الفصل الثامن عشر

27 17 11
                                    

إتجهت هند لمحطة البنزين بسبب نفاذ الوقود ، فتوقفت في مكان المازوت و خرجت من السيارة
أديل و هو ينظر في هند بهدوء : مروان....
مروان و هو شارد : ماذا
أديل بتسائل : هل أنت و هند إخوة حقا
فتجمد مروان مكانه ثم نظر في أديل بإستغراب
مروان بإبتسامة لاخفاء إرتباكه : ما هذا السؤال 
أديل بهدوء و إبتسامة : لا شيء ، فقط لاحظت أنكم لا تتشابهون كليا ، فأنت أشقر و هي سمراء
مروان و هو يضحك بإرتباك : هكذا إذا ، لا أعلم ربما صفات أجداد
أديل و هو يمثل إستغراب و ينظر في مروان بنصف عين  : هممم ، لم أرى هذا الإختلاف بين الإخوة من قبل و لكن ربما أنت محق
فأرتجفت عينا مروان و ظهر عليه الإرتباك
أديل و هو يمثل القلق : مروان هل أنت بخير
مروان بإبتسامة مصطنعة : أنا بخير لا تقلق
فأمسك عبوة الماء التي أمامه و يده ترتجف ، فأعاد أديل ظهره للخلف و هو ينظر في مروان المرتبك
أديل بحزن : هل تعلم ماذا .... أنا متبنى ، و في أحد الايام  قد كان لدي أخت صغرى تدعى نانا ذات شعر أشقر مائل للأبيض و عيون سوداء ، ذلك لأنها قد ولدت بخلل جيني ، لقد كانت ضعيفة البنية لهذا كنت دائما ما أحملها و أسير بها ، ذات مرة لا أعلم كيف ( فأخذ ينظر في يديه و هي ترتعش و الدموع تملأ عينيه ) لا أعلم كيف .... تركتها لوحدها و عندما عدت لأبحث عنها لم أجدها .... ، حينها وجدوني مشرفي أحد منازل الأيتام و أخذوني معهم و آن أنا أبحث عنها
كان مروان مندهش مما يسمعه ، فنسالت دمعة من عينيه و هو ينظر في أديل دون أن يشعر بذلك
مروان بحزن : أنا .... أنا و هند لسنا....
فجأة فتحت هند باب السيارة و دخلت ، فندهشت من منظر مروان
هند بقلق و هي تمسح دموع مروان : مروان ماذا هناك.... لماذا تبكي
أما أديل فقد مسح دموعه بسرعة
أديل بإبتسامة : لا شيء ، لقد كنت أحكي له قصة قديمة... قديمة جدا
هند بخوف و إنزعاج : و ما هذه القصة التي جعلت مروان يبكي
أديل و هو يبتسم : لا شيء ، لقد أخبرت مروان ، أنه قد كان لدي أخت صغرى إسمها نانا و قد فقدتها منذ فترة طويلة جدا
فتسع بؤبؤ عيني هند و نظرت في أديل من مرآة السيارة
هند في نفسها بإنصدام : أديل فقد نانا
أديل بإبتسامة : و لكني سأجدها مرة أخرى ، أنا واثق من ذلك ، سأبحث عنها كل يوم ، اليوم و غذا و لن أمل حتى أجدها ، فهي أختي الصغرى بعد كل شيء
فإندهش مروان من كلام أديل ، ففتح النافذة فدخل الهواء النقي الطلق
مروان في نفسه بعد أن أخرج رأسه من النافذة : إنه محق ، أنا أيضا علي أن أبحث عنه .... ففي النهاية هو أخي الصغير
بعد دقائق توقفت سيارة هند أمام أحد مواقف الحافلات ( الازهر لأنه يقابل محل لبيع الزهور )
أديل بإبتسامة : شكرا لكم على إيصالي
هند بإرتباك : هل أنت واثق أنك تريد أن نتركك هنا
أديل بإبتسامة أوسع : أجل ، فلم يبقى الكثير على منزلي ، كما أنني أحتاج الذهاب لسوبر ماركت و شراء بعض الحاجيات
هند بهدوء : كما تريد إذن
خرج أديل من السيارة ، فإبتسم ملوحا
أديل بإبتسامة : إلى اللقاء إذن
فنظرت هند لأديل من طرف عينها و لكن لم يظهر ذلك من خلف النظارات الشمسية التي ترتديها
مروان بإبتسامة لطيفة و هادئة : إذا أراك غدا
فنطلقت سيارة هند بسرعة
بعد عدة دقائق وصلو للمنزل
خرجت هند من السيارة فلحقها مروان
هند مؤشرة باصبعها في وجه مروان و منزعجة : إتصل بسرعة بالميكانيكي و إسأله عن سيارتك ، بعدها إلحقني لغرفتي أريد مناقشتك بما صدمتني به قبل قليل
فندهش مروان قليلا ، ثم إبتسم فقترب من هند و ضمها بقوة
مروان بهدوء : هند هل أنت بخير ؟ أخبريني الحقيقة هل تعرفين أديل ؟ هند لطالم كنت الجانب الذي يفضفض و أنت من يستمع ، و لكني الآن أريد أن أستمع لك
هند بإرتباك و هي تحاول إبعاد مروان عنها : ما هذا الهراء الذي تقوله ، أنا بخير حقا
مروان بهدوء : هند أنت الشخص الوحيد الذي لا أريد خسارته و لن أتحمل خسارته
فندهشت هند من ذلك و نزلت دمعتها ، فمسحتها بسرعة
هند بإنزعاج : ما الذي أوصلنا لهذا الكلام ، هيا توقف عن هذه الدراما التي بلا معنى و لا تظن أني قد نسيت ما حدث
مروان بإبتسامة : هند متى ستصبحين فتاة
هند و هي تنظر في مروان بنصف عين و بنبرة مملوءة بالغرور : لو كنت شجاع أعد ما قلته
مروان و هو يضحك بإرتباك : و من قال أني شجاع ههههه لا لم أقل شيء
فقامت هند بلعب بشعره بسرعة و قامت ببعثرته ، ثم قامت بشد خده
هند بإبتسامة : أوووه ، أخي الحبوب الجبان و اللطيف
مروان بحزن مبالغ فيه و الدموع تملأ عينيه : هند فقط أتركي لأخيك بعض من الكرامة
هند ببرود : من أي فيلم هذا المشهد
مروان بإبتسامة : من المسلسل الذي تحبينه كثيرا
هند بنصف عين و بإستهزاء : أنا لا أحب أي فيلم من أفلامك
مروان بإبتسامة مستفزة : أعلم أنك قد شاهدتي كل أفلامي بالسر و أنت دائما ما تكررين مشاهدة ذلك الفيلم
هند بإبتسامة و إستهزاء : هذا في أحلامك فقط
هند في نفسها : تبا كيف عرف ذلك
مروان بإبتسامة و هو يهز كتفه : حسنا
هند بإنزعاج : إنزع هذه الإبتسامة الغبية عن وجهك لانها تزعجني
مروان و قد زاد من إتساع إبتسامته : أنا أصلا أضعها لإزعاجك
هند و هي تفرقع أصابعها : إذن سأنزعها بنفسي
فتغير وجه مروان و هرب
مروان و هي يصرخ : مامااااااا
فركضت هند ورائه غاضبة
هند صارخة : توقف أيها الجبان
فدخلو للمنزل و وجدو ملاك تنتظر أمام باب مكتب ياسر
هند بإستغراب : ماذا هناك أمي
الأم بإبتسامة : أهلا بعودتكم
مروان بإبتسامة : شكرا أمي و لكن ماذا هناك ( بإستغراب )
ملاك بإبتسامة متوترة : لا شيء .... فقط والدك يريد التكلم مع نور و قد تأخرو قليلا
مروان بإستغراب : ألا تعلمين فيم يريد أبي مكالمة نور
ملاك بإرتباك : لا .... لا أعلم .... كيف سأعرف
فظهرت ملامح الإستغراب على مروان أما هند فقد بدت حزينة و منزعجة
و فجأة إنفتح الباب ، فخرجت نور و هي مصدومة و الدموع تنزل من عينيها ، رفعت نور عينيها فقابلت مروان فأنزلتها مرة أخرى و إلتفتت لذهاب لغرفتها
مروان بقلق : نور ... ماذا هناك
نور بحزن و صوت مختنق : عليك أن تكون سعيدا ، عليك أن تكون سعيدا
ثم غادرت
مروان بإستغراب : ماذا بها و ماذا قصدت ... أنا لم أفهم شيء
فلحقت هند بنور بسرعة .

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) Where stories live. Discover now