الفصل السادس :

36 23 7
                                    

كانت مريم جالسة أمام غرفة سمر و شعرها الطويل الأشقر منسدل عليها و التعب ظاهر على وجهها و نظراتها شبه ميتة ، أما سالي فقد كانت متكأة عليها واضعة رأسها على كتفها فجأة رن الهاتف ، فتسعت حدقتى عيني مريم فقد أحست أن للأمر علاقة إنتهت فأسرعت نحو الهاتف و لحقتها سالي بقلق
مريم مجيبة على الإتصال بهدوء يتخلله القلق : ألو ....
لم يأتها أي جواب من الناحية الأخرى و هذا ما جعلها تتوتر أكثر و أكثر
مريم بصعوبة : ألو من معي
و أخيرا جاءها الرد من الناحية الأخرى ، و لكن .... جاءها بما لم تكن تنتظره " إنسي أن لك إبنة ، لأنها لن تعود "
عادت مريم خطوة للوراء و هي مصدومة مما سمعته و صفر وجهها ، ثم إستجمعت قواها مرة أخرى
مريم صارخة : من أنت ؟ لماذا أخذت إبنتي ؟ ما الذي فعلته بها ؟ ...
و قبل أن تكمل كلامها حتى سمعت صوت المكالمة تغلق ، فضاقت حدقتى عينيها
مريم صارخة : آلو ، آلو من أنت ، أعد إلي إبنتي آلو ...
ثم إنهارت بالبكاء ، إقتربت سالي منها بقلق
سالي بصوت متقطع فقد كانت خائفة من السؤال و تلقي الجواب : من كان يا خالة ؟
مريم و هي تبكي ممسكة برأسها : لا أعلم ، قال إن سمر معه و أن علينا أن ننساها
فضاقت حدقتى عيني سالي
سالي : ماذا قلتي
من ناحية أخرى كان حيدر لا يزال يركض باحثا عن سمر و هو يسأل كل من يراه في طريقه كبير و صغير و لكن بدون جدوى ، فلم يرها أحد
بدأ المطر بالهطول فرفع رأسه للسماء و قد أنهكه التعب ، فجأة إرتفع صوت الآذان لقد كان آذان المغرب ، لقد كان صوته شديد الجمال و هو يدوي في كل مكان ، توجه حيدر نحو المسجد فصلى الفريضة و النوافل بخشوع و إطمئنان و عندما إنتهى ظل فترة يستغفر ثم رفع يديه و هم بالدعاء  " إلهي ، إرجع سمر سالمة لحضن والدتها ، إلهي إن كان هذا إختبار لي و لصبري فسأكون بإذنك لمن الصابرين فلا تحرمني من فرحة إستجابتك " ثم إنهار بالبكاء و هو لا يزال يدعي بصمت
من الناحية الأخرى ، كانت سمر قد أصيبت ببعض الخدوش على يديها بسبب تحطم الصندوق الزجاجي فظلت تنظر لجروحها لفترة من الوقف ثم رفعت رأسها ناحية السقف و هي تبحث عن الجهاز الذي يخرج منه الصوت و لكن بلا فائدة فلم تستطع إيجاده
سمر بغضب : لقد جرحت يداي بسبب إن أمسكتك صدقني لن أرحمك
و لكن لا جواب ، كان السكوت أكثر شيء يجعل سمر مستفزة ، فبدأت تمشي في أي إتجاه باحثة عن مخرج ما ، و فجأة ضاق بؤبؤ عينيها و نظرت للأسفل فقد كانت الأرض مملوءة بالمسامير الصغيرة و قد دخلت في رجلها و بدأت بالنزيف ، فأمسكت بقدمها بقوة و أخذت تصرخ ضاغطة على رجلها لإخراج المسامير و الذي وضع على الجرح ملح كان صوت الضحك الذي عاد من جديد و كأنه يقول ألم تكوني تتفاخرين للتو و هذا ما جعل سمر تستشيط غضبا
سمر موجهة كلامها للصوت : يا لك من شخص تافه و جبان ، إن أردت مواجهتي فتعال أمامي لا داعي لأن تقوم بهذه الحيل الرخيصة
كانت سمر تبدو قوية و لكن ما كان يحدث داخلها هو العكس تماما " هو لن يأتي صحيح " " ماذا إن أتى حقا و كان بحجم حيدر .... يا إلهي لا أريد أن أموت قبل أن أتوب عن سماع الأغاني و أرتدي الحجاب بل الجلباب ... لماذا لا يرد ماذا حدث معه ، هل يعقل أنه قد خاف "
سمر صارخة : ألم تسمع ما قلته لك
الصوت بصوت هادئ ممزوج ببعض الجنون : سنتقابل و لكن ليس قبل أن تذوقي من نفس الكأس الذي ذقت منه
سمر بإنصدام :ماذا ، ماذا تقصد
فجأة إنفتحت الأرض تحت سمر و إنزلقت في حفرة عميييقة .

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) Where stories live. Discover now