامة : واو لديك أخت كبرى ، إذا كم عمرها
مروان بصف عين : لا تحاول الإقتراب من أختي و إلا فسأنسى أنك صديقي ، ( فتغيرت نبرته للهدوء مجددا ) كما أنها ستجلدك شخصيا لأنها ظابطة في الشرطة ، و تكره المتحرشين
أديل بإنزعاج و هو ينظر في مروان بنصف عين : و هل أبدو لك كمتحرش ، كنت سأقصدها في الحلال
فنظر فيه مروان بنصف عين و بنبرة جدية لم يسبق لمروان التكلم بها من قبل : في الحلال لا تضحكني ، عليك أن تكون شاكرا لأني لم أضربك بعد و لازلت آخذ الأمر على شكل مزاح
أديل و هو يشير على مروان بالهدوء : إهدأ لقد كنت أمزح حقا ، أنا أيضا لا أريد الإرتباط بشرطية لأني إن أغضبتها فستتحول إلى طرزان
مروان و هو يضحك : هي كذلك حقا
فجأة وصلت سيارة هند ، فأوققت السيارة بالقرب من باب الشركة
فقتربت من مروان و شعرها يتطاير في الهواء و هي تبتسم ، فتسعت حدقتى عيني أديل إنعس أشعة غروب الشمس على عينيه الزرقاوتين و على شعر هند المتطاير .

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) Where stories live. Discover now