الفصل السابع : مشروع ؟!

41 19 10
                                    

وصل مروان للمنزل فدق الجرس ، فأتاه صوت مرح من خلف الباب " أنا قادمة " ، فتحت فتاة صغيرة الباب بإبتسامة تشق وجهها
مروان بإبتسامة و هو يغمز للفتاة : كيف حالك أميرتي
فلمعت عيناها و قفزت في حضنه بسعادة و هي تصرخ فرحة " أخي مروان ، لقد عاد أخي ، لقد عاد "
مروان و هو يضحك : من يسمعك يقول لم تريني منذ شهر و قد رأينا بعضنا هذا الصباح
الفتاة بإبتسامة : حتى و لو كان الأمر كذلك فلقد إشتقت لأخي كثيرا
فحملها مروان بإبتسامة " و أنا أيضا إشتقت بأميرتي الصغيرة ياسمين كثيرا "
فقبلها على خدها بقوة ثم دخل للمنزل و هو يحملها بين يديه ، جاء صوت هادئ من الخلف يناديه " لقد أتيت أخيرا " ، إلتفت و إبتسم بهدوء " نعم أمي "
فجأة هجم عليه أحدهم من الخلف و هو يضع ساعده على رقبة مروان و كان يخنقه معاتبا " لقد عدت أخيرا لا و قد أصبحت تتصرف كشخص مأدب عد لطبيعتك فهذه التصرفات النبيلة لا تناسبك "
مروان صارخ : لقد كسرتي ظهري يا هند
فأصبح وجهه أحمر و صوت يكاد ينعدم : أنا أختنق .. أختنق
ياسمين و الدموع في عينيها بعد أن رأت حال مروان : أخي ...
فنفجرت بالبكاء : آآااااه أخي ، هند تخنق أخي مروان .... أخي ....
ثم إلتفتت ناحية هند و بدأت بضربها بيديها الصغيرتين : أتركيه ... أتركيه
هند بإنزعاج : إنه يمثل فقط توقفي عن هذا يا ياسمين
ياسمين و هي لا تزال تبكي : لااااا أتركيه ....
تركت هند رقبة مروان فأخذ يتنفس بأنفس متقطعة فضربته هند بقوة على رأسه
هند بإنزعاج : يكفي تمثيل فلقد أخفت ياسمين
فرفع مروان رأسه بإبتسامة و هو يحك شعره : آسف أميرتي الصغيرة إن كنت قد أخفتك
فحضنته ياسمين و هي لا تزال تبكي
ثم نظر لهند بإنزعاج : و لكن من يستقبل أخاه الصغير بهذه الطريقة
هند بإبتسامة و هي تشد خدود مروان : أنا إن لم أستقبل أخي الصغير و الجميل بهذه الطريقة فسأفقد الهدف الذي أعيش من أجله
مروان : تقصدين إزعاجي
هند بإبتسامة و هي ترفع يديها : هذا صحيح 
الأم بهدوء ممزوج بإنزعاج : ما كل هذا الذي يحدث أمامي ، هند هل هكذا تعاملين أخاك بعد أن جاء متعب من العمل ، حتى أنك قد أخفتي ياسمين
هند بإزعاج و هي تتأفف : أمي أنت تنحازين لإبنك دائما هو من كان يمثل أنه يختنق لهذا خافت ياسمين
فجأة جاء صوت رجل كبير في السن من داخل المنزل : ما الذي يحدث هنا
هند بنبرة طفولية مثيرة للشفقة : أبي إن أمي تنحاز لمروان دائما
الأب بصوت حنون : و لكن بابا يحب هند كثيرا و الآن إسمحي هذا التعبير البائس عن وجهك الجميل هذا و إرسمي إبتسامة لطيفة تليق بإبنتي هند
هند بإبتسامة : أبي لم أعد طفلة لتخدعني بهذه الطريقة
فأشار بسبباته على شفتيها
الأب بإبتسامة : و لكنها لا تزال فعالة
فبإبتسمت و عانقت والدها " أحبك كثيرا يا أبي " ، فإلتفتت ياسمين و رأت ذلك المنظر ، فرفعت يديها إتجاه والدها " و أنا أيضا .... عانقني يا  أبي ...و أنا أيضا عانقني "
فظل ينظر إليهم مروان بحزن في عمقها غيرة
فعانقته والدته بحنية : أووه طفلي الغيور هل تركوك وحدك
ثم إقتربت منه هند و ياسمين فعانقاه أيضا أما والده فقد كان ينظر إليهم من بعيد
بعد لحظات جلست العائلة في غرفة الإستقبال و بحيث جلست ياسمين في حضن مروان و والده أمامه برفقة هند أما والدته فقد كانت تسخن له العشاء
هند بنبرة قوية و متسلطة كعادتها : إذا تكلم ماذا حدث معك اليوم و لماذا تأخرت
مروان بإبتسامة مشرقة : و لماذا علي إجابتك
فأحس بنظرة باردة إتجاهه نعم إنها نظرات والده فرتعش مكانه
مروان : لقد كنت شاركت بتجارب أداء البطل لفيلم جديد و قد كان هناك الكثير من المشاركين لهذا تأخرت
ياسمين بإبتسامة و حماس : رائع ، لقد إختارو أخي بالتأكييد لأنه مثالي
ثم نظرت فيمروان بعيون براقة : أنا محقة صحيح ... صحيح
مروان بإبتسامة : نعم هذا صحيح
ياسمين بسعادة و حماس : هيه لقد عرفت ذلك
الأب بنبرة باردة : ما قصة الشخصية التي ستمثلها
مروان بإبتسامة : الشخص الذي أمثله إسمه علي و هو عامل في شركة والده و لكنه ضعيف الشخصية
الأب ببرود : إذا فالقصة هي عن حياة هذا الشخص و كيف تطورت شخصيته
مروان بإرتباك : هذا.... هذا صحيح
الأب ببرود : ماذا عن الراتب
مروان بهدوء و الحزن ظاهر من عينيه : كما أرتده أن يكون
الأب : هذا جيد ، إعمل جيدا
مروان بإرتباك: أكيد
غادر الأب للمكتبه ، أما مروان فقد بدأ يتنفس صعداء
مروان بإبتسامة : لقد نعست سأذهب لأنام
فقبل ياسمين التي نامت بين ذراعيه فحملها معه ، خرجت الأم من المطبخ بإبتسامة : هيا مروان تعال لتتناول عشائك مروان بإبتسامة تخفي حزنه : لا لم أعد جائعا
قبل رأسها ثم غادر و هند تنظر إليه بحزن  
هند و هي تحك شعرها بتعب و هي تتناوب : أنا أيضا سأذهب لأنام
فضمت والدتها و قبلت رأسها هي الأخرى ، و غادرت إلى غرفتها و في طريقها مرت على غرفة مروان ، توقفت عندها لدقيقة و هي مترددة ثم دقت الباب
مروان : تفضل
دخلت هند للغرفة و كان مروان نائما و هو ينظر نحو الناحية الأخرة
هند بإرتباك : أحم أحم ... هل ... هل أنت تبكي
مروان بغرور : أبكي هل جننتي لماذا أبكي ، أنا لم أبكي قط في حياتي
فقتربت منه و أدارت رأسه ناحيتها فسالت دموعه على خده فوضع ساعده على وجهه
هند بإنزعاج : مروان أيها الغبي ، لازلت تبكي كالأطفال
مروان صارخا : أنا لا أبكي لقد تحسست عيوني قليلا ليس إلا
هند بإستياء : لا أصدق أنك لازلت تنزعج من والدي
مروان بصوت مرتفع متناقض مع كلامه : لا لم أنزعج منه لماذا أنزعج حتى
هند و هي تكتم أعصابها : كم مرة قلت لك لا تمثل و لا تكذب أمامي أو علي كن دائما على طبيعتك
هند و هي تحك شعرها قليلا على الأطراف ببطئ و هي تنظر بعيونها نحو الناحية الأخرى : تعلم أنه بإمكانك الفضفضة لي صحيح
مروان بإبتسامة : حقا لا يوجد شيء
هند بإبتسامة صفراء : يعني هذا أنك لن تتكلم
فقامت بخنقه بعد أن صعدت على سريره : هيا تكلم
مروان صارخ بطريقة مبالغة : سأموت ، سأموت
هند بإبتسامة : هكذا أحبك كن على طبيعته و الآن تكلم
مروان بإبتسامة : كل ما في الأمر هو أني قد نسيت أني مجرد عبد أو على الأحرى مجرد مشروع
ثم بدأ صوته بالإختناق : نسيت أنكم لستم عائلتي و أنه ليس لدي مكان في عائلتكم المثالية لهذا أبي لا يحبني ، نسيت أني أعمل لأرد لكم دينكم و لتعطوني حريتي ، لقد نسيت كل هذا لهذا ( بدأ دموعه بالنزول و هو ممسك بشعره ) أنا ألوم نفسي فقط كيف إستطعت نسيان كل هذا
هند و الدموع قد ملأت عينيها : مروان ....  أيها الوغد الصغير
فوقف مروان فوق السرير بإبتسامة و حماس : لكني لن أهتم و أنت لا تنتهمي بعد الآن لأني سأصبح النجم الأول في العالم و سيسمع الجميع إسمي ، سيطلبون توقيعي
ثم نظر في هند بإبتسامة صفراء مستفزة : حتى أنتي ستطلبين توقيعي و لن أعطيك
هند بإستغراب واضح من تغيره السريع و بإستهزاء أوضح : ماذااا
مروان بعد أن جلس و هو يميل جسده للخلف قليلا و هو قابض على يده و هو يضعها تحت ذقنه و الدمعة على حافة عينيه في مشهد درامي : نعم فأنا نجم مشهور و يومي مملوء لهذا ليس لدي وقت للمعجبين
ثم وضع ساعده على جينيه و هو لا يزال قابض على يده في مشهد درامي هو الآخر : آه معجبيني المساكين ، أستطيع الشعور بهم لأنهم لن يستطيعو رؤية وجهي الوسيم إلا في الأفلام
كان بإمكان هند رؤية النجوم التي تحوم حول مروان و هي تنظر فيه بعبوس
هند بعد أن تنهدت : أنا المجنونة التي قلقت عليك
وصلت أمام الباب فأمسكت ومقبضه
هند بصوت حزين و منخفض : ليس المشروع الوحيد هنا
مروان بإستغراب : هل قلت شيء
هند بإبتسامة حرينة : لا لم أقل شيء غير ( رافعة صوتها صارخة عليه ) أن لا تزعجني بقصصك هذه مرة أخرى
فغادرت لغرفتها و أغلقت الباب خلفها بقوة

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن