الفصل الخامس : الممثل مروان

40 25 11
                                    

فظلت مريم تنظر في الأرض مصدومة ، إقتربت سالي منها فلمحت الدموع التي أغرقت عينيها
فإمتلأت عيون سالي بالدموع هي الأخرى
سالي محاولة كبح دموعها : لقد ذهب أخي حيدر للبحث عنها ، قال أنه سيعيدها بالتأكيد
رفعت مريم رأسها و نظرت في سالي نظرة مملوءة بالأمل :  حقا ... هل هل حقا قال ذلك
فنسالت دموعها كالشلال على وجنتينها  فوضعت يديها على وفمها : هل سيعيد إبنتي إلي حقا
فهزت سالي رأسها للأعلى و الأسفل الإبتسامة
سالي : أجل ، سيعيدها أخي حيدر بالتأكيد
و لكن دمعتها خانتها فنهارت بالبكاء فأخذت تمسحها بحجابها الفضفاض كالأطفال تماما ، فعانقتها مريم و هي الأخرى تبكي بحرارة
من ناحية أخرى ، كان حيدر يركض كالمجنون هنا و هناك باحثا عن سمر ، فجأة إصطدم بشخص فأوقعه على الأرض
حيدر بإرتباك واضح عليه : هل أنت بخير
كان ذلك الشخص لا يزال على الأرض و يظهر على وجهه التألم
الشخص غاضب : هل أبدو بخير ، لماذا لا تنظر أمامك
فرفع رأسه ناظرا في حيدر ، لقد كان شاب في مقتبل العمر بعيون زرقاء كالمحيط و خصلات شعر أشبه بخيوط الشمس تتخللها ألسنة اللهب ، و لا ننسى بشرته البيضاء التي تضيف على إشراق وجهه إشراق ، و من يراه يقول ملاك نازل من السماء
للتتبدد ملامحه الغاضبة ما إن رأى حيدر أمامه بجسمه الضخم و كتفيه العريتضتين و بدأ يتلغثم في الكلام ، محركا يديه في كل مكان محاولا شرح ما يريد قوله
الشاب بتوتر : أعتذر كنت متوتر نتيجة العمل و لم أقصد الصراخ في وجهك
حيدر بإستغراب و هو يمد يده : هاه ، و ما شأني أنا بحياتك هات يدك لأساعدك لأني من أوقعك
الشاب بإستغراب : هاه
فمد الشاب يده بسرعة فساعده حيدر على الوقوف
الشاب إبتسامة : شكرا لك
حيدر : أنت غريب ، لقد صرخت علي ثم إعتذرت و الآن تشكرني و هذا كله في أقل من خمس دقائق
الشاب و هو يحك شعره من الخلف : أعتذر أنا غبي قليلا
فإرتسمت إبتسامة صغيرة على شفتي حيدر
حيدر بهدوء : بل كثيرا
فجأة إتستعت حدقتي عيني حيدر ، فأدخل يده في جيبه بسرعة و أخرج صورة ما ، نظر فيها بحزن للحظات ثم أراها للشاب
حيدر بنبرة مملوءة بالحزن : يا فتى هل رأيت هذه الفتاة في مكان ما
فنظر فيها الشاب بتركيز و فجأة إتسعت حدقتى عينيه
الشاب بسرعة : نعم ، لقد رأيتها هذا الصباح
حيدر و قد إتستع بؤبؤ عينيه و زادت نبضات قلبه : أين
الشاب بتوتر : هذا الصباح ذهبت للعمل برفقة والدي و قررنا إيصال أختي الصغرى معنا للثانوية و عندما لمحنا هذه الشابة من بعيد طلبت منا أختي أن نوصلها في طريقنا و لكننا رأينا سيارة تلحق بها فظننا أنها ستوصلها ، لهذا ذهبنا و قد سلكنا طريق آخر
حيدر بتوتر : ألم ترها في مكان آخر ، أو ربما إلتقت بأختك مثلا
الشاب بتوتر ممزوج مع إبتسامة صغيرة على شفتيه : آسف لم تصح لي الفرصة للعودة للمنزل حتى هذه اللحظة كما ترى ، و لا أعلم بخصوص أختي ، عندما أعود سأسألها بتأكيد
حيدر و الإمتنان واضح عليه : شكرا لك لن أنسى ذلك ما حييت ، إن عرفت شيء ما أرجوك أخبرني ، و هذا رقمي
فأعطاه بطاقة تحمل رقمه
الشاب و هو يقرأ الإسم الذي على البطاقة : حيدر
ثم نظر لحيدر بإبتسامة : تشرفت بمقابلتك يا حيدر أنا ... علي
حيدر بإبتسامة مصطنعة بعض الشيء : و أنا أيضا
علي بإستغراب : صحيح لم تخبرني ما بال الفتاة
حيدر بحزن : إنها مختفية منذ الصباح و لا نعلم عنها شيء
علي بحزن : يا إلهي ، أتمنى أن تكون بخير و تعود إليكم سالمة
حيدر بحزن : إن شاء الله ، و آسف علي المغادرة لأستمر في البحث
علي بتوتر : أكيد و آسف على تأخيرك
ذهب حيدر مسرعا و ما إن غاب عن عيني علي حتى إنهار علي على قدميه و هو يتنفس بصعوبة
علي ممسكا بصدره بنبرة مبالغة بعض الشيء : كنت سأموت ... كنت سأموت
ثم إستلقى على الأرض و بدأ بصفع نفسه
علي و هو يلوم نفسه : كيف يمكنك أن تكون بهذا الغباء أنت كالهيكل العظمي و أردت الدخول في صراع لا و مع وحش أيضا ، لو لم تكن محظوظ لكنت الآن جثة هامدة
فشعر برعشة تجري في جسده فأمسك فكتفيه و هو يرتعش
علي : مجرد التفكير في الأمر يخيفني ( فرفع يديه للسماء ) الحمد لله على نعمة التمثيل
فجأة رن هاتفه ، فأجاب
علي : نعم أختي
الأخت بصوت عال : مروان أين أنت ، لقد تأخرت
مروان و هو يصرخ : لقد ثقبتي أذني
الأخت بإزعاج :المهم هيا تكلم أين أنت ، العائلة متحمسة لعودتك
مروان بإبتسامة و هو يضع سبابته على ذقنه و إبهامه أسفله  : على المعجبين إنتظار النجوم قليلا
الأخت بصوت مرتفع : إن لم تأتي بسرعة إنسى حصتك من العشاء و سنرى كيف سيشبعك التمثيل ثم أغلقت في وجهه
مروان بحزن و دمعة على حافة عينيه  : كل من حولي قساة ما عداي أنا
ثم وضع كفه بالمقلوب على رأسه و هو يتكلم بطريقة درامية : لا أحد يقدر تعب الممثلين و جهودهم هذه الأيام ، آخ أطفال آخر زمن

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) Donde viven las historias. Descúbrelo ahora