١٢-تضحيات

262 15 7
                                    

"تغيبين عني و أعلم أن الذي غاب قلبي
و أني إليكِ لأنكِ مني
تغيبين عني فأشتاق نفسي
بعيدان نحن و مهما افترقنا
فإني خُلقت و قلبي لديكِ".
(فاروق جويدة).

هبط من السيارة تحت أنظار الجميع و كلمات التذمر.
"إنت يابني،كنت هتخليني أخبط فيك، حد يقف فجأة كده؟".

"عارف يا محمود لو كانت العربيه اتخبطط، كنت جيبت رقبك"

"هو محمود بيعمل إيه، هو كل شوية هيوقف الزفة كده".

لم يبالي محمود بتذمر الجميع ولا صوت زمور السيارات جميعها اعتراضاً على ما فعل، و اتجه أمام الجميع لرجل يقف يبيع الورود، ابتاع مجموعة من الورود الحمراء و قد انتقاها بعناية ثم عاد للسيارة مرة أخرى و أهداها لبراءة، توترت براءة كثيراً و أمسكتها منه بيد مرتجفة و تحرك هو بالسيارة سريعاً ليُفسح الطريق.

خجلت براءة من فعلته و من فرط توترها قررت التخلي عن الورود و كأن عقلها لم يستوعب بعد أن الورود من أجلها، استدارت تعطيها للعروس بتوتر، طالعتها العروس بحنق و دفعت يدها و هي ترمقها بنظراتها و كأنها تعاتبها وتقول لها:
"ماذا تفعلين أيتها البلهاء، لقد ابتاعها من أجلكِ".

مدت لها براءة يدها بالورود مرة أخرى فنطقت العروس بملامح حنق:
"دي بتاعتك يا براءة".

"خديها يا براءة".

كان هذا قول سامح يشجعها و محمود يطالعها بعدم تصديق لفعلتها، اعتدلت وتلاقت الأعين فقال محمود وكأنه يؤكد لتلك البلهاء المعلومة:
"أنا جايبهالك إنتِ، يعني أعمل كل ده و اتشتم  عشان أجيبهالك و في الآخر بتديها للعروسة؟".

أنهى كلماته بمعاتبة فنطقت براءة بتوتر:
"ما أنا معرفش".

رمقها محمود بنظرة جعلتها تدرك مدى بلاهتها وحماقتها و سامح والعروس يضحكان على توترها فرمقتهما بغيظ ثم عادت تنظر للورود بحب، قربتها من أنفها تشتمها وتنعش صدرها بعبيرها ثم ضمتها لصدرها لا تصدق أن أحدهم أهداها الورود و لم يكن مجرد شاب عادي ولكن هو مالك فؤادها، هل هذا يوم حظها؟، نظرت نحوه تطالعه بعشق فابتسم لها وقد كان يطالعها من حين لآخر والتقط فعلتها بضمها للورود لصدرها و رأى سعادتها التي اعتلت ملامحها مِمَ أسعد قلبه كثيراً.

وصلت السيارات موقع الحفل و هبط الجميع من السيارات، اقتربت كلا من بسنت وبسمة من براءة بسعادة و قد رأى الجميع فِعلة محمود، براءة بتوتر و ابتسامة:
"أنا حاسة قلبي هيقف بجد، بصوا الورد حلو إزاي و كمان نزل حسن و قاله مش هتقعد جنبها، هو إزاي كل ده حصل فيوم وليلة كده، مش مصدقة نفسي".

ضحكت الفتاتان و قالت بسمة:
"أنا معرفش إزاي عمل كده قدام الناس كلها و مهموش حد؟".

كل ده كان ليهWhere stories live. Discover now