٩-سعادة لم تُكتب

283 18 2
                                    

"و يسألونك عن الحب قُل:
هو اندفاع روح إلى روح.
ويسألونك عن الروح قُل:
الروح من أمر ربي".
(عباس محمود العقاد).

"و أنا تقبلت الرفض بوعد منك إنك تعاملي زوجتي باحترام و طول السنين دي و أنا محترم ده و متحمل عدم وفائك بالوعد و زوجتي المحترمة متحملة المعاملة السيئة بس كفاية بقى كده كتير قوي و أنا ظلمتها بإلغاء قراري ولكن خلاص كفاية قوي كده، أنا كده بظلمها معايا,excusez moi".

أنهي كلماته بالإستإذان لينصرف ثم أمسك بيد زوجته يحثها على الهنوض، نهضت و تحركت معه عودة لغرفتهما، تابعهما الجميع بذهول و استنكار و والدته تنظر في أثره بغضب و كادت تتحرك بغضب و لكنها لم تستطع و قد اختل توازنها وسقطت أرضاً مغشياً عليها.

انتبه كلام من مصطفى و أحلام لسقوطها فهرول مصطفى و قد كان شقيقه الأقرب لذا كان قد جثى أمامها يحاول إفاقتها، بعد مرور بعض الوقت استعادت السيدة وعيها و انتبهت أن مصطفى يمسك يدها فنفضت يده بغضب و رمقته بحنق، ساعدها شقيقه و زوجته و صعدا بها لغرفتها، صعد مصطفي و أحلام لم تفارقه ليس لأن شأن والدته يعنيها ولكن هو من يعنيها و تهتم به و بحالته التي تسوء بسبب شجاراته مع والدته الدائمة منذ ظهرت هي بحياته، وقف أمام باب الغرفة بقلة حيلة بعدما منعه شقيقه كي لا تزداد حالتها سوءاً، اقتربت منه أحلام تمسد علي ذراعه بحنو و تقول بابتسامة:
"متقلقش بإذن الله هتبقى كويسه".

انتبه لها و طالعها بحزن و ألم لأجلها وقد تحملت الكثير منذ خطت بقدمها ذلك المنزل و هو لم يستطع حمايتها يوماً، يود لو يهرب بها لأبعد مكان على الكوكب و يظلا هما فقط دون شجارات و صراعات و لكنه يشعر أنه مُكبل، سجيناً بهذا المنزل و معتقل لدى تلك العائلة بقوانينها وعاداتها التي بات يمقتها و يمقت إنتمائه لها، شعور العجز و ما أصعب من شعور رجل بالعجز و بالأخص إذا كان عجزه بحماية من سلمت نفسها له و وهبته حياتها، من امتلكت قلبه و اخترقت كيانه وأسلمته قلبها الرقيق، زوجته الحبيبة التي من المفترض أن يكون لها السكن والأمان و لكنها ما وجدت الأمان و الراحة يوماً بجانبه.

انتبه لخروج شقيقه الذي اقترب منه بحنق و طالعها باشمئزاز و قال بحنق:
"إنتِ واقفه هنا ليه، إمشي من هنا هي مش عاوزة تشوفك خالص.....".

اندفع مصطفى يقاطعه بحِدة:
"كفاية...معلش حبيبتي استنيني في الأوضه من فضلك".

أنهى كلماته موجهاً إياها لزوجته بنبرة هادئة و ما كان قراره بانصرافها لينصاع لشقيقه و لكن كي لا تستمع لِمَ يؤذيها من كلمات لاذعة، أومأت له موافقة و تحركت نحو غرفتها، طالع مصطفى شقيقه بحنق و قال بغضب كامن:
"آخر مرة هسمحلك تكلمها بالأسلوب ده".

ابتسم شقيقه بسخرية وقال بحنق:
"إنت مصمم تعمل ليها قيمة براحتك بس متجبرناش إحنا كمان نعملها سعر وسطنا، كفاية قوي إنك اتجوزتها وجيبتها من القاع تعيش هنا وسطنا في بيت عمرها ما كانت تحلم تعدي من قدامه.......".

كل ده كان ليهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن