كل ده كان ليه

٢٦-أنا معكِ

"لو كنت تسمع صوت حبك في دمي
قد كان مثل النبض في أعماقي
كم غارت الخفقات من همساته
كم عانقتن مع المنى أشواقي"
(فاروق جويدة).

بعدما أنهت براءة الإتصال انتبهت لتحديق الفتاتين بها فنظرت لهما بتسآؤل، نطقت بسمة:
"مبتفكريش تديله فرصة، أنا شايفه بجد محمد ميتعوضش، واحد بيحبك و متحمل بقاله سنين الوضع اللي إنتِ حطاه فيه و عمره ما حاول يضايقك، واحد بيحبك بدون مقابل و لا حتى بمقابل إنك تحبيه، بيحبك كده و مش طالب حاجه غير إنك تسيبيه يحبك و بس".

"و مين قالك إني محاولتش و مفكرتش؟".

انتبهت بسنت لقولها فهي رغم إعجابها بعشق محمد لها و بوضع آخر كانت ستقنعها به كما حاولت من قبل و لكن الآن و بعدما علمت بعشق شقيقها لها و رأت ألمه بالطبع ستختار شقيقها و هناك رغبة مُلحة بإخبارها و لكنها لن تفعل على الأقل في الوقت الحالي، تنهدت براءة و استندت برأسها على ظهر الفراش ثم قالت:
"محمد الحب اللي بتمناه، طريقته و أسلوبه و كل حاجه بيعملها عشاني.....اتمنيت محمود يحبني كده بس محصلش رغم إني اديته كل حاجه و كنت مستعده أضحي بأي حاجه بس هو باعني أياً كان السبب في النهاية باعني وجرحني.....محمد حبه نضيف و نقي قوي لأبعد الحدود....حب أفلاطوني زي ما بيقولوا، حب من أجل الحب....حب زي اللي بنشوفه في الأفلام و الروايات....بني آدم طاهر قوي و نضيف قوي، قلبه صافي و نقي بشكل مش طبيعي.....حبه زي حب الأساطير اللي أي بنت بتتمناه.....أنا بتمناه.....بس رغم كل ده قلبي عمره ما اتهزله....عمر ما فيه كلمه منه لمست قلبي.....حاولت على فكره، أنا كتير حاولت أنسى محمود و أبعد حاولت أدي فرصه لمحمد بس بجد مقدرتش.....معرفتش أشوفه زوج ليا....حاولت أسمعه بقلبي و أحسه....بس معرفتش....بجد معرفتش و عارفه و واثقه إني بضيعه من إيدي....بضيع حب صعب قوي ألاقيه تاني....بس أنا لو وافقت على جوازي منه بجد هبقى بظلمه....هو يستاهل يتحب...يستاهل يلاقي واحده تانيه تديله الحب اللي يستحقه....يستاهل لما يبصلها بحب تقدر تبادله نفس النظره و تحس حبه و تديله اللي هو محتاجه.....أنا عارفه إني لو اتجوزته هكون مرتاحه و مبسوطه و هيعمل كل حاجه عشاني و هيفضل يحبني بكل كيانه و عمره ما هيكل و لا هيمل....بس ده ظلم ليه هو....بجد هبقى بظلمه قوي قوي و هو ميستحقش أعمل فيه كده....محمد يستحق كل حاجه حلوه في الدنيا".

قالت بسنت بنبرة هادئة:
"أيوه يا براءة بس إنتِ بوضعكوا ده برضه بتظلميه، إنتِ معلقاه جنبك و بتعذبي فيه بس، طول ما إنتِ في حياته عمره ما هيقدر ياخد خطوة و يشوف حياته".

أجابتها براءة بضيق:
"عارفه....و عارفه إني كده بستغل حبه ليا بس و الله العظيم أنا حاولت كتير أبعد عنه و هو رافض تماماً....بيفضل يترجاني و بيرفض يبعد....و أنا بصراحه كنت عايزاه في حياتي معرفش ليه....صعب عليا برضه إنه يبعد عني.....اتعودت على وجوده و حنيته معايا و مساندته ليا في كل حاجه في حياتي، مش سهل عليا إني أبعد واحد نضيف للدرجة دي من حياتي....اللي زيه وجودهم بقى شيء نادر في الدنيا و كون إني قابلت شخص بالنقاء ده صعب عليا فكرة بُعده، إن يبقى فيه شخص واحد بس في حياتك بالنقاء ده دي نعمه من عند ربنا بجد....شخص إنتِ واثقه إنه مهما حصل هتلاقيه في ظهرك، عمره ما يخذلك أبداً، شخص عايزك ناجحه و مبسوطه، قلبه مفيهوش غل و حقد، قلب صافي بجد...بس والله مش ده اللي خلاني أوافق نفضل نتكلم و والله إحساسي إني بستغله بيقتلني وفكرة إنه بيتعذب بسببي بتدبحني بس حاولت أبعد و كنت صريحة معاه من أول لحظه و ده اللي بيصبرني إني مخدعتوش، أنا كنت بجاهد إحساسي ده و بجد قراري كان بيبقى حاسم و نفذته فترة لو تفتكروا و غصبت عليه بس مسابنيش و فضل ورايا لحد ما رجعت أكلمه.....بس أنا خلاص قررت هبعد تماماً و دلوقتي خلاص مفيش جامعة و مش هيقدر يوصلي و الموضوع هيبقى أسهل عليا، هيبقى القرار نهائي و مني أنا.....صحيح هيبقى بطريقه بايخه و صعبه عليه قوي و هجرحه قوي و هفتحله جروح قديمه....بس معنديش حل تاني....أعتقد جرحه بالطريقه دي هيكون أهون من جرحه و تعذيبه و هو جنبي بالشكل ده......أكيد فترة و هينساني و يتعود بقى....وحقيقي بتمناله الخير من كل قلبي....هصبر بس يهدى من المشكله اللي عنده و هنفذ".