الفصل الواحد و العشرين :

25 19 1
                                    

منير بهدوء : ظننتكم تكرهون الأطفال
نيا و هي تنظر له بنصف عين : أنا أكرههم و لكن ريا عكسي تماما
منير بهدوء و إبتسامة : لا بد أن فريد سعيد جدا
نيا بهدوء و هي تنظر له بإستغراب : لماذا تبدو لي منزعج من الأمر
منير بإنزعاج : بالطبع أنا كذلك فلطالم كنت المدلل في المنزل و الآن سأتي شخص و يأخذ مكاني في قلب أخي
نيا بإندهاش: هل أنت جاد
فنفجر منير ضحكا
منير : بالطبع لا ، بصراحة لست منزعج كل ما في الأمر هو أنه يرودني شعور سيء و كأن مصيبة على وشك أن تقع و لا زلت لا أعلم ما سبب هذا الشعور  ( و قد تحول وجهه لأكثر جدية )
نيا بنصف عين : تتكلم و كأن إحساسك صادق دائما
منير بوجه أكثر جدية : هو كذلك فعلا ، فقد شعرت بهذا الإحساس في حفل زفافنا أيضا
نيا و قد حملت كيس بذور الشمس و بدأت بفرقعتها : إذا كنت قد شعرت بهذا الإحساس يوم زفافنا فبالتأكيد إحساسك صادق
منير بهدوء : هذا ما أقوله أيضا
نيا بهدوء : ماذا تظنه سيحدث
منير بإبتسامة : يكفي أن ريا و فريد سيصبحون والدين هل يوجد مصيبة أكبر من هذه
فنفجر الإثنان ضحكا
من ناحية أخرى :
كان مروان متكأ على سريره ، فحمل الصورة التي لا طالم أخفاها خلف وسادته ، فظهرت صورة لطفل أشقر و هو يحضن طفل أصغر منه سنا بشعر أبيض و عيون بنفسجية
مروان في نفسه : روان .... أخي ... سأجدك عما قريب يا أخي و لن أتركك مجددا ... أعدك
فنام و هو يضم الصورة
من ناحية أخرى : كان روان لا يزال فاقد للوعي
و في مكان ما في أعماق روان ، ثلاثة أشخاص جالسين نسخة صبق الأصل عن روان ، كان يبدو أحدهم شديد القساوة أما الثاني فقد كان أكثر هدوءا أما الأخير فقد كان متلبك
الشخص الأكثر قساوة مكلما الشخص المتلبك بصرامة : إسمعني يا روان ، أنا لن أسامح المدعوة سمر على كل ما فعلته بك و لن أدعك تسامحها
روان بإرتباك : و لكن يا جاك .... سمر لم تفعل لي شيء
جاك صارخ : لم تفعل لك شيء ، تلك هي رأس الأفعى هي المتسببة بكل شيء و أنت تقول أنها لم تفعل شيء
روان بإرتباك مكلما النسخة الأكثر هدوءا : جاي كلم جاك ، إجعله يتوقف عما يفعله
جاي بهدوء : روان لا أحد يستطيع إقاف جاك إلا أنت ، نحن نفعل كل ما تريده ، و جاك لن يفعل إلا ما تطلبه منه
روان بإرتباك : و لكني ... قد طلبت منه ..  بالفعل .. أن يترك سمر لكنه رفض ... ذلك
جاي بهدوء : الأمر ليس كذلك يا روان ، نحن و أنت روح واحدة و نعرف كل شيء عنك.... ما لم نشعر أنك تريد ذلك حقا فلن نتركها
روان بإرتباك : و لكني أريد تركها .... حقا
جاي بهدوء : هل تريد تركها حقا ، فكر في الأمر جيدا ، هل تريد حقا إطلاق سبيل الشخص الذي دمر حياتك ، الشخص الذي جعلك مهزلة أمام أصدقائك ، هل تريد ذلك حقا
روان ممسكا برأسه : نعم أريد ذلك و لا تحاول تغيير قراري
جاي بهدوء : ألا تتذكر حقا ما فعلته بك تلك الفتاة هل نسيت كل تلك الضحكات و السخرية ، هل نسيت صوت حقا صوت السوط و صوت والدتك هل نسيت كل هذا
فأمسك روان برأسه أكثر و هو يصرخ : هذا يكفي ، أسكت ، لا أريد سماع شيء
جاي بهدوء : أنا تستطيع إسكاتي و لكن ماذا عن تلك الاصوات التي في داخلك كيف تستطيع إسكاتها
روان و هو يبكي بحرقة : أرجوك يكفي ، أرجوك لا أريد سماع شيء
إقترب جاك بهدوء من روان فحضنه لصدره بهدوء
جاك بأسى : لا تبكي روان ، صدقني سأنتقم من كل الذين أذوك ، كل من أذوك سيدفعون الثمن غاليا ، سترى ذلك بعينيك
في نفس الوقت كانت سمر واقفة تضرب الغرفة الزجاجية
سمر في نفسها و هي سائمة و تعب  : ماذا أفعل الآن ، يدي لم تشفى بعد و لم أعد أملك القوة لكسر هذا الزجاج
فجأة إمتلأت عيناها بالدموع فجلست بهدوء
سمر في نفسها : كيف حال والدتي الآن ، أتمنى أن تكون بخير
مشهد آخر : إنتهى حيدر من وصف مروان فظهر وجه مروان على اللوحة التي كان يرسمها الفنان الذي كان هناك
الظابط بصرامة مكلما حيدر : أهذا هو
حيدر و هو يهز رأسه إيجابا مشيرا بيده نحو اللوحة : نعم هذا هو ، هذا من أخبرني أن إسمه علي و أنه قد رأى سمر قبل إختفائها
الظابط بإبتسامة : حسنا شكرا لتعاونك معنا ، بإمكانك الذهاب الآن ، سنتصل بك عند أي جديد
حيدر بإبتسامة : حسنا شكرا لك
غادر حيدر المكان و عاد للمنزل
ما إن دخل حتى رأى سالي تغير الأكياس لوالده و تنظفه ( تسمح صدره و قدميه و يديه بقطعة من القماش )
فإبتسم بهدوء فأتى مشهد من الماضي الغابر أمام عينيه
إستيقظت سالي الصغيرة من النوم و أخذت تمشي بهدوء و هي فاقدة للوعي فقتربت من الطاولة الموجودة هناك فأخذت السكين الموجود أمام صحن الفواكه ، فأخذت تمشي حتى وصلت لغرفة والدها فإستيقظ حيدر من النوم على صوت خطواتها فلحق بها ، كان سالي واقفة تماما أمام والدها ، فرفعت السكين للأعلى  ، فندفع إليها حيدر مسرعا فأمسك يدها و أخذ السكين من يدها فضمها إليه و أخرجها بهدوء قبل أن يسيقظ الأب
حيدر بهدوء ممسكا كتفي سالي بعد أن عادو لغرفتهم : ما الذي كنت تفعلينه هل جننتي
عندها لاحظ أن سالي غير واعية لما يحدث أمامها ، فظهرت على ملامحه الإنصدام
حيدر بصوت منصدم : سالي ...
فضمها إلى صدره و أغمض عينيه بقوة ففتحها ليعود للحاضر و هو مبتسم
حيدر بإبتسامة : أحم أحم ... الأب و إبنته يقضون وقت جيد معا و أنا غير موجود
الأب بإبتسامة : حي...حيدر .... أه... أهلا بعو...بعودتك
فإقرب منه و قبل رأسه
حيدر بإبتسامة : شكرا لك يا أبي
سالي بتوتر : حيدر ... ماذا حدث بخصوص قضية سمر
حيدر بإبتسامة : أظن أنهم قد إقتربو من إيجاب الخاطف ، عندها سيسهل العثور على سمر
سالي بإرتياح : الحمد لله ، هذا جيد
حيدر بقلق : ماذا عن الخالة مريم
سالي بقلق : لا أعلم لم يسمح لي برؤيتها ، كل ما أعلمه هو أنها لم تتجاوز مرحلة الخطر
حيدر بحزن : يا إلهي ، أتمنى أن تشفى عما قريب
سالي بحزن : أتمنى ذلك أيضا .

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) Where stories live. Discover now