٢٨-سندي

262 13 7
                                    

"و قرأت في عينِ المليحةَ جملةً
إعرابها يا أنت إنك موطني"
(إبراهيم حمدان).

اليوم هو اليوم المتفق عليه مع أسامة، بالموعد المتفق عليه صدح رنين جرس الباب، قالت سلوى:
"معقول هو؟، ده جاي ٨ بالدقيقه".

فتح رامي الباب و تفاجأ بوالدي أسامة معه وقد تعمد أسامة فعل ذلك وعدم إخبار كمال كي لا يرفض و هو بحاجة لدعم والده معه هو بالأحرى لم يوضح له إذا كان سيحضر بمفرده أم بصحبة أحد و قد تعمد ذلك، استقبلهما رامي و أجلسهم في الصالون ثم دلف لوالده و أخبره عن وجود والديه، تعجب كمال و لكنه خرج يستقبلهم و بعد التحية جلسوا معاً و بدأ حديث عابر ثم نطق كمال بتبجح:
"يا أهلاً و سهلاً، نورتونا....بصراحة أنا متوقعتش تجيب الحاج و الحاجة معاك في أول مقابله".

أجابه أسامة بابتسامة:
"المثل بيقول اللي ملوش كبير بيشتريله كبير يا حاج و أنا الحمد لله كبيري أبويا موجود و بعتز بيه ربنا يديله الصحة، قولت في موقف زي ده لازم يكون موجود خصوصاً إني راجل جد و مليش في اللف و الدوران و داخل البيت من بابه و دي قعدة تعارف يبقى لازم يكون كبيري موجود و أهلي عشان نتعرف على بعض".

أصاب أسامة الهدف مِمَ أدى لصمت كمال فأردف بابتسامة:
"أنا فاهم إن في القاهرة الشاب بيجي لوحده عشان لو حصل رفض ميبقاش فيها إحراج للأهل لكن إحنا أصلنا صعايدة و عندنا في الصعيد أهل العريس اللي بيطلبوها في قعدة رجالة و في حضور العيلتين، عيلة بتناسب عيلة مش مجرد واحد بياخد واحده و خلاص دي الأصول عندنا و مبنحبش نحيد عنها وحضرتك من حقك تطمن على بنتك و تتعرف على العيلة اللي هتعيش معاها لو ربنا أراد".

و ها هو يصيب الهدف الثاني و يلجم لسان كمال و قد بدأ يقرأ أفكاره خلاف خلفيته عنه و يسدد الأهداف بجدارة، خرجت سلوى بعدما تجهزت فهو كان ينوي مقابلته بمفرده و رحبت بهم و جلست معهم و بدأوا يتبادلون أطراف الحديث ثم بدأ أسامة يعرفهم بنفسه:
"أنا دكتور أسنان عندي ٢٨ سنة، عندي شقتي في......الحمد لله مستوايا المادي معقول.....".

قاطعه كمال بقوله:
"معقول إزاي يعني....بتقبض كام؟....معلش مانا لازم أطمن على بنتي برضه".

ابتسم أسامة و أجابه:
"حقك، بقبض اللي يقدر يعيشها مرتاحه بإذن الله، مرتبي في المتوسط......بيزيد أو يقل على حسب الحالات في العيادة و لكن ده الثابت من شغلي في المستشفى".

تدخل والد أسامة:
"أسامه شاب مكافح، بصراحه أنا متدخلتش أبداً و لا ساعدته بشيء، هو اللي جاب الشقة لنفسه و بيشتغل و بيجتهد و معتمد على نفسه تماماً حتى رفض إني أساعده و أفتحله عياده خاصة بيه و فضل إنه يوم مايكون ليه عيادة تكون من مجهوده الخاص".

حرك كمال رأسه بابتسامة ثم وجه حديثه لأسامة:
"تعرف إيه عن الجواز.....يعني إيه مفهومك عن الجواز؟".

كل ده كان ليهWhere stories live. Discover now