٢٥-أهواك بِلا أمل

253 16 19
                                    

"أنتِ في كل الأشياء حولي
في كل رؤية...في كل صوت
لكنني لم أزل أذوب حنيناً إليكِ"
(جلال الدين الرومي).

بعدما انصرف عاصم جلست بسمة مع شقيقها تشاوره بالأمر.
"يعني إنت شايف إيه؟".

حرك رأسه و أجابها:
"أنا شايف إنه كويس و من كلام بابا إنه شاريكِ يعني و كمان دي مش أول قعدة لبابا معاه ده بيقول قعد معاه قبل كده و زنقه جامد في الكلام، واضح إنه حط عليه جامد بس هو تمام و مكمل، المهم إنتِ رأيك إيه؟".

تنفست بعمق و أجابته بحيرة:
"مش عارفه".

"خدي وقتك و فكري كويس كده كده إنتِ عارفه بابا لسه هيذله حبه حلوين مش هيمشي الموضوع بسهولة، فخدي راحتك على الآخر و لو رفضتي يبقى يا فرحة أبوكِ".

أنهى حديثه بضحك فضحكت هي الأخرى و أردف رامي:
"يلا أنا نازل".

"نازل ليه، ماتقعد معايا شويه طيب نتكلم و نفكر سوا".

"لا مش هينفع أنا صحابي واقفين مستنيني تحت من بدري أصلاً".

سألته بجدية:
"طيب و إيه يعني، هما مش عارفين إنك مشغول...رامي هو إحنا ليه بقينا بعاد قوي عن بعض كده، ده إحنا كنا بننام في أوضه واحده و بنسهر سوا نتكلم للصبح، و إحنا صغيرين مكنتش بتبطل كلام معايا و تفضل تحكيلي و أحكيلك إنما دلوقتي إنت حتى مش بتعرفني أي حاجه عن حياتك طول الوقت يا في الشغل يا مع صحابك و الشويه اللي بتقعدهم في البيت بتقعدهم في أوضتك لوحدك، ليه بعدت عني قوي كده؟".

"أنا مبعدتش ولا حاجه مانا معاكِ أهو، عادي يعني و حياتي مفيهاش حاجه يعني عشان أحكيهالك....يلا سلام بقى عشان متأخرش عليهم أكتر من كده".

تركها بالفعل و انصرف بينما هي نظرت في أثره بحزن و ضيق ثم خرجت لوالديها و استأذنت والدها أن تهبط للفتيات و وافق والدها، انصرفت و دار حديث بين سلوى و كمال حول تلك الزيجة، سألها كمال:
"ها إيه رأيك؟".

"مش عارفه بصراحه....يعني هو باين إنه شاريها بس فكرة قعدته لوحده دي برضه تقلق، يعني شاب و عايش لوحده بعيد عن أهله ده غير سفره و تنطيطه في كل حته و بعدين حسيت فيه حته كده غرور أو فلوس يعني بيتكلم بالفلوس...حاجه مطمنش".

اعترض كمال بقوله:
"لا لا هو اتكلم في الفلوس انهارده لإني اتكلمت معاه قبل كده في الأساسيات و انهارده كان بيوضح بقى إمكانياته و هيجهز ويعمل إيه و ده طبيعي، أنا سائل عليه كويس و سمعته زي الفل، ملوش في العك و قرف الشباب بتوع اليومين دول، أنا برضه خوفت من الموضوع ده بس كل الكلام اللي سمعته يطمن و لقيتها إنها مش حاجه وحشه إنه يستقل بحياته و يبقى راجل معتمد على نفسه و أبوه و عيلته أنا مش لسه عارفهم انهارده يعني ما إنتِ عارفه أبوه راجل زي الفل".

كل ده كان ليهWhere stories live. Discover now