الفصل الثاني عشر : الإستجواب و صدمات

34 20 6
                                    

وصلت هند لمخفر الشرطة فأسرع إليها أحد الشرطة الموجودون هناك
الشرطي : صباح الخير سيدي الظابط
هند بجدية : كيف حال الضحية ؟ و أين المشتبه بهما؟
الشرطي بجدية : الضحية في غيبوبة و حالتها لا تزال حرجة ، أما المشتبه بهما ، فهما معنا في الداخل
هند بجدية كبيرة و صوت هاديء : لماذا نضيع الوقت إذن ، لندخل و نرى ماذا لديهم
الشرطي : حاضر
كانت سالي و مرام جالستان أمام مكاتب الشرطة تنتظران قدوم الظابط المسؤول عن القضية ليقوم بالإستجوابهم ، كانت سالي لا تنفك عن البكاء أما مرام فقد كانت ترتجف من الخوف و لكنها إستطاعت السيطرة عليه فهي إبنة مسؤول كبير على خلاف سالي التي من عائلة شديدة البساطة
دخلت هند و نظرت في سالي و مرام بنصف عين ، كانت تبدو شديدة القسوة على خلاف طبيعتها الحقيقية و لكن هذا ما يتطلبه الواجب
هند موجهة كلامها لسالي : سنبدأ بالإستجواب معك و إياك أن تفكري بالكذب علي و محاولة تضليل سير التحقيق
سالي بصوت مرتجف : لن أفعل و لن أرجوكي أخبريني كيف حال الخالة
هند بنبرة قاسية خالية من المشاعر : أظن أنه عليك التفكير بنفسك فقط في الوقت الحالي
هند : أيها الشرطي أحظرها لغرفة الإستجواب
الشرطي بعد أن إقترب من سالي : تفضلي معي
فوقفت سالي بهدوء و إتجهت مع الشرطي إلى غرفة الإستجواب فلحقت بهم هند فنظرت لمرام بنصف عين فلتقت أعينهما معا ، فأغلقت هند عيناها فأكملت طريقها
جلست سالي على الكرسي و هي لا تزال تبكي بينما إكتفت هند بالوقوف تنظر لسالي بصرامة
هند بصوت هاديء تقشعر له الأبدان : أخبريني بكل شيء قد حدث و بتفصيل الممل من اللحظة التي إختفت فيها الفتاة حتى هذه الساعة و لا تنسي شيء ، فكل شيء تقولينه قد يعود إليك أو عليك
سالي بصوت مرتعش : حسنا
فضربت هند طاولة الإستجواب بقوة
فقفزت سالي من مكانها
هند بصوت مرتفع : توقفي عن البكاء
سالي و قد زاد إمتلاء عيونها بالدموع و إرتعاشها : أنا آسفة... آسفة.... أنا آسفة
هند بقلق تحاول إخفائه : هيه هل أنت بخير
سالي و هي لا تزال تبكي مكررة إعتذارها : أنا آسفة ... أنا آسفة
هند في نفسها : يا إلهي يبدو أني قد بالغت قليلا
إقتربت هند من سالي بسرعة واضعة يديها على كتفيها
هند بصوت قلق : هل أنت بخير ، إهدئي قليلا ، لست حيوان مفترس لتخافي
فضمتها إلى صدرها و هي تربت على كتفها بهدوء : إهدئي فأنت تجعلينني أشعر بالذنب
هدأت سالي قليلا و رفعت راسها عن صدر هند بسرعة
سالي بتوتر : أنا...
هند بإنزعاج : أرجوكي لا تعتذري
نظرت هند لقميصها فوجدته قد إمتلأ بالدموع و المخاط
هند بإشمئزاز : أنظري ماذا فعلتي
سالي و هي مصدومة و خائفة : يا إلهي ماذا فعل و الله لم أقصد ذلك
هند هي تنزل كفيها و ترفعهم : لا بأس لا بأس لا تبكي فقط
سالي بتوتر : هل أنت واثقة من أنه لا بأس بذلك
هند بسرعة : أنا واثقة بل و واثقة جدا
سالي برضى : شكرا لك أنا ممتنة
هند بإنزهاق : ماذا حدث بالتحقيق
هزت سالي راسها بهدوء فجلست عند في مقابلتها
سالي بهدوء : لقد بدأ الأمر عندما ذهبت للجامعة و فلاحظت تغيب سمر ، لهذا أخذت لها الواجب و لأسئلها عن سبب تغيبها ، فصادفت والدتها أمام الباب و قد بدى عليها القلق و ما إن أخبرتها أن سمر لم تأتي للمدرسة حتى أغمية عليها
هند بهدوء : كم كانت الساعة حينها
سالي بهدوء : حوالي الساعة السادسة مساءا
قامت هند بتدوين بعض الملاحظات ثم نظرت بهدوء
هند لهدوء : ماذا حدث بعدها
سالي بهدوء : لقد كنت خائفة و متوترة خصوصا أن الخالة تعيش بعيدا عن الناس ، لهذا إتصلت بأخي حيدر
هند مقاطعة سالي : و من هذا و ما علاقته بالضحيتين
سالي بهدوء : هذا أخي الأكبر حيدر يكبرني أنا و سمر بسنتين و يعمل بالقرب من منزل سمر و هو معجب بسمر منذ الطفولة و كان يخطط لخطبتها عندما يصبح عمرها 23 سنة
هند : أوه تربطه بالضحية قصة حب ، إذا ماذا حدث بعدها هل إشترى الخاتم أم ليس بعد
سالي بهدوء و إبتسامة حزينة : ليس تماما أخي حيدر يحب سمر من طرف واحد أما سمر فلا تعرف أي شيء بخصوص مشاعره و لكنه قد إشترى لها خاتم صحيح أنه ليس بالضخم و لكنه قد كسبه بعرق جبينه
هند و الدمعة على طرف عينيها : يا لها من قصة حب مأساوية
هند بإنزعاج : هل تمزحين معي قصدت أن تخبريني بالأهم لا أن تجرحي قلب هذه العزباء
سالي بتوتر : أنا آسفة
هند ممسكة برأسها : أرجوك ليس مجددا ، أنا أعتذر (فقامت بتحريك كفها بطريقة تقصد بها أن تتفضل بالكلام ) أرجوكي أكملي
سالي بهدوء : طلبت من أخي أن يأتي ليساعدني في إدخال الخالة و بما أن الأمر يتعلق بسمر فقد وصل بسرعة
هند بملل : إختصري ، إختصري
سالي بهدوء : أنت من طلب مني أن أتكلم بالتفاصيل
هند ممسكة برأسها : إعتبرينا لم أقل شيء
سالي بهدوء : إذا أأختصر
هند و هي على وشك أن تبكي : أرجوكي
سالي بسرعة : وصل أخي فأدخلناها ثم غادر باحثا عن سمر و بقيت أنا مع الخالة في المنزل ثم إتصل الخاطف و قال أن ننسى أمرها ، فأتينا لمخفر الشرطة لنخبركم لأنه لم يخبرنا أن لا نخبركم فحدث الحادث
هند و قد سقط رأسها على الطاولة : هل تستطعين أن تنسي ما قلته بخصوص أن تختصري في الأسئلة القادمة
فهزت سالي رأسها بهدوء بالقبول
هند بهدوء بعد أن تنهدت : تقصدين أن الخاطف قد إتصل بكم و قال أن تنسو أمر الضحية و لم يهددكم و لم يطلب فدية و لم يهتم بتحذيركم من إخبار الشرطة
سالي بهدوء : نعم
هند بهدوء و جدية : إذا فالمجرم له عداوة شخصية مع الضحية
هند بهدوء : سالي إسمعيني جيدا و ركزي في كلامي و حاولي أن تتذكري هل لسمر عداوة مع شخص ما
سالي بهدوء : عداوة ...
و بعد القليل من التفكير قامت سالي بهز رأسها بالنفي
سالي بهدوء : لا يوجد فسمر شخصية مرحة بعيدة عن المشاكل و الجميع من في المدرسة يحبها فلا أستطيع أن يخطر على بالي شخص يكرهها
هند بعد أن فكرت للحظة : حسنا تستطيعين الذهاب و لكن لا يمكنك ترك المدينة حتى ننتهي من التحقيق و سنتصل بأخيك ليأتي و يأكد لنا إفادتك
سالي بهدوء : شكرا لك
فغادرت و ما إن إقتربت من الباب حتى ٱلتفتت ناحية هند
سالي بهدوء و قد إمتلأت عيونها بالدموع : هل أستطيع مقابلة الخالة
هند بهدوء : أعتذر فحالتها حرجة و لا يمكنني أن أتركك بالقرب منها بسبب حالتها أولا و بسبب أنك أحد المشتبه بهم أتمنى أن تتفهمي
سالي بامتنان : حسنا شكرا لك ، أنت لطيفة إبقي دائما على طبيعتك هذه
فغادرت سالي أما هند فقد إبتسمت بهدوء
هند في نفسها : أتمنى لو كنت أستطيع و لكني مرتبطة بالواجب
فوقفت و إقتربت من الباب ، فأسرع إليها نفس الشرطي من الوقت السابق
الشرطي : سيدي كيف كان التحقيق
هند ببنبرة حادة : لماذا لم تخبرني أن المشتبه به حساسة جدا
الشرطي بإرتباك : أنا آسف لم أظن أنه أمر مهم
هند بنبرة حادة و قاسية : أنا من يحدد ما إن كان مهم أو لا
الشرطي بتوتر : أعتذر سيدي لن يتكرر هذا
هند ممسكة بجبينها : أحظر المشتبه بها الثانية قبل أن ينفجر رأسي
الشرطي بإرتباك : حاظر
هند في نفسها : و لكن لماذا تأثرت لتلك الدرجة ما الذي رأته في حياتها يا ترى لتصبح بهذه الحساسية

مشهد آخر :
كانت سمر لا تزال عالقة في العجلة الهمسر الكبيرة و التي لا تنفك عن الدوران ، و قد بدأ التعب ينال منها فجأة دخل روان في حيز رأيتها
سمر و قد إتسع بؤبؤ عينيها : روان أوقف العجلة روااان دعنا نتكلم بهدوء
كانت هالة روان مختلفة ، فقد كانت هادئة للغاية على خلاف العادة ، إقترب من أحد الأقفال فضغطها فتباطأت حركة العجلة حتى توقفت ، فإندهشت سمر من الأمر و نزل بسرعة عن العربة قبل أن يغير رأيه
جلس روان أمام الغرفة الزجاجية فقتربت سمر منه بهدوء فجلست أمامه
سمر بهدوء : روان أطلق سراحي ( فبدأ صوتها بالاختناق ) أريد العودة للمنزل ، أنا جائعة و مرهقة مرهقة جدا مرهقة نفسيا و جسديا،( فبدأت بالبكاء ) لقد إشتقت لأمي كثيرا إشتقت لبيتي و لسريري لحياتي اليومية ، أريد فقط العودة أرجووووك
ظلت تنظر إليه و تترجاه و لكن روان لم يتحرك ساكنا ، فأخذت تضرب الزجاج بيديها و هي تبكي "أخرجني من هذا المكان لأنه يخنقني ( واضعة يديها على خنجرتها )، أنا أختنق روان أنا أختنق أرجوك أخرجني"
روان بهدوء غير معهود منه و كأنه غير واعي و كأن من أمامها شخص آخر غير روان الذي تعرفه : هذا لا شيء فأنت لم تمضي يومين بعد في هذا المكان ، في حين هو بقي على هذه الحالة ل 15 سنة ، 15 سنة و كل ذلك بسببك أنت
سمر بإستغراب : بسببي أنا ، كيف بسببي أنا ما الذي فعلته و عن من تتكلم
نظر روان فيها بهدوء ثم وقف ثم ضحكة بألم : ألا تتذكرين حقا اليوم الذي دمرت فيه حياته
سمر بإنزعاج : توقف عن التكلم بالألغاز عمن تتكلم من هذا الذي دمرت حياته
فوقف روان و ذهب ، فأخذت سمر تنايديه و لكن بدون فائدة بعد لحظات عاد و هو يحمل معه صينية طعام و كأس من الماء ، أدخله لسمر من فتحت صغيرة موجودة في أسفل الجدار الزجاجي
روان بهدوء : تناولي البعض فهو لا يريدك أن تموتي الآن من
الجوع
فأخذت سمر الصينية و أخذت تأكل بسرعة و كأنها لم تأكل من قبل ، و قد كانت تشعر مع كل لقمة أنها تعود للحياة
سمر بعد أن إمتلأت : شكرا لك
روان بهدوء : أنت غبية لأنك تشكرين خاطفك ، صحيح حبيبك يبحث عنك
سمر بإستغراب : حبيب ، أنا لا أملك حبيب
روان بهدوء : أقصد حيدر
سمر بإستغراب : حيدر ؟ حيدر مجرد صديق
روان بهدوء : لست بحاجة لتبرير ، كما أن حيدر لا يعتبرك صديقة ، آه صحيح صديقتاك مشتبه بهما بخطفك
سمر بإنصدام : ماذا قلت ، لماذا أشتبه بهما
روان بهدوء : لأنهما كانا مع والدتك عندما أصيبت بحادث
سمر صارخة : حادث ؟!
سمر بقلق : هل قلت أن أمي قد أصيبت بحادث
روان بهدوء : أجل و هي في غيبوبة الآن
سمر بإنصدام : ماذا ؟!!! .

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) Where stories live. Discover now