الفصل السابع و العشرون :

25 14 10
                                    

جاك صارخ : لم أستطع .... تعلم اني لا أستطيع ان أرفض له طلب ما إن يطلب مني شيء حتى يتجمد جسد كليا و يتحرك وفق رغبته و رغم اني أحزن من بعض قراراته و لكن لا أستطيع معارضتها دائما و هذه المرة الأولى بعد كل هذه السنين التي أرى فيها روان يدافع عن شيء ما بهذه القوة إذا كيف تريدني ان أقف في وجهه
فتنهد جاي تنهيدة طويلة ، في نظر في جاك بإنزعاج
جاي بنبرة عالية قليلا و معاتبة : أريد ان أفهم فقط لمتى ستبقى كالخاتم في إصبع روان ، ألم تتعب بعد
جاك صارخ : هذا ليس من شأنك ، هذه حياتي انا و لي الحق في عيشها كما أريد
جاي بإنزعاج : عشها كما تريد و لكن لا تزعجني ، فبسبب تصرفاتك الغبية و الغير مسؤولة إنظر أين نحن الان ، بسبب تبخر حلمي في العيش حياة هادئة
جاك باستهزاء : و هل يمكن للشيطان أن يعيش مرتاح
جاي ساخرا من جاك : هذا ما أقوله فلا أنت تعيش مرتاح و لا تتركنا نرتاح
جاك بغضب : إحمد ربك صباح و عشية أنك تعيش في جسد روان أيضا و إلا لكنت أريت مكانك جيدا
جاي بإنزعاج : لقد كنت أفعل ذلك دائما و لكن ليس بعد أن إكتشفت أني أتشارك نفس الجسد مع شخص متهور مثلك ، سيجلب نهايتي و نهاية روان
فجأة يظهر روان بينهم و هو متعب
جاي بإبتسامة : ها قد أتى حبيب قلبك و إبنك و و أخيرا حان وقت لقائي بمروان
فيسرع جاك في معانقة روان بينما يغادر جاي المكان
جاك بقلق : روان هل انت بخير
روان بإبتسامة متألمة : بخير و لكني أشعر بالنعاس
جاك و و هو يتكلم بسرعة : تعالى لتنام إذا
فجلس روان على الأرض و نام و جلس جاك بجانبه
بالعودة لخارج جسد روان :
يستيقظ روان فيلاحظه مروان الذي كان يربت عليه بهدوء
مروان بصوت خافت : هل أيقضتك
روان بهدوء : لا لم تفعل و أيضا انا جاي و لست روان لهذا نادني بإسمي
مروان بإستغراب و إبتسامة : من الجيد اني لست من أيقظك و سأحاول التعود على مناداتك بجاي ( ثم أمال رأسه بإبتسامة هادئة ناحية الطريق ) أظن انه علينا الذهاب فقد تأخرنا بالفعل
جاي بهدوء : أجل فهذا ما كنت سأتكلم عنه بالفعل
فوقفو و إستمرو في مسيرهم
فجأة توقف مروان و ظهرت عليه ملامح الانصدام
مروان و هو يصطنع الهدوء : روان هل هذه الغابة هي التي تطل على المحطة حافلات الازهر
جاي بإنزعاج : إنه جاي
مروان بإنزعاج : آسف يا جاي و لكن هلا أجبتني على سؤالي
جاي بعد أن تنهد : نعم إنها نفسها لماذا تسئل
مروان صارخا : اللعنة
جاي صارخا : ماذا هناك
مروان و هو شارد الذهن : أديل يسكن في هذه الأنحاء ، فإن رآنا فسأقع في ورطة

مشهد آخر :
وصلت هند للمصنع فنزلت من السيارة هي تحمل مسدسها فوضعت إصبعها في الزناد و هي تنزله للأسفل و هي تتحرك بهدوء لمحاصرة المكان و مداهمته و بعد لحظات لحقت بها مجموعة من الشرطة فحاصرو المكان كله و صوت سيارات الشرطة يملأ المكان
هند في نفسها : أغبياء من قال لهم أن يشعلو صوت السيارات ، أتمنى فقط أن لا يكون الخاطف قد تمكن من الهروب بالفعل ، فتدخل هند للمصنع بحذر و هي تلتفت يمينا يسارا مصوبة مسدسها نحو الأمام ، فتلمح الغرفة الزجاجية التي بداخلها سمر ، فتسرع ناحيتها ، و ما أن تلمحها سمر حتى تبدأ بضرب الزجاج بكفيها و هي كلها شوق للخروج من قفص الفخاخ هدا ، تصل هند لسمر فتجد المفتاح على الأرض فتفتح لها الباب ، فتسرع سمر في الخروج و تضم هند و هي تبكي ، فتمسح هند بهدوء على رأس سمر
هند بصرامة : أتمنى أن تهدي سيدتي و أخبرينا أين يختبأ الخاطف
سمر هي تحاول الهدوء : لا أحد هنا ، لقد هرب عندما سمع صوت سيارة الشرطة
فتضرب هند الارض بقوة صارخة " اللعنة "
هند في نفسها : توقعت ذلك ، لا أعلم لماذا أرسلو لي مجموعة فاشلة لا تعرف كيف تقوم بعملها
ثم تلتفت لسمر و تضع يدها خلف ظهرها
هند بهدوء : لا تقلقي انت معنا و لن يصيبك أي مكروه ، ستأتين الآن معي سأوصلك للمستشفى للتتعالجي من جروحك ثم سنأخذ أقوالك
سمر بقلق : ماذا عن أمي
هند بإستغراب : ماذا بها
سمر بتوتر : لقد أخبرني الخاطف ان أمي قد تعرضت لحادث
هند محاولة إخفاء توترها بنبرة صارمة : إذا فأنت تعرفين ، هذا جيد لأن الأمور ستكون أسهل ، سيكون بإمكانك مقابلة والدتك بعد إنتهاء التحقيق
سمر بقلق : كيف حالها الآن ؟
هند بصرامة تألمها أكثر مما تألم سمر : أعتذر لا أستطيع التكلم حول حال المريضة حاليا
ركبت كل من سمر و هند السيارة ، و ربطا حزام الأمان
سمر بتوتر : صحيح ، حيدر و سالي لم يفعلا شيء ليسا هما من خطفاني
هند بصرامة : هل الخاطف هو من أخبرك بكل هذه المعلومات
فتهز سمر رأسها إيجابا بهدوء
هند : يبدو أنه قد كانت له معك عداوة شخصية لينقل لك أخبار سيئة كتلك و أنت مخطوفة و في حالة نفسية سيئة
ثم نظرت لسمر في نصف عين فوجدتها شاردة الذهن
هند في نفسها : مسيكنة الله وحده من يعلم ما قاسته في الأيام الماضية لتكون في هذه الحالة
سمر بهدوء : ألن تبحثو عنهم في الارجاء
هند بهدوء : لا فائدة من ذلك فنحن لا نعرف مواصفات الخاطف نحتاج لرسم صورة له و إلا فيستحيل معرفه وسط الناس
ثم عادت سمر لشرودها مجددا ، فقد كانت تعود ل 15 سنة للوراء :
كانت الام مريم تحظر العشاء بإبتسامة و هي تدندن ، ثم ليأتي صوت لطيف يناديها " أمي ... متى سيحظر العشاء أنا جائعة " ، فلتفت الأم ناحية الصوت بإبتسامة هادئة " لم يبقى القليل لينضج العشاء ( ثم جلست على ركبيتها و وضعت يدها على خد سمر بحنية ) و أنا و عزيزتي سمر سنجهز المائدة و تنتظر قدوم بابا من السفر ( ثم أمال رأسها بإبتسامة ) حسنا
سمر بإبتسامة : حسنا أمي
فعانقتها أمها بقوة و بحنية في نفس الوقت
مريم بإبتسامة : هيا بنا
فجلست مريم تحظر المائدة مع سمر و بعد دقائق نضج العشاء بالفعل و وضعوه على المائدة و لم يبقى سوى وصول الأب ، كانت مريم و سمر ينتظرون بسعادة و لكن اللحضات قد طالت و أصبح دقائق ، فنظرت مريم في سمر الجائعة
مريم بهدوء : عزيزتي هل أنت جائعة
سمر بهدوء : كثيرا
فإبتسمت مريم إبتسامة حزينة ، ثم إقتربت من سمر و وضعت جبهتها على جبهة سمر ، ثم إقتربت من السفرة و قامت بصب الحساء لسمر و أعطتها قطعة من اللحم الطرية
مريم بإبتسامة : هيا كلي عشائك عزيزتي
سمر بإستغراب : ماذا عن أبي
مريم بإبتسامة هادئة : يبدو أن بابا سيتأخر في العودة ، لهذا يجب أن تأكلي عشائك و تنامي باكرا لكي لا يغضب عليك البابا عندما يعود ، حسنا
سمر في نفسها : لماذا تبدو أمي منزعجة جدا ، لابد أنها قلقة على أبي و علي أن لا أزيد الامر عليها
فنظرت سمر في أمها بإبتسامة : حسنا
فتأكل سمر عشائها و والدتها تنظر لها بإبتسامة حزينة
مريم في نفسها : غريب ، لقد تأخر على غير عادته ، هل يعقل أن يكون التأخر من طرف الباخرة التي يجب أن تقله ( فتضع يدها على صدرها في قلق ) أتمنى أن يكون الأمر كذلك
تنتهي سمر من تناول عشائها ثم تنظر لأمها في إبتسامة : الحمد لله
الأم بإبتسامة مصطنعة : أغسلي أسنانك و إذهبي للنوم
سمر بحماس : حسنا
فتركض سمر للأعلى بحماس تاركة والدتها قلقة و ظلت مريم تنتظر قدوم زوجها لساعات ، أفرغت المائدة و غسلت الصحون و هي لا تزال تنتظر عودته ، قامت لصلاة قيام الليل و قرأت القرآن و لكن زوجها لم يعد بعد ، لقد أذن الفجر بالفعل فقامت لصلاته و عادت لقرائة القرآن ، ثم دخلت للمطبخ لتحظر شيء للفطور الصباحي مع ذلك لم يصل بعد ، لقد وصل قلقها لحدوده الأقصى و لم يعد لإمكانها البقاء لإنتظاره أكثر ، فلبست حجابها الرمادية مع طرحته الرمادية و خرجت للشارع ، كان الشراع فارغ بأجواء غائمة ، كان مريم تجري ممسكة بطرف طرحتها تبحث عن أي أثر لزوجها و لن لا شيء ، لقد وصلت للمناء بالفعل ، أخذت تبحث عن الباخرة من المفترض أن تحظر زوجها للبلد ، و أخيرا وصلت إليها أخت الرياح تحرك طرف طرحتها و كانت عيناها تبحث في العمال هناك باحثة عن زوجها و لكن بدون فائدة فهو لم يكن من بين الحضور فظهر نوع من خيبة الامل و الخوف على ملامحهة فقد كان الناس قد غادرو بالفعل و بداو بإفراغ أمتعة التجار و الأمتعة الفقودة و التي تباع في شارع الخلفي و أحيانا تباع في السوق السوداء ، ليقابلها ربان السفينة
مريم بقلق : أرجو المعذرة ، متى وصلت هذه السفينة
الربان بإنزعاج و هو يكتب في دفتره دون أن ينظر في وجه مريم : البارحة ليلا لما تسئلين ؟
مريم بقلق : من المفترض أن يعود زوجي البارحة بواسطة هذه السفينة و لكنه لم يعد ، لهذا أتيت لأسئل عنه
فتغيرت ملامح الربان و تجمد مكانه ، رفع بصره ناحيها مما زاد إصفرار وجهه
مريم بتوتر و قلق واضحين : ماذا ... هناك ، لماذا لا تجيب... أي زوجي ، لماذا لم يعد ... هل تأخر عن السفينة
دخل الربان لداخل السفينة دون أن ينطق بكلمة تاركا مريم غارقة في خوفها ، ليعود بعد فترة و هو يحمل بعض الأغراض في يده ، كانت مريم تنظر له بإستغراب محاولة إبعاد أي فكرة سيئة عن رأسها مما جعل عينيها تمتلأ بالدموع
مريم بصوت مختنق : ماذا هناك لماذا لم تجبني
فقترب منها الربان و نزع قبعته ، مما جعل مريم تنهار و تعود خطوات للوراء غير مصدقة ، فتحرك رأسها بهدوء رافضة
مريم بصوت خافت غير مصدق : أنت تكذب
الربان بصوت هادىء : البارحة لقد تعرض السيد فواز لطعنة سكين من طرف أحد السكارى و ... لقد مات على الفور
فنزلت دمعة من عيني مريم و هي غير مصدقة ، فقترب منها الربان و أعطاه الأغراض التي كان يحملها
الربان بهدوء و آسف : هذه هي الأغراض التي كان يحملها
فوضعها في يدي مريم المرتعشتين ، فنزل دمعتها عليهم فتخونها قديمها فتسقط على ركبتيها ، كانت أغراضه هي عبارة عن سلسلة على شكل قلب مفتوحة تحمل صورة عائلية له و لمريم و سمر و قد كانت مملوءة بالدماء ، و محفظة بينة صغيرة الحجم ، فأخذت مريم تلمسهم غير مصدقة ، ثم رفعت رأسها ناظرة ناحية الربان
مريم و هي تضحك ضحكة غريبة : أنت تكذب ... أنت تكذب
( ثم أخذت تصرخ بأعلى صوتها ) فواااااااز ، هل تسمعني ... فواز
الربان بأسى : أرجوك سيدتي هدئي من روعك
و لكنها قد إسمترت بالصراخ مما دفع الشرطة للتدخل و الطاقم الطبي الذين قامو بحقنها بحقنة مهدئة ، لتسقط مغشيا عليها ، فقترب الربان و قص للشرطة ما حدث فوكلت الطاقم الطبي بإيصالها لمنزلها بأمان و هم يشعرون بالأسى عليها
بعد دقائق وصلت سيارة الإسعاف لمنزل سمر ، التي كانت قد إستقيظت منذ فترة و جهزت نفسها للمدرسة ليوقفها صوت دق الجرس ، فذهبت لفتحه بهدوء ، لتنصدم بالإسعاف يحملون والدتها
سمر صارخة بقلق : أمي ...
فأسرعت ممرضة إليها لتهدئها
الممرضة بهدوء : لا تقلقي لقد فقد الوعي ليس إلا
سمر بقلق : ما الذي حدث لها ، لماذا فقدت الوعي
الممرضة بهدوء : عزيزتي هناك شيء يجب أن تعرفيه
سمر بقلق : ما هو
الممرضة بهدوء : لقد قتل ... والدك البارحة ... و يجب أن تعتني بوالدتك حسنا
كان وقع هذا الكلام على سمر التي لم تتجاوز 6 سنوات ثقيلا جدا
سمر بهدوء و هي مصدومة : أبي قد مات ( ليبدأ صوتها بالاختناق ) أبي... قد .. مات .... أ....أبي....قد....مات
لتنفجر بالبكاء صارخة : أبيييييي
مشهد آخر بعد بضع ساعات :
كانت مريم جالسة كجسد بلا روح أمام جثة زوجها و كان الناس يدخلون و هم يعزونها و يعزون سمر ، و لكن حتى في الموت لا يستطيع الناس إغلاق أفوههم و إحترام مشاعر أهل الميت ، فبعد بضعة دقائق حتى تسمع جمل هنا و هناك " مسكينة سمر لقد فقدت والدها في عمر الزهور " ، " أجل مسكينة فلا عوض للأب بعد رحيله " ، " هل تظنون أن أمها ستتزوج مرة أخرى " ، " لا أعلم و لكن لا أظن و إن حدث ذلك فماذا سيحدث لهذه الطفلة المسكينة " ، " المسكينة لن تنعم بالحب الذي قد كانت تتمتع به و بعد الزواج حتى أمها ستصبح معاملتها لها بجفاء " ، كانت هذه الكلمات تتردد على مسامع سمر مما جعلها تشعر بالغيض فتغادر المكان و هي تبكي
و بعد بضعة أيام : تخرج سمر ذاهبة للمدرسة و كان كل من ينظر إليها يوشوش للآخر " أنظر إنها الفتاة التي فقدت والدها قبل مدة " ، " أهذه هي يا للمسكينة لا تزال صغيرة جدا لتتعود العيش بدون والدها " و قد كان الأمر يتكرر في كل مكان تذهب إليه مما جعلها تكتم غيضا لا يعلم بحجمه إلا الله
ليقاطع ذكرياتها صوت يناديها و تعود للواقع :
هند بقلق : سمر هل أنت بخير
سمر بتوتر : أجل أنا بخير
هند بقلق : هل أنت واثقة
فتهز سمر رأسها بإبتسامة
سمر بقلق : متى سنصل للمستشفى
هند بحزم : علينا الذهاب للمخفر أولا ثم نذهب للمستشفى
سمر بإبتسامة : حسنا

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) Where stories live. Discover now