الفصل الثاني و العشرين : علاقة لطيفة و حادث

30 19 0
                                    

كان فريد نائم و هو يرتدي قميص أسود و سروال ، فجأة إقتربت منه ريا التي كانت ترتدي شورت رياضي أسود و قميصه و بدأت بإيقاظه
ريا بإستياء : فريد ... هيا إستيقظ .... هيا
ففتح فريد عينيه بصعوبة
فريد بقلق و هو يفتح عينيه بصعوبة  : ريا .... ما الأمر
ريا و هي تتصرف كطفلة صغيرة : فريد ، أريد أكل المثلجات الآن
فريد بإستغراب بعد أن إستيقظ كليا : مثلجات ؟؟؟ هل تعلمين كم الساعة الآن
ريا بإستياء و هي تضع يدها على بطنها : و لكني و طفل نريد أكلها الآن
فريد بهدوء : على الأقل إنتظري حتى الصباح فأشتريها لك
ريا بمبالغة : حتى الصباح ، فريد أرجوك لو لم آكل المثلجات الآن فقد أموت
فريد بهدوء : لقد كان لدينا بعض المثلجات في الثلاجة بالفعل
ريا بإستياء : فريييد ، لم يبقى سوى ذوق المانجا و أنا أتحسس منه ، أريدك أن تأخذني إلى المحل الذي إعتدنا الأكل منه
فريد بهدوء : و لكن عزيزتي هل تظنين أننا سنجده مفتوح في هذه الساعة
ريا بصرامة : فريد ، هل ستأخذني أم أذهب لوحدي
فريد بإستسلام : سآخذك ، سآخذك
ريا بعد أن وقفت بنشاط و أسرعت ناحية الباب " هيا بنا "
فريد بإستغراب : هل سنذهب بالبيجامة
ريا بإبتسامة : كل المدينة تعلم أننا مجانين بالفعل ، لهذا لا تقلق
فريد بهدوء : حسنا ، لقد هزمتني
ركب كل من فريد و ريا السيارة فأمسكت بيده و هي في غاية السعادة ، فإبتسم فريد لذلك فأنطلق لمحل بيع المثلجات
ما إن وصلو حتى كان المحل مغلق بالفعل
فنظر فريد في ريا بعتاب : أخبرتك أنه سيكون مغلق في هذه الساعة
ريا بحزن : و لكني أريد تناول المثلجات في هذه الساعة
فنظرت في فريد نظرة رجاء ، ففرك فريد رأسه بسرعة
فريد بإستسلام : تعلمين أني لا أستطيع رفض لك أي طلب خصوصا و إنت تنظرين لي بهذه الطريقة
فحمل هاتف و أجرى إتصال
فريد بهدوء : ألو العم فارس
العم فارس بصوت ناعس : نعم سيد فريد ، هل هناك خطب ما لتتصل بي في هذه الساعة من الليل
فريد بهدوء : بصراحة يا عم ريا حامل
العم فارس غير مصدق : حقا ، ألف مبروك
فريد بإبتسامة : شكرا لك و لكنها تريد أن تتناول المثلجات في هذه الساعة و كل المحلات مغلقة
العم فارس و هو يضحك : هذا طبيعي أثناء الحمل ، بإمكانك القدوم لمحلي و سأعطيك ما تريد
فريد بإبتسامة : شكرا لك يا عم ، نحن أسفل المحل بالفعل
فنظر العم فارس من النافذة فرفع فريد يده قليلا
العم فارس بهدوء : حسنا أنا قادم
نزل العم فارس للأسفل و قد كان عجوز في السبعينيات من عمره يبدو عليه اللطف
العم فارس بإبتسامة و هو يسلم على فريد : ألف مبروك مرة أخرى يا إبني
ثم إلتفت لريا بإبتسامة : ألف مبروك يا إبنتي
ريا بإبتسامة خجلة : شكرا لك يا عم
العم فارس بإبتسامة : قال لي فريد أن تريدين تناول المثلجات ، إنتظري لفترة و سأعطيك أفضل كأس على الإطلاق و سيكون كما تحبينه
ريا بإبتسامة : أتطلع إيه
فضحك العم فارس ، ضحكته الطيبة و الغريبة المعهودة عنه
فتح المحل و أعطى لريا كأسا مملوءا بالمثلجات من كل الأنواع و آخر لفريد ، فباشرت ريا في أكله بسرعة و هي في غاية السعادة ، كانت تبدو كطفلة بالفعل ، أما فريد فقد كان يأكل بهدوء ، بعد فترة أنهت ريا كأسها فنظرت لفريد الذي كان قد بدأ كأسه للتو فأعطته كأسها ليمسكه فأخذت كأسه و بدأت تأكل منه فنظر لها بإندهاش ثم إنفجر ضحكا ، أما ريا فلم تعره أي إهتمام و أكملت أكلها للمثلجات
بعد لحظات إقترب منهم العم فارس و هو يحمل علب مثلجات فأعطاها لفريد
فريد بخجل : لا أعلم ماذا أقول ، أعتذر لقد عذبناك معنا
العم فارس بإبتسامة : عن أي عذاب تتكلم ، سعادة هذا العجوز هي رؤية الأطفال مثلكم يستمتعون بما يصنع و هذا يكفيني
فأدخل فريد يده داخل جيبه فأخرج حقيبة نقوده ، فأمسك العم فارس يده
العم فارس بهدوء : أعد مالك لجيبك و لا تخجلني يا بني ، فهذا المحل محلك كما هو محلي ، إعتبرني كوالدك ، هل كنت ستعطي المال لوالدك لو إشتريت منه شيء
( فنفى فريد ذلك بهزة من رأسه ) إذا إحتفظ بهذا المال و إشتري به شيء لزوجتك و إبنك
فريد بتأثر : أنا حقا الآن لم يعد لدي ما إقوله غير شكرا لك
العم فارس بإبتسامة : العفو يا بني ، العفو
غادر فريد من المكان و ركبا سيارتهم
فريد بهدوء : هل تريديننا أن نذهب في جولة في المكان
ريا بحماس : حقا ، نعم أريد
فريد و هو مبتسم بهدوء : هيا نذهب إذا
فذهبا لأقرب بحر موجود هناك ، فأخذا يمشيان على الشاطيء و هما يتبادلان أطراف الكلام و الضحكات ، فدخلت ريا للبحر و بدأت برش فريد الذي كان يحاول تجنب الماء لكي لا يتبدل ، فرفع سرواله الفضفاض فدخل معها للبحر و بدأ برشها هو الآخر ، ثم جلسو على الشاطيء قليلا و هم يضحكون
فريد و هو يضحك : أنظري لشعرك لقد تبلل كليا
ريا و هي تضحك : أنت أيصا مبلل كليا ، من الجيد أني قد أحضرت المنشفة من السيارة
فحملها ( المنشفة ) و أجلس ريا بين قدميه فبدأ بتجفيف شعرها و هي تضحك ، ثم قامت هي بمسح شعره و قد كانا في غاية السعادة
ريا بهدوء : فريد
فريد بإبتسامة : همم
ريا بإبتسامة هادئة : فريد ...
فريد بهدوء و إبتسامة : نعم
ريا بإبتسامة و شعرها يطير مع الرياح : أريد أن يتوقف الوقت في هذه اللحظة ، أنا خائفة أن لا يكون هذا ليس سوى حلم فأستيقظ منه
فريد بإبتسامة واضعا يده على خدها بعد أن أجلسها بجانبه : ريا هذا ليس حلم ، و أتمنى أن يقدرني الله لأجعل حياتك كلها أفضل من أي حلم جميل
فعانقته ريا بتأثر
فوقف فريد بحماس و مد يده لريا ، فإبتسمت فأمسكت بيده فساعدها في الوقوف
فريد بسعادة : أين سنذهب الآن سيدتي
ريا بسعادة : فلنذهب لمحل البيتزا القريب من هنا
فريد بإستياء : حقا
ريا بحماس : هيا هيا
فريد بإستسلام : كما تريدين سيدتي
ذهبو لمحل البيتزا الذي كان يعج بالناس ، هذا المكان الوحيد الذي يعرف بالحي الذي لا ينام ، فتحت ريا بسرعة الباب للخروج و لكن فريد أوقفها " لا تنزلي "
ريا بإستياء : لماذا
فريد بهدوء : أنت تعرفين هذه الاحياء ، المكان مملوء بالفعل بالشباب ، و أنت ترتدين شورت قصير فإن نظر لك أي شخص نظرة خطأ فقد أقتله و أنت بالتأكيد لا تريدين  لزوجك أن يذهب للسجن
ريا بتفهم : حسنا ، المرة للقادمة ستأخذني لمكان محترم و يعج بالفتيات و عندها لن أسمح لك بالخروج و إلا فستخسر عينيك
فريد بإبتسامة : حسنا إتفقنا
خرج فريد لفترة ثم عاد و هو يحمل بيتزا من الحجم الكبير فإستقبلها ريا بسعادة و أخذت تأكل دون إنتظار فريد
فريد بإبتسامة بعد أن جلس في السيارة مجددا : هل تريديننا أن نشتري شيء آخر قبل العودة للمنزل
ريا بإبتسامة : أريد بطيخ
فريد بإستياء : ريا حقا ، البطيخ يكون في الصيف و نحن في منتصف الربيع ، كيف سآتي لك به
فتوقفت عن الاكل و نظرت له بنصف عين
ريا بهدوء : كنت أمزح هذه المرة
فنظر لها بنصف عين هو الآن ، ثم إنفجرو ضحكا
فريد بإبتسامة : إذا ما الذي تريدينه
ريا بإبتسامة : فلنعد للشاطيء أريد رؤية الشروق
فريد بإبتسامة : كما تريدين
فذهبو لهناك بسرعة فجلسو على السيارة ينتظرون الشروق
ريا بهدوء و تطلع : بقيت دقيقتين .... بقيت دقيقة .... 10 ، 9 ، 8 ،7 ، 6 ، 5 ، 4 ، 3 ، 2 ، 1 فبدأت الشمس بالشروق
فبتسم كل من ريا و فريد
فريد بإبتسامة : أتمنى أن ينير هذا الطفل حياتنا مثلما أنارت الشمس المكان
ريا بإبتسامة : أتمنى ذلك أيضا
ثم نظرت له بهدوء
ريا بإبتسامة هادئة : فريد لقد خطر علي إسماء ، لو كان صبي سنسميه نور أو ضياء و لم كانت فتاة فسنسميها شمس أو شروق
ثم إبتسمت " ما رأيك بهم "
فريد بهدوء وإبتسامة : جميلة ... جميلة جدا
و أخيرا جلسا في السيارة عائدين للمنزل ، كانت الأجواء هادئة و لطيفة ، فجأة علا صوت الرنين فنصدم فريد  لقد ظهرت شاحنة من لا مكان فإصطدمت بالسيارة فدفعتها بعيدا و قامت بقلبها فتحطمت نافذتاها فخرجت منها يد فتاة و هي تنزف فجأة إنفجرت السيارة و إشتعلت فيها النيران
من ناحية أخرى كان منير نائما فسمع صوت من الزمن البعيد صوت فريد و هو طفل " منير لو حدث لي شيء فأكمل ما بدأناه و عش حياتك و حياتي و كن سعيد دائما " فإستيقظ منير و هو مفجوع ، كان يتنفس بسرعة و هو متعرق ، شعر و كأن روحه قد خرجت ، فإستيقظت نيا هي الأخرى مفزوعة فخافت أكثر عندما رأت منير في تلك الحالة
نيا بقلق : منير ما الأمر
منير بصوت مرتعش: نيا أنا لست بخير ، لقد رأيت كابوس لم أره منذ زمن و أنا خائف ( فبدأ يحرك رأسه بالنفي ) لالا علي أن أذهب لأطمئن على أخي
نيا بقلق و قد إمتلأت عيونها بالدموع : أنا أيضا لا أشعر أني بخير ، سآتي معك لأطمئن على ريا
فوقفت نيا من سريرها بسرعة فأمسك منير بيدها
منير بهدوء بعد أن أخذ نفس عميق : الوقت متأخر فلننتظر قليلا حتى يستيقظوا
نيا بتوتر : لكني إريد رؤية ريا الآن
منير بهدوء : نيا إهدئي ، إن شاء الله سيكون كل شيء بخير سنراهم بعد قليل إنتظري قليلا فقط أوكي
فهزت نيا رأسها بهدوء و عادت للجلوس ، فوقف منير بكسل كعادته على لوح تزلج كهربائي و الذي مشى به للحمام
قام منير ينظر لنفسه في المرآة الحمام للحظات بنظرات خالية من الحياة فمر شريط من الماضي البعيد أمام عينيه

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن