الفصل الثالث عشر : غريب الأطوار

31 19 4
                                    

مشهد آخر : دخل مروان لشركة f a للترفيه أحد أكبر الشركات في البلد و قد كان الجو قد بدأ بالتغير ، فستقبله شخص في مقبل العشرينات ذو شعر بني حريري و عيون بنية يرتدي نظارات طيبية و يبدوا من ثيابه أنه سكرتير
السركتير بإبتسامة واضعا يده على صدره : مروان أنهاري أهلا بها في شركة fa للترفيه
مروان و قد تذكر كلام والده
والد مروان ببرود جاف كعادته : مروان أريدك أن تسيطر على المقابلة ، لا تكن كثيرا الإبتسام و الحركة فيظنونك أحمق و لا تكن شديد البرود فيكرهون العمل معك كن متوازنا إبتسم عند الحاجة و إسكت عند الحاجة ، هل ما قلته مفهوم
روان بهدوء : نعم أبي
بالعودة للحاضر
مروان بإبتسامة و هدوء : شكرا لك
السكرتير مشيرا بيده : تفضل معي
تقدم مروان خلف السيكرتير ، لقد كان المكان مصمم بأحدث التصميمات و أجملها ، و أخيرا وصلو لمكتب المدير فريد
إقترب السكرتير من الباب فدقه ، فأتاه الرد من الداخل
لقد كان صوت هاديء جدا يظهر منه مدى إنشغال صاحبه : من ؟
السكرتير بإبتسامة : أنا مراد يا سيدي ، أتيت لأخبرك بوصول الممثل الجديد
فأتاه الجواب مرة أخرى بنفس نبرة الصوت : دعه يدخل
دخل مروان المكتب و على خلاف منتظره فقد كان فريد جالس على المكتب شارد الذهن ينظر من النافذة التي خلف مكتبه و هو يدخن بهدوء و بجانبه كأس من القهوة السوداء و بعض قطع الشكلاتة ، لم يكن وجهه واضح لمروان فكل ما يراه من مكانه هو جسد متناسق أشبه بجسد الممثلين جالس على المكتب بهدوء ، ذو شعر طويل يصل لنهاية الرقبة
ظل مروان هادءا يتأمل فريد بإستغراب ، ليقطع صوت فريد الشجي ذلك الهدوء : الجو جميل أليس كذلك ؟
لم يستطع مروان فهم ما يريد إصاله بل و ظهرت عليه علامات الإستغراب و كل ما كان يفكر فيه هو " كيف يكون هذا الجو الغائم جميل "
فريد بهدوء مكملا كلامه : تبدو الغيوم و كأنها غاضبة و حزينة في نفس الوقت ، غاضبة من البشر و حزينة على حال الأرض كيف أصبحت
مروان و هو يهز رأسه بهدوء و يبدو عليه الحزن : أجل هي تبدوا كذلك
بينما كان قلبه يقول عكس ذلك تماما : ما الذي يقوله هذا الشخص منذ الصباح ، غيوم ، حزن أتمنى أن لا يكون مجنونا فقط
إلتفت فريد بهدوء ناحية مروان ، لقد كان شاب شديد الوسامة بعيون كبيرة عسلية و حواجب و رموش شديدة السواد تتناسق بشكل رائع مع لون بشرته الحنطية و شفتيه الزهرية ، و قد كان يرتدي بدلة سوداء و مع ترك بعض أزرار قميصه العلوية مفتوحة
مروان في نفسه : تبا إنه أوسم مني لا أريد العمل هنا بعد الآن
فريد بهدوء : أعتذر ، تتغير نفسيتي عندما تتغيم الأجواء و أتحول إلى كسلان
مروان بإبتسامة : لا بأس ، هذا يحدث مع الجميع
مروان في نفسه : مستحيل مستحيل مستحيل من المستحيل أن يكون طبيعي هو مجنون لا بل فصامي
فريد و هو يشير بيده إلى مكتبه : تفضل لنناقش العمل
مروان بإبتسامة : أكيد
مروان في نفسه : ماما ، أريد العودة للمنزل
فجلس بهدوء و بعد فترة إنتهى الإجتماع ، فخرج مروان بسرعة بعد توقيع العقد ليلحق بالتدريب على الفيلم و ليتعرف على الممثلين الذي سيشاركهم الفيلم ، في حين كان فريد ينظر لمروان بهدوء و هو يغادر ، و فجأة إنفتح باب آخر للمكتب فدخل شخص فنظر فيه فريد بهدوء و إبتسامة لطيفة ناعسة
فريد : أهلا توأمي ، كيف أبليت
فدخل شخص يشبه فريد كثيرا بل أنهما متتطابقان
الشخص بهدوء : أسوء من أدائك لم أرى في حياتي ، طلبت منك أخذ مكاني لتساعدني في تقييم مروان و لكنك جعلتني أبدو مثيرا للريبة يا منير
منير بصوت ناعس : لقد تخليت عن النوم الذي هو أهم شيء في حياتي لمساعدتك و لكنك لم تعبر ، كما أني قد جعلتك ترى مهارات التمثيلية لمروان بشكل جيد + المهم لقد أعجبني الممثل لا بد أنه قد كان مرتابا لكنه قد أخفى ذلك و هذه نقطة لصالحة
فريد بهدوء : و ما أدراك أنه كان مرتاب
منير بتعب : هذا لا يحتاج ذكاء فأغلب الموضفين قد نظروا لي بتلك الطريقة في البداية
فريد بصوت حنين : منير إسمع لم أقصد جعلك تشعر بالسوء و لكن .... ( تغيرت نبرته ساخرة ) و لكنك مثير للريبة حقا
من ناحية أخرى دخل مروان لغرفة التدريبات ، فقابله شاب ذو شعر أزرق من بعد
مروان في نفسه : لماذا كل من أقابلهم اليوم هم غريبي الأطوال
فتقابلت عيناه مع عيناي الشاب فبتسم
مروان في نفسه : هيا مروان ، تشجع
دخل مروان و إقترب من الشاب ذو الشعر الأزرق و لتتضح ملامحه أكثر كان شاب في العشرينيات من عمره ذو عيون خضراء مزرقة و رموش رفيعة و بشرة بيضاء متوسط الطول أقصر من مروان ببضع سنتيمترات
مروان بإبتسامة : مرحبا
الشاب بإبتسامة : أهلا ، هل أنت كاتب الحوارات الجديد
بروان و هو يضحك : لا أنا من سيلعب دور البطولة
الشاب بإبتسامة مشرقة : حقا هذا لا يبدوا عليك
مروان بإبتسامة : هل علي أن أبدوا كمخنث ليظهر أني ممثل
الشاب وهو يضحك : بالطبع لا أقصد ذلك
الشاب في نفسه : تبا له هو يقصد أني مخنث
فجأة يقاطع حوارهم صوت شاب ينادي : أديل.... هيا لنتدرب على الأغنية
فتتغير ملامح أديل للإنزعاج ، فلتفت إلى الشاب بإبتسام سآتي بعد أن أتكلم مع الممثل الجديد
لقد كان الشاب شديد النحالة ذو مجه حريري أشبه بوجه الفتيات
الشاب بتوتر : حسنا ...
ثم نظر الشاب لمروان فإبتسم بهدوء ، فشعر كل مروان و أديل بالغثيان و لكنهما قد أخفيا ذلك
الشاب بهدوء و هو يمد يده : أهلا أنا فاتح و أنا مغني الرئيسي للفرقة الجديدة التي ستشكلها الشركة
فبتسم مروان بصعوبة و سلم على فاتح
مروان بإبتسامة مصطنعة : تشرفت بلقائك أنا مروان الممثل الرئيسي في المسلسل الجديد الذي سيصدر
فاتح بإبتسامة : إذا فأنت ستكون شريك أديل في التمثيل لأن أديل سيؤدي دور الشرير في ذلك الفيلم
مروان بهدوء : حقا ظننته مغني في فرقتك لأنك ناديته لتؤدوا أغنية ما
فاتح و هو يحك شعره بهدوء : هذا لأن أديل راقص أساسي في الفرقة أيضا و عازف بارع
مروان بإبتسامة : حقا ، يبدو أنه متعدد المواهب
فاتح بإبتسامة : أجل هو كذلك و ....
أديل بإنزعاج : ألم تتأخر كثيرا عن التدريب
فاتح بتفاجؤ : أجل هذا صحيح ( فلفت لمروان بهدوء و توتر ) إذا أراك لاحقا
فلوح له مروان بيده و إبتسامة صغيرة ترتسم على شفتيه : بالطبع إلى اللقاء
مروان في نفسه : إذهب بلا عودة
أديل بصوت منخفض : هذا الشاب لا يعجبني
مروان و هو ينظر لأديل : نعم إنه مثير للريبة
أديل بهدوء : أظن ذلك أيضا
مروان بهدوء : بصراحة ليس هو فقط أغلب من رؤيتهم هنا مثيري للريبة
أديل: أتقصد المدير الفريد
مروان : أجل هو من أقصده لقد كان يتصرف بغرابة
فقترب أديل من مروان و أصبح بمقابلته
فوضح أديل يده على صدره و تنهد : الحمد لله لست الوحيد
مروان بهدوء : لماذا ماذا حدث معك
أديل بتفاعل يحاول إخفائه : إنه مجنون في وسط المقابلة كان يتنهد كثيرا و يغير المواضيع ، بدأنا بالتكلم عن العمل و فجأة بدأ بالخمول و نام على الطاولة ، و فجأة إستقظ و بدأ يتكلم عن العصافير و القطط و من هي أكثر الحيوانات سعادة ، و قال أن أقصى طموحاته أن يعيش حياة القطط بدون قدرة على التفكير ، كاد سيقودوني للجنون و فجأة عاد ليتكلم عن العمل
فظهر بالإندهاش على وجه مروان
إديل بإستغراب : هيه لماذا تنظر في هكذا ماذا حدث معك في المقابلة
مروان و هو شارد : ما حدث هو .

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) Where stories live. Discover now