الفصل العشرين :

25 18 0
                                    

لحقت هند بنور بسرعة للغرفة
كانت نور جالسة في سريرها و هي مصدومة و الدموع تنزل من عينيها بهدوء ، دخلت هند بهدوء و جلست بجانبها
هند بهدوء : نور
نور و هي غاضبة : لقد كنت تعلمين بالأمر صحيح
هند بتوتر و هي تشيح بنظرها عن نور : لا أعلم عما تتحدثين
نور غاضبة : كنت تعلمين أني متبناة كمروان مع ذلك لم تخبريني ، أنا أيضا ...( إنفجرت بالبكاء ) أنا أيضا ... لست سوى مشروع مالي لهذه العائلة
هند بتأثر : نور إسمعيني
نور صارخة : ماذا تريدينني أن أسمع المزيد من الأكاذيب
هند بعيون ممتلأة بالدموع : نور الأمر ليس كذلك إسمعيني ، الحقيقة هي ....
نور صارخة : الحقيقة هي أنك أنانية لا تفكرين إلا بنفسك ، كيف أخفيت عني شيء بتلك الأهمية
هند بتلعثم : لا يا نور ، أنت كنت تهينين مروان كثيرا لهذا....
نور صارخة : مروان موران مروان ، أنت لا تهتمين لشخص غير مروان
هند بإنصدام : نور ما قصدته هو ....
نور و قد هدأت قليلا بعد أن تحول وجهها للأحمر من الصراخ و الدموع تنزل من عينيها و هي تشير لهند بالسكوت : مروان ليس هنا ، لذا يمكنك المغادرة
هند بإنصدام : نور ...
نور صارخة : غادري
فغادرت هند الغرفة بهدوء ، فقابلها مروان كان قد إنتهى من صعود الدرج
مروان بقلق : ما بال نور
هند بإبتسامة حزينة : لا شيء ، تريد البقاء لوحدها قليلا
مروان بقلق : لا ، لقد حدث شيء لنور فهذه المرة الأولى التي أراها في هذه الحالة
هند صارخة بصرامة : هي لا تريد أي شخص ليهتم بها و بمشاكلها لهذا لا تتدخل
مروان بإنصدام : و لكن ؟
هند و هي تجر معها مروان بعد أن أمسكت بأكمامه : فلنتركها لوحدها فقط
دخلت هند مع مروان لغرفته و جلسو على سريره
مروان بهدوء : هند ....
هند بصرامة : أرجوك مروان إن كان الموضوع عن نور فلا أريد التكلم
مروان بهدوء : حسنا
فظلو ساكتين لفترة في أجواء متوترة بعض الشيء ، فأمسك مروان يد هند بهدوء
مروان بهدوء : هند ، ماذا ستفعلين بالصور
فأمسكت هند رأسها بإنزعاج
هند : لقد نسيت أمرها تماما ، لا تقلق سأخفي وجهك من الصور و لن أخبر الشرطة عنك
مروان بهدوء : بصراحة هناك شيء آخر
هند بتعب : ماذا هناك أيضا
مروان بهدوء : بصراحة لقد إتخذت قرار مهم و أريد أن أخبرك به
هند بهدوء : و ما هو
مروان بهدوء : لقد قررت ... ترك التمثيل
هند صارخة : ماذا
فنفجر مروان ضاحكا
مروان : لقد كنت أمزح معك ليس إلا
هند غاضبة و هي تقرب يديها من مروان : مروان هل تريدني أن أخنقك
مروان بإبتسامة : على كل لقد إتخذت قرار مهم حقا
هند بإنزعاج ممزوج مع الغضب : إن كنت تمزح هذه المرة أيضا فصدقني لن أرحمك
مروان بهدوء : لقد قررت البحث عن روان
هند بإستغراب : روان ؟؟؟
مروان بإبتسامة : أجل أخي الصغير ، إسمه روان ، هل نسيتي
هند بهدوء و حزن : أجل صحيح
مروان بإبتسامة : لقد أقنعني شخص هذا الصباح أنه علي أن لا أنسى أخي مهما حدث و أنه علي البحث عنه
هند بإستغراب : و لكن كيف ستجده ، فالبحث عن شخص واحد في مدينة كالبحث عن إبرة في كيس من القش
مروان بإبتسامة : حل هذه المشكلة عندي ، فأخي   روان ليس كأي شخص فقد ولد بصفات فريدة لا توجد إلا واحد في مليار شخص ، فعيونه بنفسجية و شعره أبيض و البحث عن هذه الصفات في مدينتنا هي كالبحث عن النور الساطع في وسط الظلام الدامس
هند بإبتسامة مترددة : هكذا إذا ، أتمنى أن تجده بسرعة إذا
مروان بإبتسامة : و أتمنى ذلك أيضا

مشهد آخر :
دخل فريد للمنزل بهدوء هو مرهق ، ليقابله جسد رشيق ، متوسط الطول لفتاة جالسة تنزع كعبها العالي و هي ترتدي بدلة كلاسيكية
فريد بهدوء : ريا....
فلتفتت ريا ناحيته بهدوء و إبتسامة ، لقد كانت طبق الأصل عن نيا
ريا بهدوء و هي تضع يدها خلف رقبتها و هي تحركها يمينا و يسارا : أنا مرهقة
فريد بإبتسامة مرهقة : و أنا أيضا
خلعت حلقاة أذنها و رفعت شعرها بهدوء و ربطته ربطة ذيل الحصان ، ثم وقفت و إقتربت من فريد بهدوء ، فأمسكت أكمام بدلته
ريا بحزن : أعتذر لم أظبخ للعشاء لا بد أنك جائع ( ثم تكلمت بسرعة ) سأذهب لأصنع لك شيء على السريع
فأمسك فريد يدها بهدوء
فريد بإبتسامة هادئة : لا بأس ، أعلم أنك لم ترتاحي حتى الساعة ( إمسك كتفيها فأجلسها على الكرسي ) إنتظري سأطلب الأكل من الخارج
فوقفت ريا بهدوء و هي تبتسم إبتسامة شقية بعد أن عضت شفتها السفلية
ريا بنبرة مسكينة تعكس ذلك تماما : و لكن أكل الخارج غير صحي ( ثم إرتسمت إبتسامة خجلة على شفتيها ) خصوصا على الحوامل
ثم نظرت له بنصف عين و هي تعض شفتها السفلية ، بينما كان فريد ينظر للأرض في هدوء
فريد بهدوء : أنت محقة و لكن ....
فجأة إتسع بؤبؤ عينيه و كأنه قد لاحظ شيء لتوه ، فتردد في الإبتسام من الدهشة
فقترب من ريا غير مصدق و أمسك يدها
فريد غير مصدق : ريا .... هل أنت ..... هل أنت حامل
فرفعت نظراتها إليه في خجلت و هزت رأسها بهدوء ، فإرتسمت إبتسامة على شفتيه
فريد بإبتسامة و هو لا يزال غير مصدق : ريا ، تقصدين أني سأصبح أب
فهزت رأسها بإيجاب مجددا ، فحملها بسرعة بين يدها و قام بإدارها و هو يصرخ " سأصبح أب و أخيرا ، يا عالم سأصبح أب " بينما كانت ريا تضحك بصوت عالي
أدارت ريا يديها خلف رأس فريد بهدوء
ريا و هي تبتسم : هيا أنزلني الآن
فريد بإبتسامة : لا سأحملك حتى يوم الولادة
ريا و هي تنظر في فريد بإبتسامة شريرة و نظرة ليس لها أي تفسير : هل أنت واثق
فريد بسعادة : أكيد
ريا بسعادة : إذا خذني لغرفتنا
فحملها للغرفة و ما إن دخل حتى دعس على خيط كان مربوط بين طرفي الباب ، فنفجر اللونين الأزرق و الوردي في كل المكان فظهرت عبارات " هل هي صبي " و أخرى " هل هي فتاة " و قد كان المكان مملوء بالبالونات الزرقاء و الزهرية و كان هناك كعكة على السرير ، كان فريد مبتسم طوال الوقت من فرط السعادة
فريد بسعادة و هو ممسك بيدي ريا : متى جهزتي كل هذا
ريا بسعادة : منذ قليل فقط ، هل أعجبك
فريد و قد إمتلأت عيونه بالدموع : كثيرا هذه السعادة لم أحلم بها قد شكرا لك
فعانق ريا بقوة ، أما ريا فقد إمتلأت عيونها بالدموع هي الأخرى و عانقته أيضا .

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) Where stories live. Discover now