الفصل السادس عشر :

36 18 6
                                    

ظلت سمر تنظر في روان بصدمة كبيرة ، فضحكت ضحكة مجنونة و هي تنظر إليه بتلك النظرة المصدومة
سمر بهدوء : أنت تمزح صحيح
كان روان ينظر في سمر بهدوء و شفقة و لم يقل أي كلمة
إقتربت سمر من روان فلمست الزجاج الذي بينهم
سمر بنظرة مجنونة و صوت هادىء : إفتح ، إفتح هذا الباب
فأخذت تصرخ و تضرب الباب بقوة : قلت لك إفتحه ، أريد الذهاب لرؤية أمي إفتحه
كان شعرها قد تبعثر على وجهها و ثيابها ممزقة و قدمها مملوءة بالدماء
روان بهدوء : هو يعذبك فقط الآن و لكن إن تركتك تذهبين فسيجن جنونه و قد يقتلك ، أنت لا تعلمين مدى جنونه فبعد كل ما رآه كيف سيبقى في رأسه عقل
سمر بإغتضاض : فقط عمن تتكلم ، ألست من خطفني و قام بتعذيبي .
ظل روان ينظر في سمر بهدوء تام ، ثم إلتفت و غادر
سمر و هي تصرخ :  توقف ، روان عد إلى هنا روااااان
دخل روان لعرفته المبعثرة ففقد الوعي
مشهد آخر
دخل حيدر لمخفر الشرطة فقابله الشرطي الذي كان مع هند سابقا
الشرطي بهدوء : مرحبا
حيدر بقلق : أهلا
الشرطي بهدوء : إذا ما حاجتك
حيدر بهدوء محاولا إخفاء توتره : أنا أخ سالي و قد أتيت إلى هنا بطلب منكم
الشرطي و قد تحولت ملامحه لملامح أكثر جدية و هو يشير بيده لأحد المكاتب : إذا تفضل معي من هنا
دخل حيدر لمكتب الإستجواب فلحق به أحد الظباط
الظابط بتوتر : مرحبا نظرا لغياب الظابط المسؤول عن هذه القضية فسأتولى أنا إستجوابك و أتمنى أن تتعاون معنا
حيدر بهدوء مصطنع : ماذا عن أختي ؟ أين هي الآن؟
الشرطي و قد جلس في مقابلة حيدر : لا تقلق لقد أطلقنا سراحها بعد أن إنتهينا من إستجوابها
حيدر بعد أن إرتاح من ناحية أخته ، نظر في الظابط بتوتر
حيدر : و لكن بأي جريمة هي متهمة بالضبط
الظابط بتوتر : متهمة بإختطاف المدعوة سمر و محاولة قتل والدتها
حيدر بإنصدام : ماذا قلت
الظابط بتوتر أقل : لهذا علينا أن نستجوبك ، لنرى ما إن كانت إعترافاتك متطابقة لإعترافات شقيقتك
حيدر و هو لا يزال منصدم : إنتظر لحظة ماذا تقصد بمحاولة قتل والدتها.... تقصد الخالة مريم ، قد تعرضت لمحاولة قتل
الظابط بهدوء : هذا ما نعمل على معرفته حاليا
الظابط في نفسه : علي أن أهدأ ، هذه القضية بإمكانها مساعدتي إظهار إمكانياتي ، لهذا علي أن أهدأ... نعم علي أن أكون مثلها ، راسخا كالجبل لا يتزعزع
فأخذ نفس طويل و نظر في حيدر بجدية و حزم
الظابط بهدوء : أين كنت يوم إختفاء الضحية
حيدر بتوتر : كنت في العمل...
دون الظابط كلام حيدر ثم رفع عينه ناحيته
الظابط بصوت بارد : إكمل
حيدر و هو يتذكر : فجأة و ردني إتصال من أختي سالي ، كان مرعوبة و أخبرتني أن الخالة مريم قد فقدت الوعي
الظابط : هل قالت لك ذلك مباشرة أم سألتلك عن أشياء أخرى
حيدر : لا ، لم تقل شيء كنت أنا من أخبرها أني مشغول ، و لكنها أصرت علي لسماعها و أخبرتني أن الخالة مغما عليها
الظابط : ما علاقتك بالضحيتين
حيدر بتوتر : سمر هي ... هي صديقة أختي منذ الطفولة و قد كنا نلعب مع بعضنا البعض منذ الصغر و قد كانت الخالة مريم تطعمنا أحيانا و تشتري لنا الحلوى
الظابط بهدوء : أولا تربطك بسمر علاقة أخرى
حيدر و قد إحمر وجهه : أنا.....أنا ....معجب بسمر ....و قد كنت أخطط لمصارحتها ثم أتقدم لها عندما تبلغ الثالث و العشرين
الظابط بهدوء : هل تريد بعض الماء
حيدر : إجل لو سمحت
الظابط في نفسه : إنه لا يستطيع الإعتراف بذلك أمامي كيف ستسطيع قولها أمام الفتاة التي هو معجب بها ، بهذه الشخصية يستحيل أن يكون هو الخاطف ، و لكن ، لا علي أن لا أحكم على الكتاب من غلافه هذا ما كانت تقوله دائما
الظابط بهدوء : ماذا حدث بعدها ، هل ذهبت لمساعدة أختك أم بقيت في العمل
حيدر بتفاعل : بالطبع ذهبت ، فقد كنت قلقا
الظابط بهدوء : أكمل
حيدر بتوتر و حزن ظاهر عليه : عندما أخبرتني أختي بذلك ، ذهبت مسرعا إليه ، في البداية إنزعج مديري في العمل و لكنه قد تركني أذهب ، و عندما وصلت وجدت أختي تحمل الخالة مريم في ذعر فحملتها و أدخلتها للمنزل بإرشاد من أختي ، عندها علمت بأمر إختفاء سمر ، بحثت عنها في كل الغرف و لكني لم أجدها.... (بدأ صوته بالإختناق) خرجت مسرعا للشوارع أبحث عنها ، خفت أن يكون قد حدث لها شيء ، كنت سأجن ، عندها إلتقيت بشخص و ذلك الشخص قد أخبرني أن سيارة قد كانت تلحق بها و قد ظن أنها تريد إيصالها
الظابط و قد إتسعت حدقتا عينيه : توقف للحظة من هذا الشخص
حيدر : لا أعرفه ، فأنا لم أراه من قبل ، فقد كان يبدو من الناس الأثرياء ، قال لي أن إسمه علي و أنه قد كان في العمل اليوم كله
فوق الظابط بسرعة واضعا يديه على الطاولة : هل ترك لك أي شيء يدل عن مكانه
حيدر و هو يفكر : لا لم يترك شيء
فجلس الظابط و هو شارد
حيدر و قد إتسع بؤبؤ عينيه : هل تظن أنه الخاطف أو أنه يعرف شيء
الظابط و هو يدير القلم في يده : لا بد أن له علاقة ، أشعر و كأنه يعرف شيء قد يوصلنا للحقيقة
فجأة إتسع بؤبؤ عينيه و نظر في حيدر بإندهاش و كأنه قد تذكر شيء : هل تتذكر وجهه جيدا
فهز حيدر رأسه بهدوء : أكيد فله ملامح لا تنسى
الظابط بحماس : إذا سأعتمد عليك ، في وصفه و أنا سأطلب الرسام
ذهب الظابط مسرعا للداخل و طلب أحد الشرطة هناك
الشرطي : نعم
الظابط بحماس : أحظر لنا رسام بسرعة ، فقد إقتربنا من إمساك رأس الخيط في قضية المخطوفة سمر
الشرطي و قد غادر بسرعة : حسنا
من ناحية أخرى :
كانت هند جالسة في سيارتها شاردة الذهن
مروان و هو ينظر لها بقلق : هند ما الأمر ، هل القضية التي أمسكتها معقدة لهذه الدرجة
هند بهدوء : أشعر و كأن هناك شيء ناقص في القضية
ثم ضربت السيارة بقوة فنفتح أحد الأدراج
هند بإنزعاج : تبا ، يا ليتني بقيت هناك لفترة ، لأنتظر قدوم شقيق المشتبه بها ، على الأقل كنت سأرتاح قليلا
مروان و هو ينظر في الدرج المفتوح و فجأة إتسع بؤبؤ عينيه
مروان بتوتر : هند ما تلك الصورة
فحملت هند الصورة و نظرت لها ، ثم نظرت في مروان
هند بهدوء : إنه شقيق المشتبه بها لماذا تسأل
مروان بتوتر : هند أنا أعرفه
فضغطت على الفرامل بقوة ، فتوقفت السيارة
هند بإنصدام : ماذا
مروان بتوتر : لقد إلتقيت به البارحة ليلا ، و قد سألني عن فتاة
هند بفضول : ماذا بعدها
مروان بتوتر : لقد أخبرته أن تلك الفتاة قد قابلناها صباحا عندما كنا ذاهبين لإيصال نور للثانوية
هند صارخة بتفاعل : لقد رأيت الضحية و لم تخبرني
مروان بتوتر : و ما أدراني أنها الضحية ، فأنت لم تريني صورتها من قبل
هند صارخة : لقد كلمتك عن القضية صباحا ألم يكن بإمكانك إخبارني بما حدث معك و أن شخص قد سألك عن فتاة مفقودة
مروان بتوتر : هند إهدئي قليلا
هند بإنزعاج : مروان تكلم بكل شيء تعرفه قبل أن أضربك
مروان بتوتر : و ما الذي فعلته لتضربيني
هند و هي تشتعل غضبا : فقط تكلم
مروان و هو يتذكر : حسنا ، عندما أخذنا نور للثانوية قابلنا تلك الفتاة في الطريق و قد طلبت منا نور إيصالها و لكن كان هناك سيارة تلحق بها بهدوء ، لهذا ظننا أنها ستوصلها ، ثم ذهبنا من طريق مغاير
هند و تفكر : لا بد أن تلك السيارة هي التي خطفتها
مروان بتوتر : هند لا أستطيع الذهاب معك لمخفر الشرطة فلو تعلم الصحافة بذلك فسأفقد سمعتي ، و أنت تعلمين جيدا أهمية السمعة للفنان
كان أديل هادئا في هذه الأثناء ، يدير نظاراته بين مروان و هند
أديل في نفسه بإبتسامة : إسراء متوحشة كعادتها ، حسنا ، علي مساعدتها
هند بتوتر موجهة كلامها لمروان : أعلم ، أعلم
أديل بإتسامة و هدوء : مروان ، ألا تتذكر رقم السيارة
هند بحماس : صحيح فأنت تتذكر أرقام السيارات في العادة
مروان بملل و هو يضع كفه على وجهه : أنا أتذكر فقد أرقام السيارات الجميلة و التي تثير إهتمامي
هند صارخة : تبا لك لا فائدة ترجى منك
فأنطلقت هند بسيارتها مجددا
مروان بتسائل : هند هل يوجد أي تطبيق ، يظهر الصور المشوشة
هند و هي تنظر في مروان بنصف عين : يوجد و لكنها لست للإستخدامات المشبوهة
مروان صارخا : هند ماذا تظنينني
هند بإنزعاج : فقد قل فيما تحتاجها
مروان بغرور : هذا الصباح كنت ألتقط لنفسي بعض الصور
هند بإنزعاج : إذا
مروان بغرور : لا شيء فقط لقد إلتقطت صورة للوحة أرقام سيارة الخاطف بالخطأ
فضغطت على الفرامل بقوة مرة أخرى
هند منصدمة : ماذا
ثم نظرت فيه بشك و  بنصف عين : حقا
فحمل مروان هاتف و أراه لهند
مروان بغرور : أنظري بنفسك
فحاولت هند أخذه بسرعة و لكن مروان قد رفع يده
مروان و هو يحرك سبابته يمينا و يسار ( إشارة ل لا )
مروان بإبتسامة و غرور : لا لا لا ، ألم تقولي أني بدون فائدة إذن أنت لا تحتاجين هاتفي
هند بإبتسامة : مروان أخي اللطيف و الحنون ، أعطني الهاتف
مروان بإبتسامة : لم تقنعيني بعد
هند بإبتسامة صفراء : هل ستعطيني إياه أم تريد أن تنام في مخفر الشرطة
مروان و هو يضحك بتوتر : لقد كنت أمزح معك ، خذيه متى أردتي
أخذته هند بقوة و هي تنظر في مروان بإبتسامة صفراء
هند : يا لك من حرباية
مروان بدمعة على طرف عينيه : يا إلهي ، لقد حطمتي قلبي الصغير
أما أديل فقد كان يضحك هدوء .

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) Where stories live. Discover now