الفصل الثالث : أين سمر؟!

54 28 9
                                    

قام حيدر بإدخال مريم للغرفة الإستقبال بتوجيه من سالي فهو لم يدخل لمنزل سمر قط رغم أنهم أصدقاء من أيام الطفولة ، وضع حيدر والدة سمر على الكنبة بينما أسرعت سالي للداخل لإحضار الماء و قارورة العطر ، أخذ حيدر ينظر في السيدة مريم بقلق فجأة إتسعت عيناه و أخذ ينظر في الأرجاء
حيدر في نفسه : صحيح أين سمر ؟ ألم تعرف أن والدتها مريضة
فقاطعت سالي التي دخلت بسرعة تفكيره
سالي بقلق باد عليها : لقد أحضرت العطر ، دعها تستنشق بعضه ( قالت ذلك و هي تفتح العبوة بتوتر )
حيدر بهدوء : سالي نادي سمر لتعتني بوالدتها فليس من اللطيف أبدا دخولنا لمنزلهم بدون إذن
سالي : و لكن سمر غير موجودة
فضاقت حدقتي عيني حيدر
حيدر بإستغراب ممزوج بالقلق : ماذا تقصدين ؟!
سالي بتوتر : لا أعلم أتيت لأسئل عن سبب غياب سمر عن المدرسة اليوم فتفاجئت بوالدتها تسئلني عن مكانها ثم أغمي عليها
حيدر مقاطعا كلامها و هو مصدوم : ماذا تقصدين ؟
فخرج من غرفة الإستقبال بسرعة و أخذ يبحث عن سمر في كل الغرف و لكن بدون جدوى لأنها لم تكن موجودة في أي منها ، إقترب بسرعة من سالي و أخذ يصرخ في وجهها : سالي أين سمر ؟
أخذت سالي ترتعش من شدة الخوف و إمتلأت عيونها بالدموع و هي عاجزة عن الكلام ، فهي تعرف جيدا كم أن حيدر مخيف عندما يغضب خصوصا إن كان لغضبه علاقة بسمر ، هدأ حيدر قليلا عندما رأى دموع أخته سالي فهذه هي طبيعته غضبه سريع و لينه أسرع ، وضع يده على رأس أخته السالي و مسح عليه بهدوء
حيدر و هو يحاول أن يهدأ من نفسه : آسف ، لم أقصد أن أغضب عليك ، أنت تعلمين أن سمر مهمة بالنسبة لي و إن حدث لها شيء لن أستطيع تمالك نفسي
سالي بعد أن هدأت قليلا و أصبح بمقدورها الكلام : أنا حقا لا أعلم أين هي
فأخذت دموعها تنزل كحبات من اللآلئ
حيدر بهدوء مصطنع : حسنا توقفي الآن عن البكاء
و إلتفت ناحية مريم
حيدر و هو لا يزال يحاول الحفاظ على هدوء و لكن هيهات فالقلق واضح من صوته المرتعش وضوح الشمس : ألا يملكون أقارب في مكان ما ، قد تكون سمر ذهبت إليهم
سالي : لا ، حسب علمي فهم لا يملكون أحد
كان قلب حيدر يعتصر في تلك الأثناء و كل ما كان يجول في خاطره هو أين سمر الآن و هل هي بخير و ما الذي حدث لها لتتأخر في العودة ، هل يعقل أن يكون قد حدث لها مكروه لا سمح الله ليقاطع صوت مريم التي تستيقيظ تفكيره ، فنظر إلى أخته سالي التي أسرعت في مساعدة مريم في الجلوس و لمحاولة تفادي دخولها في أي إنهيار عصبي كالذي حدث معها عند موت زوجها
حيدر مديرا ظهره عنهم : سالي أنا ذاهب للبحث عن سمر في مكتبة الثانوية فقد تكون قد تغيبت عن المدرسة و إنشغلت بشيء ما هناك و لم تستطع أن تكلم والدتها ، أخبري السيدة مريم بالأمر و هدئيها لحين عودتي
سالي : إنتظر ...
و لكن حيدر كان قد غادر بالفعل ، من ناحية أخرى فتحت مريم عينيها فوجدت سالي جالسة أمامها
مريم بهدوء : أوه سالي إبنتي ما الذي تفعلينه هنا
فلرفعت جسدها بهدوء واضعة يدها على رأسها ، فجأة يضيق بؤبؤ عينيها فرفعت رأسها بسرعة ناظرة في سالي
مريم بهلع : سمر !
فوقفت بسرعة متجهة نحو غرفة مدللتها سمر
مريم بخلع : سمر ، إبنتي سمر هل عدتي
فلحقت بها سالي و هي تبكي بهدوء على حال مريم ، وصلت مريم لغرفة سمر فتكأت على الباب في تعب ثم فتحته
مريم بإبتسامة و تعب ظاهر عليها : سمر إبنتي هل أنت نائمة
فتتفاجىء بالغرفة فارغة و الرياح لطيفة تحرك الستائل بهدوء ، فأنزلت مريم رأسها للأرض و ظلت فترة تنظر إليها و هي مصدومة .

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) Donde viven las historias. Descúbrelo ahora