الفصل الحادي عشر :

29 19 9
                                    

طفلة صغيرة بشعر بني يتطاير كالحرير تقفز هنا و هناك بسعادة كبيرة و طفلة صغيرة محجبة تقفز و تركض معها ، الطفلة المحجبة ممسكة بيد الفتاة بسعادة : سمر لماذا لا تأتين للعيش معنا
سمر بإبتسامة : أريد القدوم معك حقا و لكني لا أستطيع ذلك يا سالي
سالي بحزن : لماذا
سمر : أخبرتني أمي أنت الفتاة لا تترك بيت أهلها إلا عند زواجها
سالي بحزن : نعم
فجأة إتمعت فكرة في رأس سالي
فرفعت رأسها مبتهجة : سمر لما لا تتزوجين بأخي حيدر ، عندها سأتين للعيش معنا
سمر بإستغراب : ماذا
سالي مبتهجة: نعم نعم
ثم أمسكت بيد سمر و أسرعت بها لحيدر
سالي بسعادة : حيدر أخيييي
حيدر بإبتسامة : ماذا هناك سالي
سالي : حيدر هل تستطيع الزواج من سمر لتنتقل للعيش معنا
حيدر و قد إحمر خجلا و هو يغطي وجهه : ماذا
فجأة إستيقظ حيدر من نومه و الدمعة نازلة على خده ، كانت الشمس ساطعة مسلطة على عينيه العسليتين و هذا ما جعله يرفع يديه لا إراديا لتغطية وجهه من أشعتها ، فجلس بعد أن كان مستلقي و أخذ ينظر في الأرجاء نائما تحت أحد المنازل القديمة في أحد الأحياء القزديرية كان المكان مملوءا بالمشردين ، أما المشاة فقد كانو عجاف لدرجة بروز عضام أجسادهم ، كان المكان مقرفا بحق
حيدر في نفسه : لا أصدق أني قد غفوت و في هذا المكان بالتحديد
أخذ يحك شعره بإنزعاج و هو يردد في نفسه : الناس هنا يأكلون الحي و اليابس ، فليس لديهم شيء لخسارته لهذا علي أن أبتعد بسرعة عن هذا المكان
فهم بالوقوف فأحس بنظرات لاسعة نحوه من كل الإتجاهات
حيدر في نفسه : سحقا ليس لدي وقت لهذا
فأخذ يركض في الطريق باحثا عن مخرج من هذا الحي و هذا الموقف الذي وضع نفسه فيه ، و بعد مدة من الركض توقف للحظة ليلتقط أنفاسه ، و رغم إبتعاده إلا أنه لا يزال يشعر بتلك النظرات اللاسعة من حوله
حيدر : آااخ يبدو أن ثيابي ستتسخ بالدماء مرة أخرى
فجأة إقترب منه شابين يشبهون تجار المخدرات و متعاطيها خصوصا الهلات السوداء تحت أعينهم و ضحكهم المستفز
أحد الشابين و هو يلوح بخنجره : أنت قم بإفراغ جيوبك قبل أن تودع حياتك
حيدر بإمتغاض : أظن أنك لو تذهب للعمل خير لك و لي
الشاب ساخرا : لماذا أذهب للعمل و يمكنني جني المال أسرع ، كما أن هذه هي مهنتي الجديدة
حيدر و هو يفرقع أصابعه واحد تلو الآخر : يا للأسف كنت أريد أن أحافض على يديك لتعمل بها و لكنك قررت إستخدامها للسرقة لهذا ( بعد أن نظر للشاب بنظرات حادة ) لا تلم إلا نفسك

مشهد آخر :
مروان جالس بسعادة على المائدة وسط عائلته ( والديه و نور و ياسمين )
مروان و هو يشرب قهوته الصباحية و التي لا يبدأ يومه إلا بها : أين هند ؟ ألم تستيقظ بعد
نور بغرور : إنها تجهز نفسها للعمل
فجأة تهجم شخص على مروان من الخلف لافا ساعده على رقبته في محاولة لخنقه
الشخص بحماس : سمعت أنك قد قبلت في مقابلة الفيلم
مروان بصوت مختنق : هند سأموو..ت
هند بعد أن تركت مروان و هي تتحرك للامام : لقد قبلت في كلتا المقابلتين التي قمت بهم البارحة
أصبحت هند في مقابلة مروان الذي كان يستعيد تنفسه فوجهت عصى ناحيته
هند بصوت حازم : مروان إنهاري أنت رهن الإعتقال بتهمة الوسامة و اللطافة و الندارة
مروان واضعا يده على صدره : أمرك سيادة الظابط هند أنهاري
فظهرت هند و هي تضحك مرتدية زي الظابط و تحمل معها عصا الظباط
ياسر بهدوء : ألم يكن من المفترض أنه ليس لديك عمل اليوم
هند بعد أن جلست على الكرسي واضعة قدم على قدم : بلى لكن هناك قضية جديدة على العمل عليها
ياسر بهدوء : هل بإمكاني معرفة المزيد عنها
هند واضعة عصاها على المائدة : بالطبع
هند بصوت جاد : القضية هي قضية إختطاف و حادث في نفس الوقت ، على حسب ما سمعته ، فقد إختفت فتاة تدعى سمر البارحة صباحا و لما أتت والدتها لتقدم شكوتها تعرضت لحادث و المشتبه فيهم هن مراهقتين في نفس العمر سمر تقريبا
ياسر بهدوء : و كيف علمت بأمر إختطاف الفتاة
هند بجدية : هذا ما جعل هذه القضية غريبة فمن أخبرتنا بخصوص الخطف هي أحد المشتبه بهم و تدعى سالي و هي نفسها الفتاة التي كانت برفقة والدة الضحية عندما تعرضت للحادث
ياسر بحذر : أتقصدين أنها من تسببت بالحادث لوالدة الضحية
هند بحذر : لا أعلم فلو كانت الجانية ما كانت لتتكلم عن قضية الخطف أو
ياسر : أو...
هند : أو ربما تريد تظليلنا ، بصراحة أفكاري مخربطة عقلي يقول أنها مذنبة و لكن قلبي يقول أنها ضحية
ياسر : و ماذا قال الشهود
هند : لم تصلني تصريحات الشهود بعد و لكن على حسب ما سمعته فأحد الشهود هو الشتبه الثاني و سأفهم الأمر جيدا عندما أصل لهناك
توقف الجميع عن الأكل ما عدا مروان الذي إستمر الأكل بهدوء
هند بإنزعاج : مروان كيف تستطيع الأكل بعد ما سمعته
مروان و هو ينظر في هند : نحن نسمع عن هذه الجرائم كل يوم لهذا لم يعد الأمر مخيفا كما أنه (مروان و هو باسط أحد ساعديه للأمام و هو يثني يده الأخرى حول خصره ) لا ذنب لبطني بكل ما حدث فلماذا أعاقبها
هند بإنزعاج : أنت محق و لكن ...
نور بوقاحة : لا تزعجي نفسك يا هند فمروان شخص أناني لا يهتم إلا بنفسه
هند بإنزعاج : نور...
مروان بعد أن وضع كأسه و قام بمسح فمه بمنديل : على كل لقد شبعت
فغادر مسرعا
هند معاتبة نور : لماذا لا تنفكين عن إزعاجه
ثم أسرعت لاحقة بمروان
ياسر بهدوء موجها كلامه لملاك : أظن أنه قد حان الوقت
فهزت ملاك رأسها بهدوء
ياسر بهدوء موجها كلامه لنور : نور هذا المساء تعالي لمكتبي ، هناك شيء ضروري أريد إخبارك به
نور بإستغراب : ماذا هناك يا أبي
ياسر بهدوء : قلت في المساء
من ناحية أخرى كانت هند تركض خلف مروان
هند صارخة : مروان ، مروان إنتظر
و بعد لحظات من الركض ورائه إستطاعت إمساكه
هند : أنا أناديك منذ فترة لماذا لم تتوقف
مروان بصوت غاضب يحاول به إخفاء إرتجاه صوته و إختناقه : من قال لك أن تلحقي بي أنا أصلا متأخر عن العمل
هند بإنزعاج : إذهب بسيارتك لتصل أسرع
مروان صارخ : سيارتي عند الميكانيكي و الآن توقفي عن تأخيري
هند ممسكة بمعصمه : تعال سأوصلك بسيارتي
مروان بإنزعاج : لا أريد فأنا أختنق من ركوب السيارات
هند بصوت هاديء : أسكت ماذا سيقول معجبوك إن رأوك تبكي في الشراع ، طفل باكي تعال معي فقط
مروان بصوت مرتفع : من الذي يبكي
هند بهدوء و هي منزلة رأسها : منذ صغرك و أنت تهرب كلما شعرت بالحزن أو بالشفقة على أحدهم إلى الأكل أو النوم و إلا تنفجر بالبكاء كطفل ... أعتذر لاني نسيت ذلك و كلمتك بتلك الطريقة ، لقد كنت حزين بطريقتك الخاصة و لكني إنفجرت عليك ... أنا آسفة
كانت ملامح مروان تتغير مع كلام هند حتى هدأ تماما
مروان بهدوء : هند....
ثم قام برفع رأسها بهدوء ، لقد كانت الدموع تملأ عينها فنسالت أحداها على خدها لتلامس يد مروان
مروان بهدوء ممزوج ببعض من التوتر : أأنا من عليه أن يعتذر ، هند أنا آسف لم .... لم أقصد أن أسبب لك القلق
هند و هي تضح يدها على يده : لا بأس هيا لنذهب
مروان بهدوء : هند....
هند : نعم
مروان بتأثر واضح من صوته : هذه أول مرة أراكي تبكين فيها ، رأيت عيونك مملوءة بالدموع كثيرا من قبل و لكن لم أراكي و أنت تبكين قط
هند صارخة : من هذه التي تبكي ( فبدأت بحك عينيها ) لقد دخل شيء في عيني لهذا دمعت
مروان بإبتسامة و هو ينظر إليها بنصف عين : أهذا صحيح
هند و هي تستشيط غضبا و تفرقع أصابع يدها  : مروان هل تريد أن تضرب
مروان بإبتسامة : يا إلهي أنقذوني أنا خائف
هند و هي تقرب يدها من كتفه : إذن تعالى إلى هنا
فأبعد مروان كتفه ثم إلتف راكضا بسرعة مبتعدا عن هند ، فلحقت به هند بسرعة
هند صارخة و هي تضحك : إنتظر أيها الجبان
مروان و هو يصرخ و يضحك : لا مستحيل هههههه

رزمة من الاسرار ( الموسم الأول ) Where stories live. Discover now