٣١-أحبكِ

259 16 8
                                    

"إني أحبكِ...
كلما تاهت خيوط الضوء في عيني
أرى فيكِ الدليل".
(فاروق جويده).

تحولت نبرة هيثم من الحنق للتأثر الحقيقي:
"عبيط أه والله عبيط، عبيط عشان سكت يا يوسف، أنا كنت عمال أعافر عشان أجي أخدها من غير شنطة هدومها حتى و أشيل عنك حِمل جوازها خالص، كنت شايل همك و هم تعبك و شقاك ما إنت أخويا و طول عمرنا شايلين هم بعض و لما خلاص جهزت و قولت اتكلم جه موضوع تعب أبويا و خد مني كتير لدرجة إن اللي معايا ميكفيش حتى لو اتقاسمنا المصاريف، و عمال أعافر تاني و قولت هربط معاك بكلام و لما سألتك قبل ما تسافر على ظروفك لقيتك شايل الهم و شايل حِملهم سكت و مرضتش أتقل عليك و في الآخر تروح مني بسهولة كده، يا يوسف أنا بحب بسنت، أنا صبرت كتير قوي و تعبت...والله تعبت".

اغرورقت عيني هيثم و هو يتحدث و يوسف يستمع لحديثه بصدمة فهو لم يلاحظ يوماً حبه لشقيقته و هيثم بمثابة شقيق له و شعر بالحزن حقاً لأجله، هو يثق به كثيراً و بالطبع إذا كان أخبره منذ البداية كان سينضم لصفوفه فهو خير من يعلم هيثم عن ظهر قلب، أردف هيثم بعدما مسح تلك العبارة التي هربت من مقلته:
"يوسف أنا مش عايز غير فرصة، فرصة واحدة هي تعرف اللي في قلبي و تختار، و هرضى بأي قرار هي تاخده بس ابقى أخدت فرصة و حاولت، مش ممكن المشوار ينتهي من قبل ما يبدأ".

تنفس يوسف بعمق ثم قال:
"هيثم أنا أكيد شهادتي فيك مجروحة و أكيد مش هلاقي حد لأختي أبقى واثق و متأكد إنه هيشيلها في عينيه و يحافظ عليها زيك بس......أنا حتى مش هينفع أقولها دلوقتي خلاص...هي وافقت و قرينا الفاتحة، صحيح هي لسه هتتعرف عليه بس.....أنا مش عارف أقولك إيه بجد بس أنا إديت كلمه للراجل و خدنا خطوة كمان....كل اللي أقدر أقوله إن لو هي عرفته و رفضت تكمل أكيد هديك الفرصة، إنت لو كنت اتكلمت إمبارح بس كنت خيرتها بينكم بس مينفعش بعد ما تختار و ناخد خطوة أخيرها، مبقاش ينفع".

"يا يوسف دي قراية فاتحة يعني سهل قوي تتفض، خيرها و متضيعش عليا الفرصة، عشان خاطري".

تنهد يوسف ثم قال بجدية:
"بص دلوقتي مش هينفع الموضوع مش لعب عيال بس كل اللي أقدر أقوله أنا هديها مهلة الشهرين اللي أنا مسافر فيهم تتعرف عليه و تاخد قرارها النهائي تكمل خطوبة و لا لأ و لو لأ صدقني هديك فرصة".

طالعه هيثم بعدم رضا و حزن فأردف يوسف:
"مقدرش....سامحني".

نهض يوسف و ربت على كتفه ثم غادر و قد دلفت سميحة لمهجة تستفهم منها عن تلك الخطبة المفاجئة بينما هيثم ظل بمحله يشعر بغصة تعتصر صدره يتساءل كيف سينتظر و ماذا إن اختارت غيره و أحبته، ماذا سيفعل حينها و كيف سيتقبل الأمر و هو حتى لم يحظى بفرصة ليبوح لها بمشاعره؟.

تعدت الساعة منتصف الليل و براءة تجلس بالشرفة كعادتها و لكن تلك المرة بصحبة بسنت تقص عليها جميع ما حدث و لكنها لم تبوح بِمَ يجول بخاطرها، دلف يوسف الشرفة يستنشق بعض الهواء و انضم لهما، يتحدثون بأمور شتى، يأنس معهما و يحظى ببعض الوقت معها، بعد قليل دلفت عايدة تقول بلهفة:
"براءة سامح تعبان قوي و هبة لوحدها و أهلها مسافرين و أحمد كمان سافر انهارده مع صحابه".

كل ده كان ليهWhere stories live. Discover now