الفصل التاسع و العشرون :

29 15 7
                                    

يرن المنبه دليل على وصول الساعة الثانية بعد الظهر ، فتتحرك ذراع من جسم مدفون تحت اللحاف نحو المنبه محاولة إطفائه و بعد محاولات عديدة فاشلة ، يرفع الغطاء عن نفسه بغضب و بطفأ المنبه لقد كان شاب في العشرينيات من عمره بشعر أسود الطويل نوعا ما منساب وجهه ينتهي بخطلات حمراء توتية ، يحمل رباط شعر أسود من على منضدة السرير و يقوم بربط شعره على شكل ذيل حصان و يضع يديه على رأسه
الشاب بصوت منحفض يتخلله بعض من إنزعاج : لا أعلم لماذا قامو بضبط المنبه في هذا الوقت المبكر جدا هل يظنوني ديك ام ماذا
فتدخل على فجأة إمرأة في الأربعنيات من عمرها صارخة : إستيقظ سيد ألب فقد حان وقت...
فتتبكم ما إن ترى نظرات ثاقبة تتخلل الفرغات بين يديه و لتقابل عينيها مباشرة
ألب بغضب : هذه آخر مر ترفعين فيها صوتك لتلك الدرجة يا آنا هل فهمت
آنا بإرتباك : آسفة ... سيدي الصغير ... لم أعلم أنك قد إستيقظت
فيتنهد ألب تنهيدة طويلة فيقف بهدوء و يتجه نحو آنا و يعانقها بهدوء
ألب بهدوء : أنا آسف آنا ، لم أقصد أن أصرخ عليك و لكنك تعلمين ان مزاجي يكون معكر في الصباح لهذا حاولي ان تتركي بيننا مسافة لفترة بعد إستقاظي
فتضع آنا يدها على رأسه فتربت عليه بهدوء
آنا بحنية : لا بأس ، لا بأس
ألب بإبتسامة و نبرة تتخلها السعادة و الراحة : رائحة آنا كالغسيل اليوم
فتضرب خده بهدوء و إبتسامة
آنا بحنية : هذا لأني كنت أغسل الثياب
آلب بنفس الابتسامة و النبرة السابقتين : لا يزال حضنك دافيء مع ذلك آنا
فتضحك آنا و تشد خد ألب بهدوء
آنا بحنيتها المعهودة : يا لك من مغازل بارع و شقي
فيرفع ألب رأسه بسرعة عن حضن آنا صارخا " لقد تأخرت ... " ، فبدأ بالقفز هنا و هناك و بتوتر " يا إلهي لقد تأخرت ( ثم يلتفت ناحية آنا معاتبا ) آنا لماذا لم توقظيني مبكرا ، لدي عمل مهم اليوم ( فتتغير نبرة كلامه لتصبح هادئة و خجلة ) مع ريا ( فتتغير ملامح آنا لتصبح ملامح مملوءة بالحزن و الارتباك ، فيعاود ألب النظر في آنا بإستياء ) لا أصدق أنك قد تركتني انام لهذا الوقت ماذا لو أن ريا قد ألغت الاجتماع "
آنا و هي تفرك يديها بتوتر : سيد ألب
فيغلق ألب عينيه ثم يلتفت لآنا
ألب و هو يتكلم بسرعة بإرتباك و بنضرات حزينة : أعلم ... أعلم أنها متزوجة و لكن ذلك الشخص لا يستحق ريا لا أحد يستطيع أن يحب ريا كما أحبها .... و أنا واثق أنها ستدرك ذلك مع مرور الأيام
آنا و الدموع تخنقها : سيدي الصغير
ألب بحسرة : آنا أرجوكي إفهميني ... ريا...
فتقاطعه آنا صارخة و هي منفجرة بالبكاء : لقد ماتت ... لقد ماتت ... ريا قد ماتت
فيتجمد ألب مكانه و هو مصدوم
ألب بصوت منخفض و هو غير مصدق : ما الذي تقولينه.... ( فيضحك ضحكة متألمة ، ثم يقترب من آنا مأشرا بإصبعه نحوها بنبرة غريبة تبدو بعيدة كل البعد عن نبرة شخص عاقل ) أنت تمزحين صحيح ... قولي أنك تمزحين
آنا و الدموع يتملأ وجهها : سيدي الصغير ... أرجوك ... إجمع شتاتك ... لا أريد رأيتك في هذه الحالة سيدي الصغير
آلب صارخا و نظرة مجنونة تعلو وجهه : آنا أنت لم تجيبيني بعد ... لقد كنت تمزحين صحيح
آنا صارخة و هي ممسكة بقميص ألب : لقد ماتت لقد ماتت حقا سيدي الصغير ريا قد ماتت
فيتوقف ألب عن الحراك و يسقط على ركبتيه ممسكا بقدمي آنا
ألب بهدوء و هو ينظر في آنا : ريا ... قد ماتت
فتبدأ دموعه بالنزول كالشلال تأبى التوقف ، ثم ينفجر بالبكاء بشكل هيستيري ، فجأة تمر صورة شخص جالس على كرسي مرتديا قبعة كلاسيكية و هو يحمل سيجارة باطراف أصابعه أمام عينيه
ألب بصوت منخفض و هدوء غريبين : هو من قتلها
ثم ينظر في آنا و هو مصدوم مكررا ( هو الذي قتلها ، الظل هو الذي قتلها ... لقد قتل ريا خاصتي )
فنهض بسرعة راميا جسمه ناحية سكين كانت على صحن الفواكه و أمسكها بيده ، فأسرعت في إمساك كتفيه
آنا صارخة : ما الذي تفعله سيدي الصغير
ألب بنظرة مجنونة على وجهه و نبرة متعطشة للدماء : الظل قتل ريا و أنا سأقتله ، الظل قتل ريا خاصتي ( فأخذ يصرخ ) لقد قتل ريا خاصتي لذا سأقتله
آنا صارخة : لا تجن لا يمكنك فعل ذلك
ألب صارخا : إبتعدي عن طريقي
فيرميها على الأرض و يصطدم رأسها بالطاولة أما ألب فيغادر راكضا حاملا السكين بيده و ما إن يصل أمام أحد الأبواب حتى تفتح الباب و تخرج يده منه تشد ألب للداخل و تلقيه على الأرض فيسقط السكين من يده ، فيفتح ألب عينيه و ينظر ناحية الشخص الذي شده للداخل ، فيضيق بؤبؤ عينيه
ألب و هو مصدوم : فاتح...
فيندفع  بسرعة ناحية السكين و يلقيها من النافذة
فاتح صارخا : ماذا تظن نفسك فاعلا
ألب صارخا هو الآخر : فاتح أنت لا تعرف شيء لهذا لا تتدخل
فاتح صارخا : أنا أعرف أكثر مما تعرفه
ألب صارخا بصوت أعلى : ما الذي تعرفه ، أنت لا تعلم ما الذي فعله ذلك الشخص
فاتح بهدوء : لقد قتل ريا و فريد اليوم
ألب و هو مصدوم : أنت تعلم مع ذلك توقفني
فاتح صارخا : هلا هدأت قليلا و حاولت فهم ما أقوله
ألب صارخا : هيا تكلم بسرعة و توقف عن تضييع وقتي
فاتح بهدوء : فريد كان يخطط لكشف الظل ، لا أعلم ما السبب بالظبط و لكن يبدو أن الظل قد فعل له شيء جعله يكن له العداوة
ألب و قد هدأ قليلا : إذا ...
فاتح بهدوء : و على ما يبدو ان الظل قد عرف بالأمر و خطط لغتياله هو و زوجته ريا
ألب بإبتسامة مصطنعة : و هل تظن أني لا أعرف كل هذا
فاتح بهدوء : أعلم أنك تعلم و لكن ما لا تعلمه ان لفريد شريك في الأمر
ألب بإنزعاج : و ما الذي قد يهمني في هذا
فاتح بهدوء : ما أعلمه أن شريكه هذا بكل تأكيد سيسرع في محاولة كشفه للظل و أظن أن أفضل خيار لنا الآن هو دعمه
ألب بغضب : ذلك ليس ضروري لأني سأقتله الآن
فيضع فاتح يديه على كتفي ألب
فاتح بهدوء : كن أكثر عقلانيا ، أنت لن تستطيع الإقتراب من الظل سنتمتر واحد بعيدا ذلك عن قتله فأنت لن تستطيع ذلك و لا حتى في المنام مع الحراس الذين يملكهم ، لهذا كما قلت لك تعاون مع شريك فريد
ألب بهدوء : و من يكون هذا الشخص
فاتح بهدوء ممزوج ببعض الإستياء : لا أعلم بعد من ذلك الشخص و لكني سأعرف ذلك في الأيام القادمة
ألب بإبتسامة مصطنعة : و كيف سأتعاون معه إذن يا ذكي
فاتح بإبتسامة : بسهولة عليك ان تنظم للشركة f a للترفيه و تكون مغني في الفرقة التي أغني فيها فنحن نحتاج لشخص موهوب مثلك في الفرقتنا و في نفس الوقت ستصبح قريب من شريك فريد
ألب بإبتسامة : فكرة جيدة ( ثم نظر في فاتح بشك ) أخبريني ألهذا السبب تتنكرين على هيئة شاب في العمل يا سارة
سارة بإبتسامة رافعة يديها خلف رأسها ، نازعة الشعر المستعار من فوق رأسها لينسدل شعرها الأسود الطويل على وجهها : هذا صحيح
ثم ترفع يديها إلى حاجبيها و تنزع الحاجبين المستعارين
ألب بإبتسامة : هل تعلمين ماذا سيحدث لك عندما يكتشف الظل خيانتك أو عندما يكشفونك في العمل
سارة بإبتسامة صفراء : على الأقل لن أكون بنفس حالتك لو أنك ذهبت للظل و حاولت قتله
ألب بإنزعاج : على كل لن أستطيع القدوم لأني متعاقد مع شركات أخرى و ليس لدي وقت للقدوم و أنت تعلمين أن جدولي يذهب للظل
سارة بإبتسامة : لا تقلق ، عندما تكلمت مع المدير وجدت أن ساعات العمل ليس كثيرة و قد طلبت منه تغيير الجدول بشكل يساعدني على الذهاب لهناك و العمل دون ان يشك الظل و لحسن حظك أن أختك بالتبني لها نفس جدولك لأنها متعاقدة مع نفس الفرق التي تعاقدت معها ، لهذا فعند إنتهائنا من تصوير مشهد من الفيلم " نيرو " نذهب لنتدرب لساعتين على الغناء في مدة الاستراحة الفيلم و إن تأخرنا نجد عذر ما ، و أفضل شيء أن الشركتين قرب بعضها نعود و نصور ل 3 ساعات ثم بعدها تذهب الفرقة الرقص للقيام بالرياضة و هو نفس الرياضة في جدولنا ثم ينتهي عملنا في شركة f a و نعود للشركات الأخرى و هناك مشاهد يمكننا تصويرها في الليل ، و كما تعلم لسنا مشغولين كل يوم لهذا يمكننا ترك مشاهدنا لتلك الأيام و نخرج بحجة أن التصوير لم يسر كما يجب او بحجة الذهاب للفطور مع بعض من الأصدقاء و ليس للظل الوقت للتحقق من كل جداولنا و لو لا سمح الله كتب و عرف بأمرنا الظل سنخبره أن الشركة قد عرضت علينا مبلغ جيد لم نستطع رفضه و انت تعرف ان الظل يضعف أمام شيء إسمه المال
ألب و هو مصدوم : أنت ... فضيعة
سارة بإبتسامة : شكرا
مشهد آخر :
كان هناك شخص جالس على كرسي فخم محركا أصابعه على مقبضه و ممسكا بسيجارة باليد الأخرى
الشخص ببرود : هل هناك أي معلومات عن شريك فريد
فيتقدم أحد المساعدين بتوتر " لا سيدي ، هذا الشخص كالشبح يتنقل من مكان لآخر دون ان يرى له أثر "
الشخص بغضب : هل هو الشبح ام أنتم من أصبتم بالعمى ، إسمعوني جيدا ذلك الشخص عليكم إيجاده مهما كلف الأمر ، فلو كان مختبأ تحت الأرض إستخرجوه لي
المساعدين بصوت واحد : حاضر سيدي
مشهد آخر :
تنتهي سمر من وصف روان و فيتشكل وجهه على ورقة ، فتقترب هند من الرسمة و تأخذها ، فتقترب من سمر بخطوات ثابتة و تريها الرسمة
هند بصرامة بعض الشيء : أنظري له جيدا هل هذا هو
فتهز سمر رأسها إيجابا
سمر بهدوء : نعم
هند بصرامة : الآن صفي الشخص الذي ساعده على الهرب
سمر بهدوء : لا ، لا أريد أن أرفع شكوى على ذلك الشخص
هند بإستغراب : لماذا ؟
سمر بإبتسامة : لقد كان يريد مساعدتي أيضا
هند بصرامة : سمر لا تجني لقد ساعد خاطفك على الهروب ، أي أنه مجرم أيضا
سمر بهدوء : لا لا أظن لقد كان محتار ليس إلا و لو كنت مكانه لفعلت الشيء نفسه
هند بهدوء : أنت ...
فيقاطها صوت رنين هاتفها ، فتجيب
هند بهدوء : ألو
فيأتي صوت من خلف السماعة يتكلم بهدوء : إسراء أقصد هند ... هذا أنا أديل أريد أن أقابلك لشيء ضروري
هند بصرامة : ليس لدي وقت للجدال معك
أديل متكلما بسرعة : الأمر له علاقة بقضية سمر
هند بإستغراب : نعم
أديل بإبتسامة : هند عليك القدوم

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ